القوات الأمريكية لن تغادر سوريا أبدا

أقر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون السياسة الخاصة بالشرق الأوسط يوم الثلاثاء والذي يتضمن معارضة أي خطط لسحب القوات بشكل مفاجئ من سوريا.
ونال قانون تعزيز أمن أمريكا في الشرق الأوسط دعم مشرعي مجلس الشيوخ بنحو 77 صوتا مؤيدا مقابل 23 صوتا معارضا يوم الثلاثاء.

ويختلف العديد من أعضاء الكونجرس، ومنهم كثير من الجمهوريين بشدة مع خطة أعلنها ترامب في ديسمبر كانون الأول بسحب 2000 جندي أمريكي من سوريا على أساس أنّ التنظيم المتشدد لم يعد يشكل تهديدا.

وقدم زعيم الأغلبية الجمهوري في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل، الذي نادرا ما ينشق عن ترامب، التعديل غير الملزم الذي صدر يوم الثلاثاء. وأقر التعديل بالتقدم ضد تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة في سوريا وأفغانستان لكنه حذر من أنّ ”انسحابا متسرعا“ يمكن أن يزعزع استقرار المنطقة ويخلق فراغا يمكن أن تملأه إيران أو روسيا.

وطالب التعديل إدارة ترامب بالتصديق على أنّه تم تلبية كل الشروط التي تعني أن التنظيم تكبدا ”هزيمة لا رجعة فيها“ قبل أي انسحاب كبير من سوريا أو أفغانستان.

هذا وأحرج قائد الجيش الأمريكي بالشرق الأوسط ترامب أمام مجلس الشيوخ في جلسة استماع طويلة اليوم.

وحذّر الجنرال جوزيف فوتيل، الثلاثاء 5 فبراير/شباط 2019، بأنّ تنظيم الدولة الإسلامية سيُشكل تهديداً دائماً، بعد انسحاب أمريكي مقرَّر من سوريا، وقال إنّ التنظيم المتشدد مازال يحتفظ بقادة ومقاتلين ووسطاء وموارد، مما سيغذي قدرته على مواصلة القتال.

وتمثل تصريحات الجنرال جوزيف فوتيل، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، أحدثَ تحذير من جانب مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، بشأن خطر استئناف الدولة الإسلامية في أعقاب الانسحاب الأمريكي المزمع من سوريا، الذي أمر به الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2018.
انسحاب الجيش الأمريكي من سوريا أثار الكثير من المخاوف

قال فوتيل «يتعيَّن علينا مواصلة الضغط على هذه الشبكة… فهي لديها القدرة على العودة إن لم نفعل». وأضاف أن الأراضي الواقعة تحت سيطرة الدولة الإسلامية تراجعت لأقل من 20 ميلاً مربعاً، وأن القوات التي تُساندها الولايات المتحدة ستَستعيدها قبل الانسحاب الأمريكي، الذي قال إنّه سيتم «بطريقة مدروسة ومنسَّقة». وأبلغ قائد الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط جلسة مجلس الشيوخ بأنّه لم تتم استشارته قبل قرار ترامب المفاجئ بسحب نحو ألفي جندي أمريكي من سوريا، وهو ما دفع وزير الدفاع جيم ماتيس للاستقالة. وأثار انسحاب ترامب من سوريا معارضةً نادرةً ومعلنة من داخل حزبه الجمهوري. فقد ساند مجلس الشيوخ، الذي يقوده الجمهوريون، إلى حدٍّ بعيد تشريعاً رمزياً، انطوى على تحدٍّ لترامب، بمعارضة خططه لأي انسحاب مفاجئ للقوات من سوريا وأفغانستان. وحذَّر من أن أي «انسحاب متعجل» قد يزعزع استقرار المنطقة، ويخلق فراغاً قد تشغله إيران أو روسيا.
غير أن ترامب متشبث بقراره.

ومن المتوقع أن يروّج ترامب للنجاحات الأمريكية بسوريا، في خطابه عن حالة الاتحاد الذي سيلقيه أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس، في الساعة التاسعة مساء الثلاثاء (02.00 بتوقيت غرينتش يوم الأربعاء). وذكر مصدر مقرَّب من ترامب، أنّ الرئيس سيعلن أنّ الدولة الإسلامية تم دحرها تقريباً في سوريا، وسيبحث سحبه المزمع للقوات من هناك. ولم يتضح ما إذا كانت نبرة ترامب التي يغلفها الإحساس بالنصر ستعكس تحذيرات من جهات مختلفة من إدارته، بما في ذلك قائد الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط والجيش. وأصدرت لجنة مراقبة داخلية في وزارة الدفاع (البنتاغون)، تقريراً يوم الإثنين، قالت فيه إنّ الدولة الإسلامية لا تزال جماعة مسلحة نشطة، وتستعيد قدراتها ووظائفها في العراق على نحو أسرع من سوريا.
رغم تحذيرات قائد الجيش الأمريكي من قدرة داعش على «النهوض» مجدداً..

جاء في تقرير المفتش العام بالبنتاغون «في ظل غياب الضغط المستمر (المتعلق بمكافحة الإرهاب) فستعاود الدولة الإسلامية على الأرجح النهوض في سوريا، خلال ستة أشهر إلى 12 شهراً، وتستعيد أراضي محدودة». وذكر التقرير، مستشهداً بمعلومات من القيادة المركزية الأمريكية، أنّ الدولة الإسلامية ستُصور الانسحاب على أنّه «نصر»، وستشنُّ هجماتٍ على العسكريين الأمريكيين خلال عملية الانسحاب. وكان رؤساء أجهزة المخابرات الأمريكية خالفوا الرئيس أيضاً، الأسبوع الماضي، قائلين إنّ الدولة الإسلامية ستواصل شنَّ هجمات من سوريا والعراق، مستهدفة خصوماً إقليميين وغربيين، من بينهم الولايات المتحدة. وتُشرف القيادة المركزية الأمريكية، ومقرها تامبا في فلوريدا، على القوات الأمريكية في أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك العراق وسوريا، وكذلك أفغانستان، حيث يريد ترامب إبرامَ اتفاق سلام مع مسلحي طالبان، لإنهاء حرب مستمرة منذ ما يربو على 17 عاماً.

وجاء في تقرير لوكالة “يونايتد برس انترناشيونال” أنّ “ترامب يعيد النظر في قرار انسحاب قواته من سوريا وسيطرح مشروع حماية الكرد على الكونغرس” وذلك عقب التطورات والضعوطات المتصاعدة والتي اضطرته لتأجيل الانسحاب، وعقب التقرير السنوي الصادر عن المخابرات المركزية الأمريكية الذي يدرس ما يسمى بالتهديد العالمي حيث حدد وحسب التقرير انحراف تركيا عن الولايات المتحدة الامريكية بسبب تزايد سياسات القمع التركية والاستكبار الذي تمارسه السلطة التركية والذي جعلت منها تتحدى الولايات المتحدة الأمريكية.

في سياق آخر حذر تقرير صدر عن المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من أن تنظيم داعش يواصل جذب العشرات من المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق كل شهر كما يحصل على تبرعات خارجية مستمرة.

وقال التقرير إنّ تنظيم داعش “يقوم بتجديد المهام الرئيسية والقدرات بشكل أسرع في العراق مقارنة بسوريا” وإنّ “تنظيم داعش من الممكن أن يعود في سوريا ويستعيد مناطق محدودة في غضون 6-12 شهر “. وأنّ “قسد لديها عدد محدود من الهاون والمدفعية ولاتزال تعتمد بشكل كبير على الدعم الجوي من التحالف الدولي من اجل حمايتها وشن هجمات ضد التنظيم”

وبينما أشار المفتش العام إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بأنهم “مقاتلون متماسكون”، وأن “وحدات حماية الشعب تمثل المكون الأكثر خبرة والأكثر فعالية ضمن قوات سوريا الديمقراطية، وخبرتهم في قتال تنظيم داعش اساسية في تثبيت الاستقرار وقتال تنظيم داعش في وادي الفرات الأوسط ” وحذر التقرير “من التهديد بغزو تركي ضد هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة”.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك