تحرير وكتابة : الصحفي محمد حسن
تحت عنوان “نحن نُهان على أرضكم سيّدي الرئيس” كتب ادريس سالم مقالا نشرته عدة صحف تحدث فيه عما قال إنه استغلال وابتزاز للاجئيين السوريين في المخيمات باقليم كردستان العراق.
سالم الذي يعرف نفسه بأنه “شاعر وكاتب وصحفي سوري” تحدث عما قال إنها “انتهاكات وممارسات قاسية ومؤلمة وغير إنسانية” تمارس في اقليم كردستان” متهما قيادات في “المجلس الوطني الكردي” وأحيانا قيادات في الإدارة الذاتية بالوقوف ورائها، حيث “تمارس الفساد والاستغلال والتهديد والوعيد، وسط غياب الرقابة والمحاسبة”.
وأضاف موجها كلامه للرئيس السابق للاقليم، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني أن «استثمار أوجاع اللاجئين خيانة إنسانية، لا تُغتفر»، ونحن – اللاجئون – نطالبك؛ أن تبلغ المسؤولين في الحزب الديمقراطي الكوردستاني «P.D.K» القيام بإجراءات عاجلة وجذرية؛ للوقوف في وجه ثُلّة مستفيدة ومتنفّذة من الأحزاب الكوردية – السورية، التي تستغلّ من خلال سماسرتها وأزلامها حاجات اللاجئين الإنسانية، في الزيارات والإجازات والإغاثات، وغيرها من الأمور التي ترهقهم وتنغّص عليهم معيشتهم”.
وقال “اللاجئين لا يخافون منك! لأنك صوتهم وضميرهم الحيّ، بقدر خوفهم وحذرهم من شبّيحة حزبية، تكتب بحقّ كل مَن يحتجّ على ممارساتهم وانتهاكاتهم تقارير كيدية وغير إنسانية، وترسلها إلى جهات أمنية في حكومة إقليم كوردستان، والتي بدورها تتعامل مع المسألة على أساس أمني بحت، حيث يتعرّضون إلى ضرب وشتم وإهانات واتهامات لا أساس لها”
اضاف “وحدّها كلمة «لاجئ» كافية لأن تنطّق حروفها بمعاناة أصحاب المخيّمات ووجعهم اليومي، غير أن هذه المفرّدة وأمام ألم الاستغلال والمحسوبيات والتشبيح أو الوساطة الحزبية وغيرها من الانتهاكات المجحفة التي تُمارس على أكثر من (250) ألف لاجئ كردي وسوري تبدو أكثر قسوة ومرارة.
وقال نرفض أن يكون اللاجئون حطباً لنار الحقد والانتهاذية والمحسوبيات الحزبية، فمَن يزورنكم من قيادات أحزاب المجلس الوطني الكردي يرمون أوجاع الناس خلفهم، ويلهثون في سبيل النفوذ أو السلطة أو المال”.
اضاف “هناك مَن يبيع الوهم والأحلام والوعود التي لا تطعم جائعاً، ولا تنصف مظلوماً من طرف محترفي النفاق ومستثمري أوجاع اللاجئين، أولئك الذين يناضلون تحت راية كردستان وراية القادة الخالدين مصطفى ملا بارزاني وقاضي محمد وشيخ سعيد پيراني وغيرهم، حيث يقفزون على عدّة حبال ويغيّرون الأقنعة حسب ما تقتضيه المصلحة الحزبية – الشخصية”.
وفي مقالة ثانية تحدث سالم عن “استغلال آلام وحاجات اللاجئين الإنسانية” التي باتت ظاهرة مرعبة تقلق وتهدّد حياة الكثيرين منهم، أن كل حزب سياسي موجود في إقليم كردستان قام بتعيين مسؤول مباشر من أعضاء لجانه الفرعية أو المنطقية أو المركزية عن الزيارات والإجازات، وسماهم بالخفافيش أو القردة وأنهم مرتبطين بشبكة من التجّار والمهرّبين والمستفيدين، والذين بدورهم لهم أزلامهم وسماسرتهم، بين المخيّمات والمدن والمحافظات، حيث يقبضون من كل زائر ينوي السفر أو الرحيل مبلغ مالي عشوائي، يقدّر بين (100 – 200) دولار أمريكي، دون أيّ رادع أخلاقي أو نضالي أو قومي، متناسيين بشكل مطلق أنهم لا يختلفون عن تجّار الحروب والتنظيمات الإسلامية والعسكرية المتطرّفة التي دمّرت المدن الكوردية وهجّرت ساكنيها.
وطلب سالم من البارزاني الذهاب بنفسه لزيارة مخيم دوميز وباريكا ودار شكران وقوشتبة ليتعرف عن قرب عن مشاكل اللاجئين لان ما يصله من تقارير تجميلية وكاذبة.
وختم مقاله بالتذكير بحالة الفساد والاستغلال والتشبيح «الحزبي والفكري والاجتماعي والأمني»، والمحسوبيات والوساطات وفوضى القراراتية – والمزاجية، والانتهازيات متسائلا…«ما الحل حتى لا نُهان على أرضكم؟!».
من جهة أخرى اتهم سليمان عرب، ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم كردستان المجلس الوطني الكردي باستغلال اللاجئين السوريين وقال: “تقوم مكاتب المجلس الوطني الكردي في اقليم كردستان “باشور كردستان” بمنع لاجئي روج آفا الكرد من زيارة روج آفا إلا بموافقة منهم، وتحاول عبر هذه السياسة الحفاظ على ما تبقى لها من اسم بعد أن فقدت شعبيتها على الأرض سياسياً وعسكرياً ودولياً أيضاً”.
ويبلغ عدد اللاجئين السويين في إقليم كردستان بحسب مركز التنسيق المشترك للأزمات “249639” لاجئا. موزعين على 9 مخيمات للاجئين: محافظة دهوك: مخيم دوميز 1، مخيم دوميز2، مخيم قلعة آكري، مخيم كويلان، محافظة أربيل: مخيم كوركوسك، مخيم دار شكران، مخيم قوشتبة، مخيم باسرمة، محافظة السليمانية: مخيم باريكا.
ويعاني هؤلاء اللاجئون من قلة فرص توظيف أصحاب الشهادات منهم، ومن إجراءات الإقامة حيث لا يسمح لخريجي المعاهد والجامعات بالعمل في المنظمات الدولية والشركات النفطية، لأنها تشترط على العاملين فيها أن يكونوا من حملة الجنسية العراقية…كما ولا يسمح للأطباء، والمهندسين والصيادلة بممارسة عملهم أو السعي لاكمال أو تصديق شهادتهم وبالتالي تتراجع فرص عملهم بشكل كبير.
وحسب بيانات المديرية العامة لمركز التنسيق المشترك للأزمات، يوجد في إقليم كردستان، إلى جانب 249639 لاجئاً من سوريا، 20575 لاجئاً من تركيا و13162 لاجئاً من إيران، كما يقيم في الإقليم 756 لاجئاً فلسطينياً، وأكثر من 60% من مجمل اللاجئين لا يقيمون في مخيمات، بل في تجمعات سكنية حسب صحيفة «راينيشه بوست» الألمانية والتي كشفت كذلك من أن برامج المساعدات الدولية للاجئين السوريين في العراق، تعاني نقصاً كبيراً في التمويل. “لم يتوفر من وعود المانحين في نهاية العام الماضي سوى 45% فقط من إجمالي المبلغ اللازم لمساعدة هؤلاء اللاجئين والبالغ قيمته 229 مليون دولار.”
وبالاضافة إلى اللاجئين السوريين يستقبل إقليم كردستان الآلاف من النازحين العراقيين الهاربين من الصراع الطائفي من مختلف المناطق العراقية.
وتقول بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) : «كان لحرب 2014-2017 ضد تنظيم داعش تأثيراً كبيراًعلى إقليم كوردستان»، مشيرة إلى أنّه «منذ بداية الأزمة وفر إقليم كوردستان الملاذ لأكثر من مليون نازح عراقي، وما زال يستضيف أكثر من 800,000 نازح».
ودفع الهجوم التركي على مدينة عفرين واحتلالها منذ آذار 2018، وترافق ذلك مع تهديدات أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بغزو مناطق شرقي الفرات، والتهديد بحملة جديدة اثر سلبا على قرار عودة اللاجئين لسوريا من الاقليم، وساهم في ارتفاع حدة النزوح من سوريا باتجاه العراق مجددا… لا سيما وأنّ “الدولة التركية” أغلقت حدودها أمام اللاجئين، وتقوم بقتلهم على الحدود…إحصائية شاملة أصدرها “مركز توثيق الانتهاكات \ مراقب” كشفت أنّ “الجندرمة التركية” قتلت 438 لاجئا” وأصابت قرابة 395 بجروح بينهم نساء وأطفال عند محاولتهم اجتياز الحدود التركية – السورية هربا من الحرب وبحثا عن “الاستقرار” أو رغبة منهم بالالتحاق بذويهم في تركيا….حيث تتهم منظمات دولية عديدة تركيا بفتح حدودها أمام “الجهاديين” ونقل “الأسلحة” واغلاقها أمام اللاجئين الفارين من الحرب.
وكانت “مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة” كشفت في تقرير نشرته قبل “الحرب التركية على عفرين”، أنّ اللاجئين الكرد الموجودين في إقليم كردستان، يعودون بأعداد كبيرة أسبوعياً إلى ديارهم في سوريا.
تزايد عدد اللاجئين إلى “اقليم كردستان” بعد “الغزو التركي” لمدينة عفرين