في كوباني ومنبج…مواسم الفستق الوفيرة تحت نيران الجيش التركيّ

قال سعيد أحمد (35 عاماً)،المزارع المنحدرمن الريف الغربيّ لمدينة كوباني عين العرب في شرق مدينة حلب، إنّ المزارعين في القرى الواقعة غربي مدينة كوباني يخشون رصاص الجيش التركيّ أثناء قطفهم محاصيلهم من الفستق الحلبيّ، منذ أكثر من 3 أعوام متتالية. وأشار أحمد خلال لقاء أجراه “المونيتور” معه في 22 آب/أغسطس إلى إطلاق الجيش التركيّ النار على المزارعين لمنعهم من الاقتراب من أراضيهم في القرى الحدوديّة السوريّة-التركيّة في كوباني. وأضاف: “نحرم من جني محاصيلنا من القمح والفستق الحلبيّ، بسبب إطلاق الجيش التركيّ النيران على القرويّين والمزارعين هناك”.

وأكّد أحمد أنّ الجيش التركيّ أطلق النار على خاله في قرية سليم في غرب كوباني من دون أن يصيبه قبل 3 أيّام، ممّا منعه من جني محاصيله.

وأشار إلى استهداف الجيش التركي قريتي علي شار في شرق مدينة كوباني وزور مغاور في غربها بالرصاص الحيّ، في شكل يوميّ منذ سنوات عدّة، وخسر العديد من المزارعين أراضيهم الزراعية في قرى شرق كوباني وغربها المحاذية للحدود التركيّة خشية استهدافهم من قبل حرس الحدود التركي بالرصاص الحي، والذي قتل العديد منهم.

وتحتاج شجرة الفستق إلى رعاية واهتمام كبيرين منذ زراعتها، حتّى تبلغ 8 أعوام، وهو الوقت الذي تبدأ فيه أشجار الفستق بطرح المحصول للمزارعين، كما يوضح المزارع الستّينيّ من الريف الغربيّ لمدينة كوباني خليل شيخو حين التقاه “المونيتور” في 22 آب/أغسطس، ويملك شيخو خبرة 20 عاماً في زراعة الفستق التي توارثها عن أسلافه، ويعمل بها منذ سنوات وكانت مصدر رزقه وعائلته .

ويمتلك شيخو أكثر من 5 آلاف شجرة زرع بأنواع عدّة منها الممتاز والمعروف عالميّاً، كما يضيف: “كالفستق التركيّ والآشوريّ، والتي تشتهر مدينة كوباني بزراعته، لخصوبة تربتها ومناخها الحارّ الملائم لزراعتها”، واصفاُ مواسم السنة بالوفرة.

والتقى “المونيتور” في 25 آب/أغسطس بالمهندس الزراعيّ حسن عمر المنحدر من مدينة القامشلي الذي أشار إلى أنّ المناطق المحاذية لنهر الفرات تأتي في الدرجة الثالثة على مستوى شمال سوريا بعد مدينتي حلب وادلب، شمال غربي سوريا من ناحية زراعة أشجار الفواكه والزيتون والفستق، ويعود ذلك إلى مناخها المعتدل وأراضيها المرويّة.

وأضاف :”كانت سوريا قبل الحرب تحتلّ المرتبة الرابعة عالميّاً في إنتاج الفستق الحلبيّ من مختلف الأصناف، يستهلك القسم الأكبر منه محلّيّاً، ويصدّر الباقي إلى دول عدّة عربيّة وأوروبّيّة، وتنتشر زراعته في أغلب المناطق السوريّة”، وقدر انتاجها لعام 2010 بـ65 ألف طن.

وأشار عمر إلى أنّ شجرة الفستق الحلبيّ لا تحتاج إلى تربة خصبة، وتنجح زراعتها في المناطق الجافّة، وهي تقاوم ملوحة التربة في شكل نسبيّ، وتتميّز بقدرتها على تحمّل الحرارة العالية في الصيف والمنخفضة في الشتاء، وهي ذات مردود اقتصادي جيّد، وتعتبر هذه الشجرة من الأشجار المعمّرة كأشجار الزيتون. وتنمو في المناطق التي تنمو فيها أشجار الزيتون والتين واللوزيّات.

نهاد مصطفى(37 عاماً) الذي ورث عن أبيه وجدّه ألف شجرة فستق في قرية بندار الواقعة في غرب مدينة كوباني بـ17 كيلومتراً ،أحصى خلال حديثه إلى “المونيتور” عدد أشجار الفستق في كوباني بحوالي المليون شجرة، وقال: “كلّ مئتي شجرة تنتج طنّاً من محصول الفستق، وغالباً ما يبيعه المزارعون مباشرة إلى التجّار الذين يتّفقون معهم بأخذ محاصيلهم بعد القطاف مباشرة، وبعض المزارعين يجفّفون عراميش الفستق ويبيعونه بقشره إلى تجّار الجملة في الأسواق أو إلى معامل تكسير حبّات الفستق الحلبيّ في منبج لفرز اللبّ من القشر وبيعه إلى التجّار الذين يصدّرونه بدورهم عبر كردستان العراق إلى أسواق الخليج والأردن وغيرها”.

وأشار مصطفى إلى أنّ مواسم القطاف تبدأ في منتصف شهر آب/أغسطس، وتستمرّ حوالى الشهر، ويتراوح سعر بيع الكيلوغرام الواحد مع العراميش بين 3و4 دولارات، ويتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد للبّ الفستق بين 6و7 دولارات.

وعن انتشار زراعة الفستق الحلبيّ في بيندار، قال: “في ستّينيّات القرن الماضي، انتشرت زراعته في قريتنا، وزرع جدّي اشجار في السبعينيّات من القرن المنصرم”.

وفي قرية العسليّة في غرب مدينة منبج الواقعة في شرق مدينة حلب ،يجهد حمّود العيس (45 عاماً)مع عائلته المؤلّفة من 7 أشخاص في جني محصولهم لبيعه إلى تجّار الفستق في مدينة منبج.

ويتخوّف حمّود الذي التقاه المونيتور في 24 آب\أغسطس كغيره من المزارعين من طلقات الرصاص العشوائيّة التي يطلقها الجيش التركيّ وفصائل المعارضة المسلّحة صوب قرى مدينة منبج، وقال: “حين سيطر تنظيم “داعش” على المدينة في عام 2014، كان مقاتلوه يستولون على أرزاقنا، لكن بعد تحرير المدينة على يد وحدات حماية الشعب ومجلس منبج العسكري ّفي آب/أغسطس 2016،ما زلنا مذعورين من رصاصات الموت التي يطلقها الجيش التركيّ ومسلّحو المعارضة في عمق مناطقنا”.

وأوضح العيس أنّ شجرة الفستق تمتاز بظاهرة المعاومة (أي الإنتاج سنة والتوقّف عنه السنة التي تليها).وقال: “تصل حمولة الشجرة إلى 150 كغ سنويّاً، وفي السنة التالية تنخفض إلى حوالى 25 كغ، وتبدأ الشجرة طور الإنتاج في السنة الثامنة من عمرها، في حين يبدأ الإنتاج الاقتصاديّ لها في سن الثامنة”.

وأحصى العيس أنواع الفستق الحلبيّ بأكثر من 20 نوعاً ،منها العاشوري ،الزهريّ، ناب الجمل، البانوري، العليمي، العجميّ، واللازوردي، مبيّناً أنّ اسم الفستق الحلبيّ يرجع إلى مدينة حلب.

المصدر

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك