على خُطى التتريك: جامعات تركية في مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون”

تُعتبر بوابة التعليم الخطّة الأخطر في عملية التتريك للمناطق السورية التي تُسيطر عليها أنقرة من خلال فصائل سورية مسلحة موالية لها، وذلك نظراً لفرض اللغة والتاريخ التركيين على الطلبة السوريين بكل ما يحمله ذلك من عملية تزوير للعديد من الحقائق والوقائع التاريخية والثقافية والعلمية على حدّ سواء من وجهة نظر تركية عثمانية بحتة.
وفيما وزّعت تركيا كتبها المدرسية على 360 ألف تلميذ داخل المناطق التي سيطرت عليها في إطار عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” شمالي سوريا، في كلّ من مُدن “عفرين” و”جرابلس″ و”الباب” و”أعزاز″ و”جوبان بي” و”أخترين” و”مارع″، بدأت مؤخراً بوادر إنشاء جامعات تركية للسوريين نحو تعميق أكثر لعمليات التتريك.
وكشفت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية اليوم، أنّ جامعة غازي عنتاب جنوب شرقي تركيا، تعمل بوتيرة مُتسارعة من أجل افتتاح كليات تابعة لها في منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.
وزعمت الأناضول، أنّ العمليتين ساهمتا بشكل كبير في عودة آلاف السوريين إلى ديارهم بعد تطهير المنطقة من “الإرهاب”، حيث شرعت تركيا في إحياء مجالات خدمية عديدة، في مقدمتها القطاع التعليمي.
وكانت جامعة حران التركية، قد أعلنت العام الماضي عن افتتاح فرع لها في منطقة الباب السورية لخدمة الطلاب في البلدات الواقعة تحت السيطرة التركية.
وشهد عام 2018، افتتاح معهد عالٍ للتعليم المهني في مدينة جرابس شمالي سوريا، ويضم حاليا 500 طالب يواصلون دراستهم الجامعية.
وفي حديثه لمراسل الأناضول، تطرق رئيس جامعة غازي عنتاب، البروفيسور علي غور، إلى استضافة تركيا ملايين من الضيوف السوريين منذ عام 2011، على حدّ قوله.
وكشف بدوره أنّ الجامعة تتولى خدمات التعليم العالي في مناطق شمالي سوريا، مُشيراً إلى أن الجامعة افتتحت العام الماضي معهدا عاليا للتعليم المهني في مدينة جرابلس، ولكن مع زيادة احتياجات المنطقة، تمّ التفكير في افتتاح كليات هناك.
وأوضح غور أيضاً أنّ الجامعة تواصلت مع المجالس المحلية شمالي سوريا، والسلطات الأمنية التركية المشرفة على المنطقة، للتنسيق حول افتتاح الكليات.
وفيما يخص آلية القبول بالكليات المنتظر افتتاحها شمالي سوريا، قال غور إن الراغبين في الانتساب للكلية سيخضعون لاختبار الالتحاق بالجامعات التركية المعروف “اليوس”.
ولفت إلى أن آلاف الطلبات وصلوا للالتحاق بالكليات عقب الإعلان عن عزمهم افتتاحها، فيما 2700 طالبا سوريا خضعوا بالفعل لاختبار اليوس، وجاهزن للانضمام.
وحول موقع الكلية، أوضح أن الجامعة تقدمت بطلب إلى مجلس التعليم العالي التركي لافتتاح كليات في مدن الباب، وأعزاز ومارع شمالي سوريا.
وبينما تدّعي تركيا عدم رغبتها في البقاء بالأراضي السورية، إلا أنها بدأت سريعا إدخال مؤسساتها الخدمية وموظفيها لمُدن الشمال السوري التي سيطرت عليها قوات موالية لها في إطار عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، كاشفة بذلك عن وجه استعماري قديم مُتجدّد يشمل كذلك الاستيلاء على منازل السوريين وتغيير أسماء بعض الشوارع بأخرى تركية وفرض التعامل بالليرة التركية.
وعلى سبيل المثال، تقدم مؤسسة البريد والبرق التركية (PTT) خدماتها في المناطق السورية، للموظفين الأتراك والمواطنين السوريين معًا في المنطقة، حيث تلبي المؤسسة احتياجات الصيرفة والخدمات اللوجستية والشحن، وتقدم رواتب المدرسين والموظفين العاملين في وقف “المعارف” التركي بالمنطقة، والجنود الأتراك، فضلا عن رواتب الشرطة المحلية.
المصدر: أحوال تركية

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك