يقيم في إقليم كردستان، أكثر من 283 ألف لاجئ منهم 85% من مناطق شمال سوريا.
مع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، توجه الآلاف من “السوريين، غالبهم من أكراد شمال سوريا أو كما تسمى روج آفا” إلى “إقليم كردستان” على مراحل لا سيما بعد تصاعد وتيرة هجمات الفصائل الإسلامية المتشددة في الحسكة، ثم كوباني وأخيرا الحملة التركية التي استهدفت مدينة عفرين، ودفعت بقرابة 350 ألف من سكانها من النزوح عن مدينتهم التي كانت تتمتع باالأستقرار.
في أحدث احصائية نشرها “مركز التنسيق المشترك للأزمات” تبين أنّه “منذ العام 2018، غادر إقليم كوردستان 4380 لاجئاً من سوريا” وأن اعداد العائدين تصاعدت بوتيرة متزايدة منذ 2016 لا سيما وأنّ مناطق الشمال السوري شهدت استقرارا، وتوفرت فيه فرص العمل ولعل اندحار تنظيم الدولة الإسلامية وهزيمته في مناطق شاسعة في منبج والرقة ودير الزور والحسكة وفرت نوع من الاستقرار الأمني مما وفر دفعا للكثير من “النازحين” لاتخاذ قرار العودة…
الهجوم التركي على مدينة عفرين واحتلالها منذ اذار 2018، وترافق ذلك مع تهديدات أطقلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بغزو مناطق شرقي الفرات، والتهديد بحملة جديدة اثر سلبا على قرار العودة، وساهم في ارتفاع حدة النزوح من سوريا باتجاه العراق مجددا… لا سيما وأنّ “الدولة التركية” اغلقت حدودها أمام اللاجئين، وتقوم بقتلهم على الحدود…احصائية شاملة أصدرها “مركز توثيق الانتهاكات \ مراقب” كشفت أنّ “الجندرمة التركية” قتلت 419 لاجئا” وأصابت قرابة 350 بجروح بينهم نساء وأطفال عند محاولتهم اجتياز الحدود التركية – السورية هربا من الحرب وبحثا عن “الاستقرار” أو رغبة منهم بالالحتاق بذويهم في تركيا….حيث تتهم منظمات دولية عديدة تركيا بفتح حدودها أمام “الجهاديين” ونقل “الأسلحة” واغلاقها أمام اللاجئين الفارين من الحرب.
وكانت “مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة” كشفت في تقرير نشرته قبل “الحرب التركية على عفرين”، أنّ اللاجئين الكرد الموجودين في إقليم كردستان، يعودون بأعداد كبيرة أسبوعياً إلى ديارهم في سوريا.
احصائية “مركز التنسيق المشترك للأزمات” كشفت أن “249639” لاجئا من سوريا يعيشون الآن في إقليم كردستان”. حيث تنشط 43 منظمة محلية و103 منظمات دولية إنسانية في مجال مساعدة النازحين واللاجئين في 9 مخيمات للاجئين:
محافظة دهوك: مخيم دوميز 1، مخيم دوميز2، مخيم قلعة آكري، مخيم كويلان.
محافظة أربيل: مخيم كوركوسك، مخيم دار شكران، مخيم قوشتبة، مخيم باسرمة
محافظة السليمانية: مخيم باريكا
ويعاني هؤلاء اللاجئون من انعدام فرص توظيف أصحاب الشهادات منهم، ومن إجراءات الإقامة حيث لا يسمح لخريجي المعاهد والجامعات العمل في المنظمات الدولية والشركات النفطية، لأنها تشترط على العاملين فيها أن يكونوا من حملة الجنسية العراقية…كما ولا يسمح للأطباء، والمهندسين والصيادلة بممارسة عملهم أو السعي لاكمال أو تصديق شهادتهم وبالتالي تتراجع فرص عملهم بشكل كبير.
وحسب بيانات المديرية العامة لمركز التنسيق المشترك للأزمات، يوجد في إقليم كردستان، إلى جانب 249639 لاجئاً من سوريا، 20575 لاجئاً من تركيا و13162 لاجئاً من إيران، كما يقيم في الإقليم 756 لاجئاً فلسطينياً، وأكثر من 60% من مجمل اللاجئين لا يقيمون في مخيمات، بل في تجمعات سكنية حسب صحيفة «راينيشه بوست» الألمانية والتي كشفت كذلك من أن برامج المساعدات الدولية للاجئين السوريين في العراق، تعاني نقصاً كبيراً في التمويل. “لم يتوفر من وعود المانحين في نهاية العام الماضي سوى 45% فقط من إجمالي المبلغ اللازم لمساعدة هؤلاء اللاجئين والبالغ قيمته 229 مليون دولار.”
وذكرت الصحيفة أنّ الحكومة الألمانية قررت زيادة حجم المساعدات الإنسانية المخصصة للعراق من 4.43 إلى 70 مليون يورو، لافتةً إلى أنّ العراق به نحو 9.1 مليون لاجئ سوري يحتاجون إلى مساعدات غذائية.
وبالاضافة إلى اللاجئين السوريين يستقبل إقليم كردستان الآلاف من النازحين العراقيين الهاربين من الصراع الطائفي من مختلف المناطق العراقية.
وتقول بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) : «كان لحرب 2014-2017 ضد تنظيم داعش تأثيراً كبيراًعلى إقليم كوردستان»، مشيرة إلى أنّه «منذ بداية الأزمة وفر إقليم كوردستان الملاذ لأكثر من مليون نازح عراقي، وما زال يستضيف أكثر من 800,000 نازح».