توعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشن حملة عسكرية شمال سوريا خلال أسابيع، إذا لم تضمن تركيا سيطرة قواتها على المنطقة الآمنة.
وقال الرئيس رجب طيب أردوغان، السبت، إن بلاده ستنفذ خطة عملياتها الخاصة بشأن المنطقة الآمنة شمالي سوريا إذا لم يسيطر الجيش التركي على المنطقة خلال بضعة أسابيع، بحسب ما أوردت الأناضول.
وجاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مراسم حفل توزيع شهادات على المتخرجين من الأكاديمية العسكرية بجامعة الدفاع الوطني في إسطنبول.
وشدد أردوغان على أنه: “لم يعد لدينا صبر حيال تأسيس المنطقة شرق الفرات الممتدة على طول الحدود السورية التركية”.
وأكد، بحسب الأناضول، أنه: “إذا لم نبدأ بإقامة المنطقة الآمنة شرق الفرات فعليا عبر جنودنا وبشروطنا في غضون أسبوعين أو ثلاثة فليفكر الجانب الآخر في تبعات ذلك”.
وأضاف: “سننفذ خطة عمليتنا الخاصة بنا إذا لم يسيطر جنودنا على المنطقة خلال بضعة أسابيع”.
تصريحات أردوغان تشير إلى خلاف مع الجانب الأمريكي حول عمق المنطقة الأمنة حتى الآن، رغم ادعاءات أنقرة أن الاتفاق بين الجانبين قد اكتمل مؤخرا.
صحيفة “صباح” الموالية لرجب إردوغان، كشفت السبت، عن كواليس اجتماع عسكري جمع الجانبين التركي والأمريكي بشأن المنطقة الآمنة في سورية، مؤكدة طرح واشنطن مجددا أن يكون العمق ما بين 4 – 5 كيلو متر في مخالفة لما وعد به الرئيس دونالد ترامب أن يكون العمق 20 ميلا/ 32 كيلو متر”.
أردوغان قال في وقت سابق، بشأن المنطقة الآمنة: “إن الرئيس ترامب أرسل فريقاً ليجتمع مع رجالنا وبعد المباحثات، قدموا في النهاية عرضًا أقل من 20 ميلًا، أي أنهم قلصوا العمق، بناءً على هذا قلت لوزير الدفاع خلوصي أكار وفريقه دعونا نبدأ بهذا الشكل وسيحدث ما نريد بعد ذلك واتخذنا خطواتنا، لكن بالطبع لم نتخل عن هدفنا، قواتنا مستعدة على طول الحدود”.
خلال مقال نشره في صحيفة “الصباح”، قال الكاتب التركي أوكان مدرس أوغلو، إن علاقات أنقرة وواشنطن تشهد في الوقت الحالي، اختبارات صعبة لا مثيل لها في التاريخ، مضيفاً: “إلا أن إشارات الاستفهام فيما يتعلق بثقة تركيا بالولايات المتحدة، لا تزال قائمة بعد”.
مدرس أوغلو يرى أنه “من الممكن حالياً أن تقبل واشنطن بعمق 15 كيلو متر أي حوالي 10 أميال للمنطقة الآمنة في أقصى تقدير”. فيما طالبت أنقرة سابقاً بـ 30 ميلاً عمقا للمنطقة الآمنة، بينما قالت واشنطن إن 15 ميلاً بحد أقصى كافية لتحقيق الأمان الذي تريده تركيا.
ترامب، كان قد هدد في يناير الماضي، بتدمير تركيا اقتصادياً، إذا تعدت على الأكراد، عقب انسحاب قواته من سورية، واقترح عليها تشكيل منطقة آمنة بعمق 20 ميلاً.
بحسب ما نقلت صحيفة “التايمز” البريطانية أمس الجمعة، فإن القوات التركية تستعد لغزو شمالي سورية مجددًا، للقيام بدوريات عسكرية في “المنطقة العازلة” التي تم التوصل إليها بموجب اتفاق بين مسؤولي حكومة أردوغان والمسؤولين الأمريكيين في تركيا خلال الأسابيع الماضية.
الاتفاق الأمريكي التركي والذي تطلق عليه أنقرة اسم اتفاق “المنطقة الآمنة” لم تتضح كامل تفاصيله الرسمية بعد، غير أن التسريبات التركية تشير إلى أنه ينص على إنشاء منطقة خالية من المسلحين الأكراد بمسافة 500 ميل على طول الحدود السورية التركية، وبعمق 3 أميال تشهد تواجدًا للجنود الأتراك، وفقًا لتقرير أوردته قناة “خبر تُرك” الإخبارية التركية.
كما يشير الاتفاق، بحسب “التايمز”، إلى إنشاء قطاع يبلغ طوله 7 أميال يتواجد فيه جنود أمريكيون يقومون بدوريات عسكرية، يليه قطاع تبلغ مسافته 2.5 ميل أخرى خالية من الأسلحة الثقيلة. وسيكون القطاع الذي تقوم فيه تركيا بدوريات أضيق بكثير من مساحة الـ 20 ميلا التي طالب بها أردوغان أكثر من مرة.
من جهة أخرى طالب وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، التأكد من انسحاب المقاتلين الأكراد من مناطق شمال سوريا تمهيدا لتنفيذ اتفاق المنطقة الآمنة بين تركيا والولايات المتحدة.
وطالبت تركيا الجمعة التأكد من انسحاب المقاتلين الأكراد من مناطق من شمال سوريا بعد إعلان الإدارة الذاتية الكردية في تلك المناطق هذا الأسبوع بدء سحب مقاتليها.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: “هناك معلومات من الأميركيين بأن وحدات حماية الشعب الكردية انسحبت وأن بعض الحواجز قد أزيلت، ولكن يجب التأكد من ذلك”.
وأضاف “نريد أن نرى كل ذلك بأنفسنا”.
وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشمال شرق سوريا الثلاثاء بدء سحب مقاتلين من مناطق قرب الحدود مع تركيا بينها منطقة رأس العين.
وسبق أن ذكرت السلطة التي يقودها الأكراد وتدير كثيرا من مناطق شمال وشرق سوريا أن انسحاب وحدات حماية الشعب من بعض المواقع الحدودية في الأيام القليلة الماضية يبرهن على مدى جديتها بشأن المحادثات الجارية.
وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية لرويترز إن عرض الشريط الحدودي على الجانب السوري سيتفاوت ويشمل مناطق ريفية أو مواقع عسكرية وليس مدنا أو بلدات.
وتعهد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي ببذل “كل الجهود من أجل نجاح الجهود المبذولة لتحقيق التفاهم أو التوافق مع الدولة التركية من أجل إنشاء المنطقة الآمنة”.
وفي تصريحات أخرى مُفاجئة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنّ جيش بلاده سيغادر سوريا عند إيجاد حل سياسي.
وذكر الوزير التركي، اليوم الجمعة بحسب ما نقلت عنه وكالة “رويترز”، “الجيش سيغادر سوريا عند إيجاد حل سياسي، لكنّ النظام السوري لا يؤمن حاليا بالحل السياسي”.
وأضاف جاويش أوغلو “استمرار الهجمات في إدلب قد يتسبب في موجة نزوح أخرى للاجئين السوريين إلى أوروبا”.