قال أبراهام لينكون الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية “يمكنك أن تخدع بعض الناس كل الوقت ويمكنك ان تخدع كل الناس بعض الوقت لكن لا يمكنك أن تخدع كل الناس كل الوقت“.
تزامنت حملة التصعيد التركية ضد منطقة الإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا مع حملة اعلامية عبر فيديوهات مصورة بطريقة رديئة تستهدف في غالبها إثارة فتنة عربية – كردية تواظب على نشرها واعادة مشاركتها صفحات ووسائل اعلام جماعات المعارضة السورية الموالية لتركيا.
الملفت في جميع الفيديوهات هو توقيت وتراتبية نشرها ويقول الناشرون إنها مسربة من هواتف عناصر وحدات حماية الشعب أو قوات سورية الديمقراطية فيما “المصور” ذاته ويقوم بالتركيز على أظهار شعارات محددة والتركيز عليها مقابل اخفاء وجوه المعتدين، أو الضحايا المفترضين “الممثلين” بطريقة تمثيلية ركيكة، رديئة. أضف أن القص واللصق بادي في غالب تلك المقاط‘ كم وأن هوية الضحايا، هوية صاحب الموبايل تظل مجهولة في كل الفيديوهات دون استثناء.
“مؤيد كريم” وهو خبير في مواقع التواصل الاجتماعي وتقنية المعلومات تابع الفيديوهات ووصفها بالمفبركة الضعيفة المستوى بحسب ما نقلت عنه صحيفة المونيتور..وقال “أنها اعمال بدائية، تحوي الكثير من مواطن الخلل، وهي كلها أمور بديهية وكاشفة لهذا التزييف… الاشخاص الذين يظهرون في تلك الفيديوهات هم ممثلون فاشلون يؤدون أدواراً قد طلبت منهم أدائها بطريقة ساذجة”.
وأضاف :”التقنيات الموجودة حالياً جعلت تنفيذ الفيديوهات المفبركة عملية سهلة وأضاف أن الفيديوهات أو المقاطع المفبركة يكون وراءها تنظيم معين، يعمل على إيصال الفيديو المفبرك لكل الناس في نفس الوقت، بهدف تأكيد مصداقية الفيديو، ويصدقه فقط من عنده استعداد نفسي للتصديق”.
الفيديوهات تحاول إظهار عناصر على أنهم من قوات سوريا الديمقراطية وهم يعذبون وينكلون بمواطنين عرب، وذلك بغية خلق فتنة عربية – كردية في منطقة شرق الفرات وشمال شرق حلب، وكانت آخر عمليات الفبركة هذه، شريط مصور يظهر عنصر يرتدي زي قسد ويتكلم باللغة الكردية الركيكة وهو يقوم بتعذيب عائلة عربية وضربهم وشتمهم والقيام بأفعال مخلة بالأداب، بينما يظهر في الشريط سيارة تابعة للأسايش وراية قسد بجانبها بطريقة مرتبة.
في الشريط المصور يظهر المتحدث ويقول أن هؤلاء هاربين من التجنييد الإجباري، رغم أن قسد لا تطبق التجنيد الإجباري على النساء؛ عدا أن مسؤولية ملاحقة الفارين من التجنيد هي على عاتق الشرطة العسكرية ولباسهم مغاير للباس قسد المتعارف عليه، كما أن السيارة التي تظهر تابعة للأسايش وهم أيضاً لباسهم يختلف عن لباس قسد، كذلك العنصر الذي يقوم بالضرب يرتدي لثام وهو أمر ممنوع في قسد، كما أن الشريط جرى تداوله على أنه في منبج حيث يسيطر مجلس منبج العسكري وهناك لا تواجد رايات لقسد او انتشار سياراتها في المنطقة.
وكان فيديو سابق قد نشر يظهر فيه شباب ملامحهم غير واضحة ولكنهم يتكلمون لغة كردية ركيكة، حيث يظهر الفيديو قيامهم بإطلاق النار على رجل وأمرأة بشكل تمثيلي بعد كتابة شعارات تمجيد لحزب العمال الكردستاني على الجدران على أنها في مدينة الرقة.
ملاحظات تكشف زييف الفيديو:
الفيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في 1 ايار / مايو 2019..يلاحظ:
– لم يتم الابلاغ في الرقة، أو الحسكة وهي الأماكن التي قيل إن الفيديو مصور فيها ،عن فقدان امرأة ورجل منذ ذاك التاريخ رغم مرور قرابة الشهر على نشره قبل أن يحذفه الفيسبوك.
– اثناء اطلاق لا يسمع أية أصوات من الضحية الرجل الذي تلق أول طلقتين ولا من المرأة التي تلقت طلقة والوقوع تم بهدوء ولا أية ردات فعل وحتى السقوط من الدراجة النارية وكانهم دمى ويمثلون مشهدا.
– لم يتحرك الضحايا وخاصة المرأة وظلوا على الأرض بثبات قبل وبعد تلقي الرصاص افتراضا.
– مكتوب على الجدار يسقط اوجلان وهنالك شخص يمسح الكتابة.. بعد اطلاق النار وقتل الرجل وزوجته يهرب مطلق النار ليركب سيارة الفان على عجل وتسرع السيارة من مكان الجريمة لكن يبق الشخص الذي يمسح الكتابة في الموقع ولم يغادر معهم.
– اثناء البدء باطلاق النار أربع طلقات و لا يتحرك الشخص الذي يقف قرب الجدار وهو يمثل مسح كتابة على الجدار/ فقط تظهر ملامح شخص واحد يحمل مسدسا/ فهو يواصل تمثيل بدون ابداء أية رد فعل…كما وأن فوهة المسدس مع أول طلقة تحديدا لم تكن باتجاه الضحية ولا المرأة الجالسة خلفه
– سيارات قسد لا تحمل أي صور اوجلان ولا اعلام لحزب العمال الكردستاني في أي مكان ضمن مناطقهم.
– المصور يدقق مرارا على صورة اوجلان خلف السيارة قبل اطلاق النار وبعده ولا يحاول مثلا التقاط ملامح وأرقام السيارة لأنهم الاهم ولا يحاول التركيز على الضحايا أو يحاول توسيع تصوير الموقع ولا يظهر وجوه كل الأشخاص عموما.
– كل سيارات قسد تحمل أرقام بلوحة رقمية والسيارة هنا لا تحمل أرقام وقد تمت ازالتها.
-زاوية التصوير، من موقع داخل مبنى أعلى من مستوى الأرض وتكشف أن المشهد تمثيلي حيث يتم التركيز على صورة اوجلان وتضييق الحدقة كي لا تشمل الموقع ولا يتم التعرف عليه وتجنب تصوير وجوه الأشخاص “مطلقوا النار وزميله والسائق والشخص الذي يقود الدراجة والمرأة خلفه”… حتى بعد اطلاق النار تمت ازاحة العدسة عن الضحايا والتركيز على صورة اوجلان خلف السيارة وملاحقة السيارة.
– الضحية على الدراجة شخص عسكري وليس مدني كما أن ثيابهم مختلفة عن ثياب قسد.
– تم قطع التصوير بعد مغادرة سيارة الفان ولا تعود الكميرا لموقع الجريمة مطلقا أو تحاول اظهار الضحايا على الأرض علما أن الشخص الذي يمسح الجدار بقي في المكان ولم يركب السيارة كما وبقي مطلق النار الأساسي وركب السيارة شخص واحد وهو الذي ظهر يحمل مسدسا بيده.
وتم نشر فيديو آخر تحت عنوان أن عناصر من قوات سوريا الديمقراطية يقومون بحرق المحاصيل ولكن سرعان ما كشف الفيديو على إنه مصور في العراق.
فيديو آخر مثل بطريقة كوميدية يظهر فيه شخصيات ملثمة أو لا يتبين ملامح وجوههم يحملون شارات الاسايش والترافيك وشارات شبيهة بقوات سوريا الديمقراطية وهم يقومون بإطلاق النار على رجل وامرأة.
كما ونشر فيديو يظهر شاب يتكلم الكردية الركيكة على إنه مصور في أحد سجون قسد الشاب في الفيديو يوحي إنه يقوم بأغتصاب نساء.
فيديو آخر نشر بتاريخ 23 اغسطس 2019 هو نسخة مشابهة لسابقاتها من حيث طريقة الاخراج، لكن ظهر فيه هذه المرة تعذيب واضح وضرب لشابين معتقلين ينزفان وهما مربوطان، المعتدي كما العادة يلبس ثياب عليها شارة وحدات حماية الشعب على الكتف، يتحدث بلغة كردية ركيكة، وفي الطرف الآخر علم لحزب العمال الكردستاني ثم يبدأ بالضرب بقشاط فيما المصور وسط صياحهم نتيجة التعذيب يقول “هاربين من العسكرية”، ويطلب ضربهم على الرأس.
سجود اشخاص امام علم لحزب العمال الكردستاني
مقطع فيديو نشر بتاريخ 9 أيار مايو 2020 من قبل ذات المصادر التي نشرت بقية المقاطع:
أدعى ناشروه من وسائل اعلام وصفحات موالية لتركيا أن لعملية اعدام وحرق لعائلة عربية عثرو عليه ضمن موبايل احد عناصر مقاتلي قسد بعد “قتله”….الفيديو تمثيل الهدف منه خلق فتنة عربية كردية كما بقية الفيديوهات ….
يلاحظ قص وتركيب المقاطع والتمثيل الرديئ كعادة بقية الفيديوهات..