مصير آلاف المختطفين السوريين لدى داعش لايزال مجهولاً

المختطفون لدى داعش.. جرح لم يندمل بهزيمة التنظيم

“كلهم ذهبوا ولم يعودوا، ابني و أخي وصهري ” وقبل أن تكمل جملتها تمسح الخالة ( أم عثمان ) دموعها وتتابع “في كل يوم أترقب انا وزوجاتهم وأطفالهم عودتهم دون جدوى وكلنا املٌ أن يعودوا يوماً ما”.

كان ابنها عثمان مصطفى شاهين من مدينة كوباني شمال سوريا في طريق سفره إلى كردستان العراق مع نحو مئة شخص آخر بينهم صهره و خاله و عدد من أقاربه، بهدف العمل، حيث كان شقيقه قد اتصل به وأخبره أن يأتي ويعمل معه على جهاز حفر الآبار الارتوازية تلك المهنة التي يشتهر بها أبناء كوباني، حينها كانت داعش وبعض التنظيمات الإسلامية الأخرى تسيطر على الطريق الواصل بين كوباني وحدود كردستان العراق مروراً بمدينة الرقة، وتخطف الشبان الكرد الذين يضطرون للمرور على حواجزها .

و حسب الاحصائيات التي تم توثيقها من قبل مركز توثيق الانتهاكات VDC-NSY ،بلغ عدد المختطفين الذين تم توثيق اسمائهم قرابة 8 آلاف غالبيتهم اعتقلوا ضمن الفترة 2014 – 2017.

تضيف أم عثمان “لقد دخلوا عامهم السادس قبل أيام، وكلما يُطرق الباب أتخيل أن أحدهم قد عاد إلينا، وفي كل مرة أفتح فيه الباب، أصاب بخيبة أمل جديدة”
ويوماً بعد يوم يزداد الخوف على مصير هؤلاء المختطفين، فمع تحرير كل منطقة جديدة من سيطرة داعش كان الأهالي يتفاءلون بعودة أبنائهم، لكن برغم أن قوات سوريا الديموقراطية أعلنت القضاء على آخر جيوب هذا التنظيم في ناحية باغوز في ريف دير الزور شرق سوريا قبل أيام، إلا أن مصير هؤلاء مازال مجهولاً.

وفي هذا الإطار تقول أم عثمان ” راجعنا جميع الجهات المسؤولة في كوباني وخارجها لكننا لم نتلقى من أي جهة جواباً شافيا لأسئلتنا حول مصير أبنائنا “.

بدوره يوضح مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية في تصريح لمركز “توثيق الانتهاكات/ VDC_NSY/ ” أن قضية المختطفين لدى داعش ” كانت قضية أساسية في جميع الحملات التي خضناها ضد التنظيم الإرهابي ، بل كنا نؤجل أحيانا بعض الحملات لأيام وشهور على أمل أن نعثر عليهم أو على أية معلومات قد تصلنا إليهم”.

ويضيف بالي ” خلال حملتنا الأخيرة في ناحية باغوز تم تأجيل اقتحام الناحية لأكثر من مرة، كي لا يقع ضحايا بين المدنيين، كما سنحنا فرصاً كثيرة لخروجهم على أمل أن يكون بينهم المختطفين، كما أننا خلال استجوابنا لعناصر داعش الذين سلموا انفسهم كنا نسألهم عن المخطوفين لديهم، لكننا لم نعثر على أية إيجابات منهم “.

وأطلق أهالي المختطفين خلال السنوات الماضية العديد من الحملات والنداءات لمعرفة مصير أبنائهم، وإيصال صوتهم إلى الجهات المعنية والمنظمات الدولية، وفي هذا الإطار يقول المحامي ( آراس جلال ) منظم حملة (نريد معتقلينا) وابن أحد المختطفين “قمنا باعتصام أمام مقر الأمم المتحدة في أربيل وسلمنا رسالة إلى رئيس مفوضية السامية لشؤون اللاجئين وأخرى إلى اللجنة الدولية للمفقودين كما سلمنا رسالة إلى قوات سوريا الديموقراطية حول ضرورة مساعدتنا في معرفة مصير هؤلاء المفقودين وقبل أيام قمنا بورشة عمل لتسجيل وتوثيق أسماء جميع المخطوفين وبلغ عدد الذين تمكنا من تسجيل أسمائهم 539 منهم 450 مخطوفاً من كوباني وحدها والباقي من مدن منبج وعفرين والباب “.

وبين جلال أنه حسبما أكد له بعض أهالي المخطوفين أنهم رأوا ذويهم اثناء خروج المدنيين من آخر معاقل تنظيم داعش في باغوز على شاشات التلفزيون لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إليهم فيما بعد رغم محاولتهم الحثيثة ” وسنقيم خلال الفترة القادمة مؤتمراً دولياً تحت عنوان (المؤتمر السلام للمخطوفين)”.

التقرير: محمد حسن – كوباني

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك