الأكراد يتهمون الأتراك: بتهجير واعتقالات وخطف وأتاوات

اتهم “حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)” تركيا بارتكاب “جملة الفظائع والانتهاكات اليومية بحق المدنيين الكرد في عفرين”. واعتمادها “سياسة التتريك ونشر الفكر الجهادي التكفيري، وتحريض الوسط العربي ضد الكرد”.

وجاء ذلك عبر بيان كتابي أصدره الحزب الذي ظلت قياداته متواجدة في مدينة عفرين، ونزحت مع سكانها إلى ريف حلب الشرقي بعكس غالب “الأحزاب الكردية السورية الأخرى” حيث فضل قادتها التوجه إلى إقليم كردستان أو تركيا والدول الأوربية منذ بداية اندلاع الأحداث والحرب الأهلية في سوريا.

واتهم الحزب أنقرة بفرض تعتيم إعلامي على منطقة عفرين و”أوضاعها المزرية في ظل الاحتلال التركي”. وقال إن سكان المنطقة التي تسيطر عليها فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، يتعرضون بشكل يومي لانتهاكات جديدة أو جرائم ترتكب دون أن يحاسب أحد عليها.

وتشمل الانتهاكات التي يتهم بها الحزب الحكومة التركية والفصائل التي تدعمها، عمليات اعتقال واختطاف للمواطنين وفرض أتاوات وعمليات سرقة ومصادرة الممتلكات والتهجير والتعذيب.

نص البيان ”

“في 20 كانون الثاني من العام المنصرم 2018، وبذريعة الدفاع عن (الأمن القومي) وتحت مسمى (عملية غصن الزيتون)، شن الجيش التركي بمشاركة جماعات معارضة سورية مسلحة هجوماً عسكرياً شاملاً على منطقة عفرين- شمال غرب سوريا، تمكنت من خلاله الدخول إلى مركز مدينة عفرين في 18 آذار 2018، بعد معارك ومقاومة تاريخية على مدى /58/ يوم، خاضتها وحـدات حماية الشعب والمرأة YPG,YPJ ومعها مختلف فئات الشعب، دفاعاً عن النفس، لصدّ العدوان الخارجي هذا، الذي في حينه سخَّرت له حكومة أنقرة من ترسانتها العسكرية /72/ طائرة حربية F16 مع أنواع محدثة من طيران الكشف والاستطلاع، وأصناف مدفعية ثقيلة ألمانية الصنع، تَقدَّمتْها جحافل من الجهاديين المردِّدين لأناشيد (داعش والنصرة)، مع تلاوة (سورة الفتح) عبر مكبرات الصوت، التي سبق أن رددها حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وعممَّها على أئمة وخطباء قرابة /90/ ألف جامع ومسجد للدعاء لنصرة تركيا في حربها على منطقة عفرين الآمنة، التي كان ينشط ويتطور فيها البناء والانتاج بمختلف فروعه، وتتوسع فرص العمل، وتتحسن الخدمات، وتتقدم مناحي العلم والفنون، ليعيش الناس حياةً آمنة، بصرف النظر عن المعتقدات الدينية وغيرها، وذلك في ظل إدارة ذاتية تحملت أعباء كثيرة، ولم تَخلُ من أخطاء وسلبيات خلال أعوام عهدها.

خلال عامٍ مضى على سلطة الاحتلال التركي في عفرين، انصبت جهود إدارتها ولا تزال على تخريب ومحو معالم المنطقة التاريخية والثقافية، بالتوازي مع انتهاج وممارسة صنوف الضغط والابتزاز، بما فيها عمليات الخطف والاعتقال والتعذيب بحق المدنيين العُزَّل ونهب أموالهم وممتلكاتهم والاستيلاء على دُوَرِهم السكنية، بأيدي شركائها من مسلحي (الجيش الحرّ المسمى بالوطني…) وعشرات الألوف من مهجَّري الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق السورية، الذين جرى توطينهم وإسكانهم قسراً في عفرين ونواحيها، ليتحولوا إلى مطية وأدوات طيّعة بخدمة سياسات تركيا العدائية، الهادفة إلى إحداث وتكريس تغيير ديموغرافي عبر إفراغ المنطقة من أهلها الكُـرد، سكانها الأصليين منذ القِدَم، كما يعرفه الجميع، والمضي في قطع مصادر الرزق وسد أبواب العمل أمامهم، لحملهم على الهجرة والتشتت، بحثاً عن أمان ولقمة عيش بعيداً عن عفرين.

إن جملة الفظائع والانتهاكات اليومية المرتكبة بحق المدنيين الكُـرد في منطقة عفرين في ظل الاحتلال التركي والمجالس التابعة له، واعتماده لسياسات التتريك ونشر الفكر الجهادي التكفيري، وتحريض الوسط العربي ضد الكُـرد، وإقدامه على حرق الغطاء النباتي المؤلف من عشرات الألوف من الشجيرات والأشجار في مرتفعات وجبال عفرين، وقطع تلك المعمِّرة النادرة منها، والإضرار المتعمَّد بأنواع السرو والصنوبريات الطبيعية، وتلك المزروعة منذ عقود… كلها جرائم موصوفة لا يمكن ولا يجوز السكوت عنها.

إن الحقد والتحامل المشبع بهما المحتل التركي حيال أهل عفرين خاصةً، وكُـرد شمال شرق الفرات، وسوريا عامةً، يتَجلَّيان بتطبيقاته الميدانية في كامل قرى ونواحي منطقة عفرين وغيرها من مناطق الشمال السوري، مجسِّداً سياساته العدوانية التوسعية، ووجهه المعادي الأكثر رعونةً واستهتاراً بأبسط القيم والأعراف الدولية والإنسانية، والتي لطالما سعت – تركيا- للتَخَفِّي وراء مقولة (أخوة الدين) والتذرع بـ (أمنها القومي) لتمرير مآربها المريبة، ومواصلة المتاجرة بدماء وأحوال السوريين على مرّ ثماني سنوات من عمر الأزمة السورية المركَّبة وفصولها المتفجرة.

إننا في حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا، في الوقت الذي نناشد فيه القوى والكيانات السياسية وكافة النخب والفعاليات الثقافية والحقوقية السورية، والكتل البرلمانية في العالم باتخاذ موقف الإدانة والاستنكار بحق الاحتلال التركي لمنطقة عفرين وغيرها من مناطق الشمال السوري، ودعوة حكومة تركيا إلى سحب قواتها إلى حدودها الدولية، نحيي استمرار كافة الجهود والأنشطة المبذولة ومختلف سبل وأشكال التعبير ووقفات الاحتجاج الممكنة في الداخل والخارج، وفق القوانين المرعية في كل بلد، وذلك تضامناً مع كُـرد عفرين في يومهم الأسود 18 آذار، يوم دخول الجيش التركي المحتل لمدينتهم الغالية.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك