تواصل قوات حرس الحدود التركي “الجندرما” عمليات القتل للاجئين والمُهجرين السوريين على الحدود التركية – السورية.
حيث قتلت قوات حرس الحدود التركية شابا من مُهجري الغوطة الشرقية بدمشق أثناء محاولته الفرار من شبح الموت والفلتان الأمني، برصاص حرس الحدود التركي، بالاضافة لقتل شاب مهجر من منطقة اللجاة في درعا أثناء محاولته العبور من محافظة إدلب.
ليرتفع بذلك إلى 398 مدنياً على الأقل عدد الذين تمّ قتلهم منذ عام 2011 برصاص قوات الجندرما، من ضمنهم 74 طفلاً دون الثامنة عشر، و36 مواطنة فوق سن الـ 18.
وتواصل أعداد الخسائر البشرية الناجمة عن استهداف حرس الحدود التركي ارتفاعها، إثر قتل مزيد من السوريين ممن حاولوا الهروب من الموت فتلقَّفهم الموت برصاصات تركية، حيث تم توثيق مقتل سوريين اثنين منذ أيام، أحدهما من ريف حماة الجنوبي، والآخر مهجر من ريف دمشق برصاص قوات حرس الحدود التركي، بالإضافة لإصابة 3 آخرين من الريف الدمشقي، بجراح.
اضافة لإصابة المئات برصاص قوات الجندرما التركية في استهداف السوريين الذين فروا من العمليات العسكرية الدائرة في مناطقهم، نحو أماكن يتمكنون فيها من إيجاد ملاذ آمن. كما قتل الجنود الأتراك منذ أسبوع 3 أشخاص هم طفلة ومواطنة وشاب، وهم نازحون من دير الزور ودمشق، وذلك في منطقة الدرية الحدودية غرب إدلب أثناء محاولتهم العبور باتجاه لواء إسكندرون.
وتُظهر العديد من الأشرطة المُصوّرة اعتداء حرس الحدود التركي على شبان ومواطنين سوريين بعد اعتقالهم خلال محاولتهم عبور الشريط الحدودي، حيث يعمد عناصر حرس الحدود إلى ضربهم وتوجيه الشتائم لهم.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” طالبت بـِ “حظر الإعادة القسرية” التي تقوم بها تركيا تجاه اللاجئين السوريين، مؤكدة أنّ “على تركيا أن تسمح لآلاف السوريين اليائسين الذين يلتمسون اللجوء بعبور الحدود”.
وانتقدت “هيومن رايتس ووتش” تركيا لاستخدامها “القوة المُميتة” ضد النازحين السوريين الذين يحاولون العبور إلى أراضيها، ودعت أنقرة إلى وقف إعادتهم “قسرياً” وفتح الحدود أمامهم.
وقالت المنظمة إنّ رصاص حرس الحدود الأتراك تسبب خلال الأشهر الأخيرة بمقتل عشرات الأشخاص.
وجاء في بيان “هيومن رايتس ووتش” أنّ “حرس الحدود التركية المُغلقة مع سوريا بجُدران إسمنتية، يطلقون النار عشوائياً ويعيدون بشكل جماعي طالبي اللجوء السوريين الذين يحاولون العبور إلى تركيا”.
ونقل البيان عن نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش لما فقيه قولها إن “السوريين الهاربين إلى الحدود التركية بحثاً عن الأمان واللجوء، يُجبرون على العودة مرة أخرى بالرصاص وإساءة المعاملة”.
ونقلت المنظمة عن لاجئين نجحوا بالعبور إلى تركيا إن حرس الحدود الأتراك أطلقوا النار عليهم، وأنهم تعرضوا للضرب والاحتجاز والحرمان من المساعدة الطبية.
واعتبرت المنظمة أنّ “على الحكومة التركية أن تصدر تعليمات موحدة إلى حرس الحدود في جميع نقاط العبور بعدم استخدام القوة المميتة ضد طالبي اللجوء”، مُشددة أنه “لا يجوز إساءة معاملة أي طالب لجوء”.
ويخوض النازحون رحلة خطيرة قبل الوصول إلى مناطق أكثر امناً. وقال بعضهم إنهم يدفعون للمهربين مبالغ قد تصل إلى ثمانية آلاف دولار للشخص الواحد للوصول إلى تركيا.
وشددت المنظمة على أن “الظروف في سوريا ليست آمنة لعودة اللاجئين”.