بعد ساعات من حرق علم تركيا من قبل متظاهرين في معرة النعمان بريف إدلب احتجاجاً على استمرار القصف الذي يطال ريف حماة وإدلب، وسط هتاف المتظاهرين بـِ “الشعب يريد اسقاط النظام”، و”علم تركيا نحنا اللي رفعناه ونحنا اللي منزلو وكل شي خاين هاي نهايتو إن شاء الله”، و”ليش خايفين الله معانا” خرج الرجل الكهل\ لم يعرف اسمه في فيديو ثاني يبدو أنه صور “تحت التهديد” وهو يعتذر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
Under the threat of arrest and murder, the same protestor who burned the Turkish flag in Al Meera near Idlib appears in another video praising and glorifying it alongside with the Turkish president. https://t.co/pW0kVh81QO
— VdC-NsY Northeastern Syria (@vdcnsy) May 13, 2019
Demonstrators in Maarat al-Numaan, 33 km south of Idlib burn the Turkish flag protesting against Turkey's collusion with Russia.#Turkey #Russia #Syria pic.twitter.com/C1z4SxGeuT
— VdC-NsY Northeastern Syria (@vdcnsy) May 12, 2019
ويؤكد مراقبون أن الهجوم على إدلب رسالة روسية حاسمة إلى تركيا، فالروس لا يخفون انزعاجهم من التلكؤ التركي في تفكيك المجموعات الإرهابية في إدلب.
ويتجنب المسؤولون الأتراك الإشارة إلى الدور الروسي في الهجمات التي تتم على مناطق خفض التصعيد، ودأبوا على اتهام قوات النظام وتحميلها لوحدها مسؤولية استهداف المدنيين. وهذا الأسلوب تعتمده أنقرة منذ حادثة إسقاط المقاتلة الروسية في نوفمبر 2015 وما أفضت إليه من تصعيد روسي بلغ حدّ سن عقوبات شاملة دفعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الاعتذار بشكل علني لنظيره الروسي فلاديمير بوتين.
فيديو: متظاهرون في معرة النعمان يحرقون العلم التركي احتجاجاً على صمت أردوغان لقصف إدلب
وفي خطوة نادرة انتقد سفير الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في باريس، منذر ماخوس، موقف تركيا وروسيا من الوضع في إدلب.
وحمل سفير “الائتلاف الوطني” الذي يتلقى الدعم من أنقرة، روسيا وتركيا وإيران مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في محافظة إدلب، مشددا على ضرورة العمل على إيجاد حل سريع لإنهاء الأزمة الراهنة في إدلب.
وأضاف منذر، أن المدنيين هم من يدفعون ثمن الأوضاع التي تشهدها المحافظة، محذرا في الوقت نفسه من تحول إدلب لحلب أخرى.
ومنتصف سبتمبر 2017، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض تصعيد في إدلب، وفقًا لاتفاق موقع في مايو من العام ذاته.
وفي سبتمبر 2018، أبرمت تركيا وروسيا، اتفاق “سوتشي”، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب.
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اعترف في أوّل تصريح له بتقدّم الجيش السوري في مُحيط المنطقة العازلة، وقال الجمعة إنّه يتعين على قوات الحكومة السورية أن توقف الهجمات في شمال غرب سوريا.
وشدد أكار أن تلك الهجمات تشكل خطرا على أمن نقاط المراقبة التركية، وتسبب تعطيل دوريات القوات المسلحة التركية وتنقلاتها.
ولفت وزير الدفاع التركي إلى أن بلاده تنتظر من روسيا اتخاذ تدابير فاعلة وحازمة من أجل إنهاء هجمات قوات النظام وضمان انسحاب فوري للقوات إلى حدود إدلب المتفق عليها في مسار أستانة.
وجراء اشتداد حدة المواجهات، علقت منظمات إغاثية عدة في إدلب، عملها بينها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “علق أكثر من 16 شريكاً في العمل الإنساني عملياتهم في المناطق المتأثرة بالنزاع، عقب مقتل خمسة عمال إنسانيين نتيجة الغارات والقصف المدفعي.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أحصى في الفترة بين 29 أبريل و9 مايو نزوح أكثر من 180 ألف شخص جراء القصف.