اتخذت الشرطة العسكرية الروسية إجراءات عسكرية في شمال سوريا وذلك قبل ساعات من انطلاق قمة سوتشي بين زعماء الدول الضامنة “روسيا وإيران وتركيا”.
الشرطة العسكرية الروسية وسّعت نطاق عملها في أراضي شمالي سوريا المحاذية لمناطق سيطرة فصائل خاضعة لتركيا ودخلت يوم الأربعاء بلدة عوشرية شمالي منبج على خط التماس مع القوات التركية بالتنسيق مع مجلسي منبج العسكري ومجلس الباب العسكري وهما قوتان منضمتان لقوات سوريا الديمقراطية.
كما وأنّ قوات النظام أقامت مخفرًا في “عوشرية” ذات الغالبية الكردية على بعد كيلومتر واحد من مواقع الفصائل المسلحة فيما تعمل الشرطة الروسية على خط التماس في هذه المنطقة مؤخرًا، فيما تعمل الشرطة الروسية على تأمين المنطقة حتى خط التماس.
وتعتبر هذه أول دورية روسية خرجت بالتنسيق مع دورية تركية حيث تم رصد خطوط التماس بين “الفصائل الخاضعة لتركية” و مجبس منبج العسكري في قرى مرعناز ومنغ وعين دقنة.
https://www.youtube.com/watch?v=xGfFNs8Urxw
ومن المقرر أن تنطلق قمة “سوتشي” اليوم الخميس بين رؤساء تركيا وروسيا وإيران لبحث مصير العملية السياسية في سوريا والوضع في إدلب.
وكان فلاديمير ايفانوفسكى، قائد الشرطة العسكرية الروسية أعلن قبل أيام أن دوريات الشرطة الروسية وسّعت نطاق نشاطها بمحافظة حلب ليشمل بلدة تل رفعت بالإضافة إلى استمرار عملها في شمال شرقي منبج.
وتخضع مدينة منبج لسيطرة مجلس منبج العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” وتقوم القوات الأمريكية بتيسير دوريات كذلك بالمنطقة بين فترة و أخرى.
وكانت سيّرت الشرطة العسكرية الروسية ومجلس منبج العسكري في 19 كانون الثاني الفائت، دورية مشتركة في محيط منطقة “منبج” بريف حلب الشرقي، على محورين بلغ طول الأول 48 كم، والثاني 32 كم، وذلك بعد قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا وتهديدات من أنقرة بشن عملية عسكرية تستهدف شرق الفرات.
ويعقد اليوم رؤساء روسيا وتركيا وإيران جولة مباحثات جديدة توصف بالحاسمة والمصيرية بالملف السوري، خلال القمة المنعقدة في مدينة سوتشي الروسية.
ومن أبرز الملفّات التي تشكّل محور محادثات الزعماء، محافظة إدلب، وانسحاب القوات الأميركية من الأراضي السورية، فضلاً عن مساعي تشكيل لجنة صياغة الدستور.
وفي إطار القمة الثلاثية يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لقاءين منفصلين مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني.
واستبق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القمة بالقول إن سوتشي الثلاثية ستعطي دفعا جديدا للتسوية السياسية في سوريا.
وقال الرئيس بوتين خلال لقائه مع أردوغان اليوم في سوتشي: “اليوم في سوتشي، سنعقد القمة الرابعة للدول الضامنة لعملية أستانا. أنا على يقين من أنّنا سنتمكن من إعطاء دفع جديد لتسوية الوضع في سوريا، سواء على الأرض أو في إطار الجهود السياسية والدبلوماسية لإقامة حوار بين السوريين”.
وأضاف: “لقد فعلنا الكثير معكم، أصدقائي الأعزاء، لقد قطعنا شوطا طويلا. أعلم أنّنا جميعا نعرف أنّ العمل لم يكن سهلا، ولا يزال مستمرا. بالطبع كل المشاكل تحل، ولكن إذا عملنا بفعالية وسلاسة وبحثنا عن حلول وسط، فمن المؤكد أنّنا سنحقق الهدف المرجو”.
وتبدي روسيا رغبتها بخلق نوع من التعاون بين تركيا والنظام السوري، سيّما أنّ بوتين ركّز، خلال لقائه الأخير مع أردوغان في 23 يناير الماضي بموسكو، على ضرورة تفعيل “اتفاق أضنة” المبرم بين أنقرة ودمشق عام 1998، وأعرب حينها عن اعتقاده بأنّ تفعيل الاتفاق، سيساهم في إزالة المخاوف الأمنية لتركيا فيما ردت دمشق باتهام تركيا بدعم الإرهابيين وفتحها لحدودها امامهم.
وكانت القمة الثلاثية الأولى قد عقدت في 22 نوفمبر 2017، في سوتشي أيضًا، فيما جرت القمة الثلاثية الثانية بالعاصمة التركية أنقرة في 4 أبريل 2018.
وعُقدت القمة الأخيرة بمشاركة زعماء الدول الثلاثة في 7 سبتمبر 2018، بالعاصمة الإيرانية طهران.
وعقب القمة، اجتمع أردوغان مع بوتين بمدينة سوتشي في 17 من الشهر ذاته، وتوصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنشاء منطقة منزوعة من السلاح في إدلب بين قوات النظام وفصائل المعارضة المعتدلة.
ومنذ بدأ لقاءات سوتشي تمكنت قوات الحكومة السورية من استعادة السيطرة على مساحات واسعة من الارض بفضل تركيا ودخول ماسمي باتفاقيات المصالحة على الخط حيث سلمت المعارضة أهم معاقلها في حلب وريف إدلب وحماة وحمص ودرعا ودمشق للنظام دون قتال وانتقلت عبر الباصات الخضراء إلى إدلب ومنها إلى منطقة عفرين.
وفي سياق متصل وقبيل انعقاد القمة أكدت وزارة الخارجية التركية أنّ “مجموعة العمل” المتعلقة بالمعتقلين في سوريا، ستواصل أنشطتها في المرحلة المقبلة.
وقالت الخارجية التركية، في بيان حسب ما نقلت الأناضول، إنّ “فصائل المعارضة السورية والنظام أفرجا الثلاثاء بشكل متبادل ومتزامن عن معتقلين لدى الجانبين في منطقة أبو زندين جنوبي مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب”.
تجدر الإشارة إلى أنّ “مجموعة العمل” المذكورة، تأسست في 30-31 يوليو، وتمّ إقرارها في الاجتماع العاشر للدول الضامنة بمدينة شوتشي الروسية.