قالت القيادة المركزية للولايات المتحدة ان قوات سوريا الديمقراطية بدت ملتزمة بتطبيق بنود اتفاقية الآلية الآمنة، وانها باشرت بردم الخنادق والتحصينات التي أقامتها على الحدود السورية مع تركيا..
وكانت مصادر في قوات سوريا الديمقراطية قد كشفت عن أيقاف عمليات حفر الخنادق في ريف مدينة رأس العين الغربي، وبدأت بسحب معدات الحفر من تلك المناطق باتجاه الريف الجنوبي للمدينة، بعيداً عن الحدود التركية.
وأشارت أنه من المتوقع أن تبدأ قوات سوريا الديمقراطية سحب الأسلحة الثقيلة المتواجدة قرب الحدود مع تركيا.
واشنطن تؤكد التزام قوات سوريا الديمقراطية بخطة تطبيق الآلية الآمنة التي اتفقت تركيا والولايات المتحدة عليها من خلال البدء بتدمير التحصينات العسكرية على الحدود. pic.twitter.com/DAIgFXSWYY
— VdC-NsY Northeastern Syria (@vdcnsy) August 23, 2019
Within 24 hours of the phone call between U.S. SECDEF and Turkish MINDEF to discuss security in northeast Syria, the SDF destroyed military fortifications, Aug 22. This demonstrates SDF's commitment to support implementation of the security mechanism framework. pic.twitter.com/7OwGELGzoQ
— U.S. Central Command (@CENTCOM) August 23, 2019
وكان المتحدثُ باسم البنتاغون كوماندر شون روبرتسون، قد قال في لقاء صحفي امس إنّ النقاشات العسكريّة بين الطرفيّن الأميركيّ والتركيّ في أنقرة مستمرّة ولن تتوقف، وإن التفاهم المبدئي مع أنقرة يمنع أي توغل تركي داخل سوريا.
وأضاف روبرتسون في حديث مع موقع “الحرة” الإلكتروني، أن وزيريّ الدفاع الأميركي مارك أسـبر ونظيره التركي خلوصي أكار أنجزا خطواتٍ ملموسة حتى الآن، وقد طلبا ليلة أمس بدءَ تنفيذ المرحلة الأولى من خطة أمن الحدود “الاستراتيجية” في شمال شرق سوريا، والتي ستستمر لفترة وجيزة تمهيدا لإطلاق مراحل عدّة مستقبلا، ستشكل كلُّها خارطة طريق لحماية الحدود وطمأنة الجانبين التركي والكردي بعدم حصول أيّ توتّر أو اصطدام غير مقصود بينها.
وقال روبرتسون إن المحّرك الأساس لهذه الخطة هو قناعة البنتاغون بشرعية مخاوف أنقرة الأمنية حيال بعض المجموعات الكردية.
البنتاغون: الخطة الأمنية لحماية الحدود ليست حزاما أمنيا
وفيما امتنع روبرتسون عن توصيف الخطة بأنها ستُنشئ منطقة حزامٍ أمنيّ، شرح أن آلية المرحلة الأولى تهدف الى استحداث منشآت أمنية على الحدود من أجل حماية المناطق الكردية الواقعة شرقيّ نهر الفرات بالإضافة إلى حماية مدينة منبج الواقعة غربها، والتي ستكون في صُلب مهام قيادة العمليات العسكرية المشتركة الأميركية – التركية وإشرافها، وذلك انطلاقا من داخل الأراضي التركية وعلى مقربة من الحدود مع سوريا.
واعترف روبرتسون، أنه وعلى الرغم من كلّ الانجازات التي تحققت على يد قيادة دول التحالف الدولي وشركائه على الأرض في “قوات سوريا الديموقراطية – قسـد”، فإن خطر عودة حركات التمّرد وخصوصا مقاتلي “داعش” مازال ممّكناً، ولذا – والكلام لـ روبرتسون – ينبغي عدمُ الخروج عن المهمّة الأساسية والتي تقضي بالقضاء على التنظيم وفلوله وجيوبه في أكثر من منطقة داخل سوريا والسماح للتحالف الدولي بمواصلة مهامه للقضاء عليه.
وفيما لم يشأ روبرتسون التعليق على موقف روسيا إزاء الاتفاق التركي- الأميركي لحماية الحدود الشمالية الشرقية لسوريا، ذكرت معلوماتٌ رسمية في البنتاغون، أنَّ موسكو لا تعارض هذه المبادرة، وأن كل ما ترغب فيه هو القضاءُ على ما تزعم به، أيّ تواجد المجموعات الإرهابية غربيّ نهر الفرات وتحديدا تلك المنتشرة في محافظة إدلب.
البنتاغون: مطمئنون بأن الآليات الأمنية ستمنع أي توغل تركي داخل سوريا
وفي وقت لزم روبرتسون الصمت حيال كمّ المشكلات التي تعترض العلاقة العسكرية مع أنقرة، وخصوصا تلك المرتبطة بشراء الأخيرة نظام الدفاع الجوي الروسي “أس-400” وإخراجها من برنامج مقاتلة “أف-35” وصولا الى تهديد الإدارة الأميركية بفرض عقوبات اقتصادية، حَرِصَ على التأكيد أن واشنطن مازالت ترى في تركيا شريكةً فاعلة واستراتيجية في المنطقة.
ورداً على سؤال، عمّا إذا كان الرئيسُ التركي رَجَبْ طيّب أردوغان قد ينفّذ تهديدَه بالهجوم على مناطق الأكراد في الحسكة والقامشلي ومنبج وريف دير الزور شمال شرق سوريا، استبعد روبرتسون حصول ذلك، معترفا بفاعلية قنوات الاتصال المفتوحة مع الأتراك حاليا وبأهمية “التفاهم المبدئي” الذي جرى إبرامه مع أنقرة والذي – وبحسب تعبيره – يمنع أي توغّل تركي داخل سوريا.
البنتاغون: المنطقة الحدودية قد تشجع عودة اللاجئين السوريين
وفيما حرص روبرتسون على التأكيد بأن المحادثات التركية – الأميركية ستبقى مفتوحة وستسّتمر في شكل متواصل، وأنَّ “مستوى الثقة المتبادل بينهما عالٍ”، كشف أن المرحلة الأولى من بدء تنفيذ الآليات الأمنية قدّ تشجّع مستقبلا على معالجة أزمة اللاجئين السوريين في تركيا، مشيرا الى أن هذا الأمر هو تحت إشراف وزارة الخارجية الأميركية في شكل يهدفُ الى تأمين عودتهم إلى بلادهم.
أنقرة: دوريات شرق الفرات المشترك مع واشنطن ستبدأ قريباً
ما تزال الحكومة التركية تواصل تقديم تفسيرات مختلفة عن التصريحات الأمريكية، وتؤكد على مساعيها لتفعيل موضوع المنطقة الآمنة وتسيير دوريات مع الجانب الاميركي. وفي هذا الصدد، أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن الجنود الأتراك والأمريكيين سيسيرون قريبا دوريات مشتركة شرق نهر الفرات في سوريا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده قالن، عقب اجتماع الفريق الرئاسي في العاصمة أنقرة، الأربعاء.
وقال قالن: “سنرى خطوات ملموسة في الأسابيع المقبلة. ستبدأ قريبا دوريات مشتركة للقوات التركية والأمريكية شرق الفرات”.
واتفق وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره الأمريكي مارك إسبر، هاتفيا، على إطلاق المرحلة الأولى من الخطة المتعلقة بإنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا، اعتبارًا من مساء الأربعاء.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية، أن أكار وإسبر أجريا محادثة هاتفية، الأربعاء.
وعبر أكار خلال المحادثة، عن آرائه وتوقعاته حول المنطقة الآمنة شرق الفرات، وأكد على ضرورة إنشائها في إطار الأسس المحددة في الجدول الزمني دون إضاعة الوقت.
اتفاقية من ثلاث مراحل:
كشف تقرير لموقع المونيتور الامريكي إن التسريبات التي خرجت عن الاتفاق الأمريكي – التركي حول المنطقة الآمنة تقضي بأن يتم تنفيذ الاتفاق على ثلاث مراحل وذلك بحسب الاقتراح الأمريكي.
في الخطوة الاولى، يتم إنشاء منطقة آمنة بعمق 5 كلم، وتقوم دوريات مشتركة من الجيش الأمريكي والتركي بمراقبة هذه المنطقة التي ستنسحب منها قوات قسد وتبقى فقط القوات الأمنية على إن تلتزم القوات التركية عدم دخول المراكز الحضرية التي تسيطر عليها مجالس عسكرية محلية.
وفي المرحلة الثانية من الاتفاق، يتم إضافة حزام أمني بطول 9 كلم إلى الجنوب من المنطقة الأساسية، حيث سيتم إزالة كافة الأسلحة الثقيلة من هذا الحزام مع بقاء قوات قسد فيه بدون أن تدخله القوات التركية.
وفي المرحلة الثالثة والأخيرة، سيتم توسيع الحزام 4 كلم، مع السماح لقسد بالبقاء فيه بدون أسلحة ثقيلة. مما يعني الوصول إلى عمق كلي بطول 18 كلم.
كما وتحدثت الصحيفة إن قوات قسد ستنسحب من هذه المناطق تاركة المجالس العسكرية المحلية فيها على أن يكون المجال الجوي محظوراً على الطائرات العسكرية التركية.