قال المتحدث باسم البنتاغون شون روبرتسون إن الولايات المتحدة اتخذت خطوات جدية “لتنفيذ أحكام آلية الأمن المتعلقة بالتفاهم المبدئي مع أنقرة وذلك بوتيرة سريعة وفي بعض الحالات قبل الموعد المحدد لها”.
وأضاف روبرتسون في حديث للحرة أنه كانت هناك بعض المشكلات التي تعترض التنفيذ، وأن البنتاغون مازال يناقشها مع الأتراك.
وأكد المتحدث أن البنتاغون يعتقد أن الحوار والعمل المنسق هو السبيل الوحيد لتأمين المنطقة الحدودية بطريقة مستدامة وضمان استمرار الحملة في جهود التحالف العالمي لهزيمة داعش، والحد من أي عمليات عسكرية غير منسقة من شأنها تقويض هذا الاهتمام المشترك.
وكان مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط المبعوث الخاص لسوريا جويل رايبورن قال في حديث لوسائل إعلام سورية يوم أمس في مدينة إسطنبول إن التفاهمات التي تم التوصل إليها بين بلاده وتركيا حول شرق الفرات هي “اتفاق أمني” يهدف لضمان أمن جانبي الحدود، وأن عودة اللاجئين إلى المنطقة المحددة يقتصر على أبنائها فقط وبشكل طوعي.
يأتي ذلك بعد تصريحات لوزير الخارجية التركي قال فيها إن الولايات المتحدة تعطل تنفيذ اتفاق لإقامة “منطقة آمنة” في شمال سوريا.
واتفقت تركيا والولايات المتحدة، العضوان في حلف شمال الأطلسي، الشهر الماضي على إقامة آلية آمنة على الحدود مع سوريا، وباشرتا دوريات مشتركة في المنطقة الأحد.
وكان المتحدث باسم مجلس “سوريا الديمقراطية”، قد كشف عن الخطوتين المقبلتين اللتين ستليان تسيير الدوريات الأميركية ـ التركية المشتركة والتي سارت، الأحد، شمال شرقي سوريا لأول مرة بين منطقتي رأس العين (سري كانييه) وتل أبيض (كري سبي)، منذ إنشاء واشنطن وأنقرة لمركز عمليات مشترك الشهر الماضي.
وقال أمجد عثمان، المتحدث الرسمي باسم “مسد”، الذي يمثل المظلة السياسية لقوات “سوريا الديمقراطية”، في مقابلة مع “العربية.نت”، إن “الخطوة المقبلة والقريبة بعد تسيير هذه الدوريات، ستكون دراسة ملف عودة اللاجئين من أبناء مناطق الإدارة الذاتية إلى مناطقهم”، مشدداً على أن “هؤلاء الناس سيعودون من تركيا لمناطقهم الأصلية التي ينحدرون منها”.
وأشار عثمان إلى أنه “كان لدينا شرط أساسي بعودة السكان الأصليين فقط لمناطقهم، ولأن هذا المطلب محق وافق عليه الجانب الأميركي”، لافتاً إلى أن “هذا الأمر يمنع تركيا من محاولاتها تمرير أجندات التغيير الديمغرافي واستهداف التركيبة السكانية عبر التلاعب بورقة اللاجئين”.
وأضاف: “إذا استمر تطبيق الاتفاق الحالي بين واشنطن وأنقرة، فقد يتم تسيير الدوريات المشتركة بين الطرفين في المنطقة الريفية الممتدة بين مدينتي تل أبيض وكوباني أيضاً، في وقت لاحق”.
إلى ذلك، قال عثمان إن “الخطوة التالية بعد دراسة ملف عودة اللاجئين، ستكون تدريب قوات المجالس المحلية العسكرية من قبل الجانب الأميركي”.
وتابع في هذا الصدد أن “بعض هذه المجالس العسكرية تأسست بالتزامن مع الاتفاق الأميركي ـ التركي حول تشكيل المنطقة الآمنة، وستتلقى تدريبات خاصة من الأميركيين لمساعدتها في أداء مهمة حماية الحدود مع تركيا”.
كذلك أوضح أن “عناصرها هم من أبناء المنطقة، وقد سبق للتحالف الدولي أن قام بتدريب التشكيلات العسكرية شرق الفرات، لكن بهدف محاربة تنظيم داعش، وسيكون من المفيد الآن أن تتلقى المجالس المحلية تدريبات بخصوص حماية الحدود”.
من جهته أبدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، انزعاجه وعدم رضاه عن الآلية التي تعمل بها الولايات المتحدة في تنفيذ خطة المنطقة الآمنة التي اتفق عليها مؤخرا، وعاد إلى لهجة التصعيد والوعيد بالتدخل المباشر فيما ردت واشنطن بالتلويح بفرض عقوبات .
فيما رد وزير الخزانة الأميركي عاد مجددا للحديث عن احتمال فرض عقوبات أميركية على أنقرة على خلفية صفقة الصواريخ الروسية إس-400.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين اليوم الإثنين إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس فرض عقوبات فيما يتعلق بشراء تركيا منظومة الدفاع الجوي الصاروخي روسية الصنع إس-400، لكن لم تتخذ أي قرارات.
وأضاف منوتشين في تصريحات للصحفيين خارج البيت الأبيض ردا على سؤال عما إذا كانت وزارة الخزانة تفكر في فرض عقوبات “ننظر في الأمر، لن أدلي بأي تصريحات عن أي قرارات محددة، لكننا ننظر في الأمر”. ولم يحدد أي أهداف محتملة للعقوبات.