في ظل التحديات والتهديدات وتنامي التصعيد ضد مناطق شرق الفرات وقع حزبان كرديان رئيسيان على ميثاق عمل مشترك، لتحديد طبيعة مواقفهم تجاه المعطيات المستجدة على الساحة السورية وفي المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي بعد جولة لقاءات اعلن حزب الوحدة الديمقراطي الكردي “يكيتي”، والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي الأربعاء 15 أيار 2019 وبحضور كوادر وأعضاء حزبية، وشخصيات مستقلة، ووسائل إعلام عديدة، بمدينة قامشلو، عن ميثاق عمل مشترك بينهما، تركز على ثلاثة محاور (الشأن الوطني السوري، الشأن الكردي والحقوق المهضومة، الشأن القومي الكردستاني-الإقليمي والدولي).
وثيقة التفاهم جاءت نتيجة نقاشات حيال الكثير من المواقف حول القضية الكردية في سوريا والقضية الوطنية السورية وسبل العمل من أجل إيجاد حل سياسي لأزمة البلاد… وذلك لتوحيد تحركهما ضمن التوجهات المتفق عليها.
هذا وتأتي هذه الخطوة في وقتٍ تتوسع فيه المطالبات الشعبية لترتيب البيت الكردي وتعزيز أسس العمل المشترك، خاصةً بعد تصاعد التهديدات من قبل النظام التركي والسوري لمناطق شمال وشرق سوريا، وسعيهما المستمر لتقويض الدور والحضور الكردي المتنامي، خاصةً بُعيد إسقاط دولة الخلافة الإسلامية المزعومة “داعش” على يد قوات سوريا الديمقراطية بمساندة ودعم قوى التحالف الدولي المناهض للإرهاب.
النص الكامل للميثاق:
ميثاق عمل مشترك
تتويجاً للعلاقات المتميزة بين الحزبين الديمقراطي التقدمي الكردي والوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، تمَّ عقدُ اجتماعاتٍ مسؤولة بين قيادتي الحزبين، نجمَ عنها الاتفاق على العمل المشترك في ضوء الأسس والتوجهات التالية:
أولاً: في الشأن الوطني السوري:
أ- بذل كامل الجهود باتجاه إحلال السلم والأمان في البلاد، بعد فشل الخيار الأمني والعسكري فيها، خلال السنوات المنصرمة من عمر الأزمة السورية، واعتماد طريقة ولغة الحوار مع الحكومة المركزية في دمشق وكافة القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية والثقافية المعنية بضرورة عقد مؤتمرٍ وطني سوري عام، ليأخذ على عاتقه مهامَ فتحِ صفحةٍ جديدة من شأنها التوصّل إلى مخرجاتٍ تخدمُ تطبيقات فحوى قرار مجلس الأمن الدولي المجمع عليه رقم(2254) بصدد إيجاد تسويةٍ للأزمة السورية المتفجّرة منذ آذار 2011م وحث المجتمع الدولي وخاصة الدول الفاعلة في الشأن السوري لتوحيد جهودها لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
ب- نشر ثقافة قبول الآخر على قاعدة نبذ التمييز والكراهية المتأتية أساساً من نزعات الاستعلاء القومي- الديني أو المذهبي، وذلك بهدف تحقيق التآلف وحشد أوسع الطاقات لإفشال مشاريع الإسلام السياسي، التي تطبّقها أذرعه العسكرية المتوحشة كشبكات تنظيم القاعدة الإرهابية متعددة الأسماء وتنظيم الدولة(داعش).
ت- العمل بكافة السبل المشروعة وعلى شتى الصعد لحمل تركيا على سحب قواتها المحتلة من شمال البلاد إلى حدودها الدولية، بدءاً بمنطقة عفرين وإدلب، مروراً بإعزاز والباب وجرابلس، وذلك تمهيداً لتحقيق التسوية المنشودة للأزمة السورية، وإرساء أسس وعلاقات حسن الجوار معها، وكذلك استعادة الجولان السوري المحتل وفق قرارات الشرعة الدولية ذات الصلة.
ث- التأكيد على التوجّه الديمقراطي في التعامل مع قضية المرأة، بهدف تمكينها من التمتع بكامل حقوقها دون انتقاص، ومواصلة إبراز قضية العدالة الاجتماعية بهدف مكافحة الفقر والجهل.
ج- تبيان أفضليات مفهوم ونظام اللامركزية في إدارة شؤون البلاد عامةً، وذلك في إطار حماية وحدة وسلامة سوريا وسيادتها الإقليمية بالإشارة إلى أن المنظومة الدفاعية للبلاد وسياستها الخارجية تبقيان عائدتين للمركز على سبيل المثال، وأنّ تطبيقات النظام اللامركزي من شأنها تخفيفُ أعباء المركز وتوفير حوافز وموجبات إنجاح مشاريع وخطط التنمية المستدامة والمتوازنة على مستوى كافة المناطق والمحافظات، وإبعاد سياسات الإهمال والتهميش.
ثانياً: في الشأن الكردي والحقوق المهضومة:
أ- التأكيد على حقيقة وجود الكرد كمكوّنٍ تاريخي طبيعي وأصيل، يشكّلُ جزءاً لا يتجزّأُ من الشعب السوري، وثاني أكبر قومية تعداداً في البلاد بعد المكوّن العربي فيها، له كاملُ الحق في حمايةٍ دستوريةٍ للغته الأم، والتمتع بحقوقه القومية المشروعة.
ب- تحريم وإدانة أصحابِ نزعة معاداة الشعب الكردي وزرع بذور التمييز العنصري والكراهية ضد وجوده، والتي تتصدّرُهم دوائرُ العنصرية الطورانية الفاشية وأذرعُ نفوذها في المنطقة.
ت- إغناء وتطوير مشتركات العمل وآليات التعامل والتشاور في الإطار الشامل للحراك الكردي في البلاد، بما يخدم التآلف ونبذِ المهاترات والشعاراتية، وصولاً إلى عقد مؤتمرٍ وطني عام لكرد سوريا.
ثالثاً: في الشأن القومي الكردستاني-الإقليمي والدولي:
أ- الانطلاق من واجب وضرورات احترام خصوصية ومعطيات كلّ ساحة عمل في المجال الكردستاني العام بما يخدم استقلالية القرار السياسي في كل جزء، تلازماَ مع بناء وتجسيرِ أواصر الصداقة والتآخي بين شعوب المنطقة، بما يخدم قضايا السلم والحرية.
ب- الإسهام في نشر مبدأ وثقافة اللاعنف ونبذُ لغة الحروب في حلِّ القضايا والنزاعات، وذلك بالاحتكام إلى القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة بما فيها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان.
ث- تسليط الأضواء على أهمية تنفيذ مقررات وتوصيات مؤتمر قمة رؤساء دول العالم الذي عُقِدَ في باريس لحماية البيئة والمناخ.
يتعاهد الحزبان مواصلة العمل على هدي الأسس والتوجهات الأنفة الذكر وذلك لما فيه خير ومصلحة شعبنا وبلدنا سوريا الجريحة.
التوقيع: محي الدين شيخ آلي- سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا “يكيتي”
التوقيع: عبدالحميد درويش- سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا
الأربعاء 15 أيار 2019