قال وزير الدفاع السوري علي عبد الله أيوب، الإثنين، إن دمشق ستتعامل مع المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية عبر المصالحات أو باستخدام القوة العسكرية.
وجاء حديث أيوب في مؤتمر صحفي عقب اجتماعات عقدت بمشاركة رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري.
وقال أيوب أن “أي وجود عسكري لأي دولة كانت من دون دعوة رسمية من الدولة السورية هو وجود احتلالي وغير شرعي ومن حق سورية الدفاع عن أمنها الوطني وسيادتها”.
وأكد العماد أيوب أن الحكومة السورية ستعيد بسط سيطرتها على كامل جغرافيتها سواء بالمصالحات أم بالقوة العسكرية وإدلب لن تكون استثناء.
ولفت الوزير السوري إلى أن “عوامل القوة متوفرة لدى الجيش العربي السوري لإخراج القوات الأمريكية من التنف مؤكدا أن أمريكا وغيرها سيخرجون من سوريا”.
وتابع أن “الورقة المتبقية مع القوات الأمريكية هي /قسد/ وسنتعامل معهم إما بالمصالحات وإما بتحرير الأرض مضيفا: خيارنا أن نعيش كسوريين مع بعضنا بعضا إلى الأبد وفق مشيئتنا وليس مشيئة الآخرين”.
ورد مكتب الدفاع في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بالتاكيد على التزامهم بخيار الحل السياسي والسلمي، مؤكداً بأنه لن يتهاون في الدفاع المشروع عن الحقوق والمكتسبات التي تم تحقيقها في مناطق شمال وشرق سوريا.
وجاء ذلك عبر تصريح رسمي لمكتب الدفاع في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، رداً على تصريحات وزير دفاع النظام السوري علي أيوب بشان مناطق شمال وشرق سوريا وتهديده لها.
وقال مكتب الدفاع في التصريح “في الذكرى السنوية الأولى لاحتلال مقاطعة عفرين من قبل الدولة التركية ومرتزقتها فإن تصريح وزير دفاع الحكومة السورية اليوم (الاثنين) بصدد قوات سوريا الديمقراطية يعبر عن مدى بعد هذه المؤسسة عن المصالح الوطنية السورية، وكذلك يعبر عن استمرارية السياسة العنصرية العقيمة التي أدت بسوريا إلى هذا الوضع الكارثي. إن استخدام لغة التهديد ضد قوات سوريا الديمقراطية التي قامت بتحرير وحماية كل شمال وشرق سوريا من القوى الإرهابية يخدم فقط القوى التي تعمل على تقسيم وحدة سوريا”.
وأكد المكتب أن الإدارة الذاتية حاولت دعم كل جهود وآليات الحوار مع دمشق ولاتزال على موقفها في ضرورة الحل والحوار ضمن الإطار السوري لكافة القضايا العالقة. وأضاف “لكن الموقف الذي بدر اليوم (الإثنين) يؤكد على إصرار الحكومة السورية في سياسة القمع والعنف والتهرب من الحلول السلمية الديمقراطية”.
ورأى مكتب الدفاع في الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بأن “تصريحات وزير دفاع النظام السوري يؤكد على أن النظام يصّر على انتاج نفسه من خلال الحسم العسكري والأمني، خلافاً لما نهدف إليه في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية في تحقيق الأمن والاستقرار عن طريق تسوية سياسية شاملة”.
وفي ختام التصريح، أكد مكتب الدفاع أنهم يريدون من جميع الأطراف بأن تعلم بأنهم “مع خيار الحل السياسي المبدئي ولكن لن نتهاون في الدفاع المشروع عن حقوقنا إذا تطلب الأمر”.
كما وانتقد جمال شيخ باقي سكرتير الحزب الكردي السوري بيان وزير دفاع النظام السوري متسائلا لماذا لم يوجهه إلى الاحتلال التركي في عفرين وقال “إن الاحتلال الكبير موجود في عفرين ولكن النظام صامت حياله. وتصريحاته هي استهداف للمنجزات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية”.
وقال “كان يجب إصدار تصريحات ضد الاحتلال التركي لعفرين. كان من المفترض أن يقولوا بأنهم سيحررون عفرين، الباب، إدلب وجرابلس وإعزاز من الاحتلال. وحينها كان بإمكاننا القول بأنهم يملكون حساً وطنياً. احتلال عفرين ليس مهماً لهذه الدول الثلاثة. عفرين هي جزء من التراب السوري ولكنها الآن محتلة. النظام السوري صامت أمام هذا الاحتلال، ولكنه يهدد المناطق التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية ويقول بأنه سيسيطر عليها بقوة السلاح. كان الأولى على النظام أن يتحرك بوجه الاحتلال التركي، وهكذا تصريحات لا تخدم مصالح الشعب السوري، عليهم في البداية أن يحرروا المناطق السورية المحتلة من قبل تركيا. وما تصريحاتهم إلا تهديداً للأمن والأمان في شمال وشرق سوريا”.
وأشار جمال شيخ باقي إلى أن النظام السوري ورغم مرور 8 سنوات على الأزمة لم يغير من ذهنيته، ونوه أن تهديدات وزير دفاع النظام السوري لا معنى لها وتابع قائلاً “في شمال وشرق سوريا هناك تكاتف للقوميات وأخوة للشعوب. مشروع الشعب واضح جداً، ودائماً يتم توجيه الدعوات للنظام السوري من أجل حل الأزمة عن طريق الحوار، هذه الأزمة تُحل عبر الحوار السوري السوري، ولا يجوز للنظام أن يقول لشعبه بأنه سيسحقه ويرتكب المجازر بحقه”.