سلّمت الإدارة الذاتية شمال سوريا، الإثنين 21 يناير/كانون الثاني 2019، طفلين من ترينيداد في جزر الكاريبي إلى والدتهما، بعدما كان الأب قد اصطحبهما قبل 4 أعوام إلى سوريا، حيث أنضم إلى صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية»، وقتُل خلال معارك الرقة.
والتقت الوالدة فيليسيا بركينز وهي غارقة في دموعها طفليها: أيوب فريرة (7 أعوام)، ومحمود (11 عاماً)، في مدينة القامشلي، بعد سنوات من الفراق وانقطاع أخبارهما ، وفق ما أوضحه محامي العائلة.
وبحسب زعم الوالدة فإنّ الأب اصطحب الطفلين عام 2014، من دون علمها من ترينيداد إلى مناطق سيطرة التنظيم الجهادي بسوريا، عبر تركيا ليستقر في الرقة.
وقال المحامي البريطاني الناشط في مجال حقوق الإنسان كلايف ستافورد-سميث، الذي رافق الوالدة في رحلتها إلى سوريا، لوكالة فرانس برس، إنّ الطفلين «اختُطفا في 20 يونيو/حزيران 2014، ولم يكن لدى والدتهما المسكينة أي فكرة عن مكان وجودهما».
وتكفّل روجر واترز، أحد مؤسسي فرقة بينك فلويد الموسيقية البريطانية الذائعة الصيت، بالأعباء المالية كافة لنقل الطفلين من سوريا.
وشرح ستافورد-سميث: «واجهتنا مشكلات تتعلّق بالإجراءات التي ينبغي اتباعها، فهي صعبة ومكلفة»، لافتاً إلى أنّ واترز «وافق على أن يدفع تكلفة كل شيء، وضمن ذلك سفر الأم بالطائرة من ترينيداد».
ومُني تنظيم «الدولة الإسلامية»، في العامين الأخيرين، بخسائر ميدانية كبرى في سوريا والعراق المجاورة، بعدما كان أعلن في عام 2014، إقامة «الخلافة الإسلامية» على مساحات واسعة بالبلدين، وتمكن من جذب آلاف المقاتلين الأجانب من عشرات البلدان.
وقال نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الخارجية في الإدارة الذاتية، فنر الكعيط، في مؤتمر صحفي عقد بمناسبة تسليمه الطفلين، إنّ «تحريرهما تم في منطقة الرقة منذ أشهر بعدما كانا مختطفيَن من والدهما المتزوج من امرأة ثانية».
وأضاف لـ «فرانس برس»: «قُتل والدهما، وفرّت زوجته، ووجدت قواتنا الأمنية الطفلين (…)، وقدمت لهما الرعاية والملجأ».
هناك 1000 مقاتل أجنبي وعائلاتهم معتقلون في سوريا
وتعتقل قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، نحو 1000 مقاتل جهادي أجنبي، إضافة إلى 550 امرأة أجنبية مع عائلاتهم و1200 طفل يقيمون معهم.
وغالباً ما يُحتجز المشتبه فيهم في سجون للرجال، في حين تودَع النساء مع الأطفال في مخيمات خاصة.
ويُشكل اعتقال مقاتلين أجانب مع أفراد من عائلاتهم عبئاً مع رفض العديد من الدول تسلّم مواطنيها الذين التحقوا بالتنظيم الجهادي.
وتطالب الإدارة الذاتية الدول التي ينحدر منها جهاديوا التنظيم بتسلم مواطنيها ومحاكمتهم لديها. وخلال الأشهر الماضية، تسلمت دول عدة، بينها الولايات المتحدة وروسيا والسودان وإندونيسيا، أفراد عائلات جهاديين.
وأفادت هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية، بأنّ العملية تمت انطلاقاً من إيمان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بمبادئ حقوق الإنسان”.
وناشدت هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، دول العالم باستلام مواطنيها الذين انضموا لصفوف تنظيم داعش، والذين ألقت وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية، القبض عليهم.
وقال نائب رئيس هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية بكوردستان سوريا، فنر الكعيط، خلال مؤتمر صحفي “نرحب بالناشط الحقوقي البريطاني، المحامي كلايف ستافورد سميث، ونشكر جهوده الإنسانية، ونؤكد أنّه ستتم مراسم تسليم الطفلين بحضور والدتهما، ونتمنى أن تصل هذه الرسالة لكافة دول العالم لكي تقوم بواجباتها الإنسانية، وتستلم مواطنيها الذين انضموا لصفوف تنظيم داعش، لأنّ أوضاعنا في شمال وشرق سوريا صعبة للغاية، فنحن محاصرون، ونواجه تهديدات تركية باستمرار، لذلك نتمنى أن توصلوا رسالتنا لدول العالم”.