فيما لم تتعظ المُعارضة السورية على مدى سنوات الحرب في بلادها منذ العام 2011 من الدور التركي الاستعماري ومطامع الرئيس رجب طيّب أردوغان الذي فتح حدود بلاده لكافة إرهابيي العالم وساهم بدوره التحريضي والتخريبي في تشريد وتهجير مئات آلاف السوريين، أكد رئيس الائتلاف السوري المعارض عبد الرحمن مصطفى، أنّ المُعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري تدعم تركيا لشن أي هجوم يستهدف مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية أو وحدات حماية الشعب. مصطفى الذي ينتمي للأقلية التركمانية، التي تدين بالولاء لتركيا كان من قيادات “أحفاد الفاتحين”، بين عامي 2013 و2014 والتي اتهمت بارتكاب جرائم القتل والخطف قال إنّهم أكدوا في اجتماعهم مع الجانب الأميركي ضرورة تنسيق الانسحاب من شرق الفرات مع تركيا، مُشدّدا على أنّ المنطقة الآمنة يجب أن تكون خالية من وحدات حماية الشعب.
وعلى الرغم من عدم وجود أي ثقل سياسي للائتلاف السوري المُعارض أو سيطرة فعلية على الأرض، مُكتفياً بتصريحات وشعارات تتناغم مع السياسة والأهداف التركية، فهم يتلقون اهتماما من قبل الاعلام التركي – القطري لترويج السياسة التركية، وخطب أردوغان.
وكالة الأناضول التركية الحكومية في إسطنبول حاورت عبد الرحمن مصطفى تطرّق فيه إلى اللقاء الذي جمع مؤخرا الائتلاف بوفد أميركي برئاسة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية، والمبعوث الخاص لسوريا، جويل رايبورن.
وذكر مصطفى “طرحنا رؤية الائتلاف للحل في سوريا، وتناولنا الوضع الميداني شرق الفرات، والجانب الأميركي طرح رؤيته لشرق الفرات، وأكدنا على ضرورة التنسيق مع الحليف التركي خلال الانسحاب، بحيث لا يحصل أي فراغ ولا يتم شغل المناطق من قبل وحدات حماية الشعب أو النظام وحلفائه، وشددنا على أن يكون هناك تواصل دائم مع الجانب التركي بخصوص شرق الفرات”.
وحول التطورات شرق الفرات، والمنطقة الآمنة وخطط الائتلاف لهذه المنطقة، أفاد مصطفى أنّ “توجه الائتلاف هو انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من منبج، وتشكيل إدارة جديدة فيها، عبر الانتخاب كما حصل في عفرين”.
وعن المنطقة الآمنة قال مصطفى إنّ المنطقة “طرحت منذ فترة قريبة، وأساسا كانت سياسة الائتلاف طرحها سابقا، بحيث تكون ملاذا آمنا للمدنيين، وإيوائهم داخل الأراضي السورية”.
وأكد أن “المنطقة الآمنة مهمة ليعيش فيها المدنيون بسلام، ولكن طبيعة المنطقة الآمنة غير متبلورة بعد”.
وأضاف “نحن نتابع الموضوع، وستكون لدينا مقترحات ومبادرات بخصوص هذه المنطقة، ومنذ فترة قريبة تم تشكيل مجلس العشائر من أبناء المنطقة”.
وشدّد مصطفى على أن “المجلس الوطني الكردي جزء من الائتلاف، وشريك ضمن مكوناته، ونحن على تواصل من أجل تشكيل المنطقة الآمنة”.
ولفت أنّ الائتلاف منذ البداية “مستعد وجاهز لهذه المنطقة، والحكومة المؤقتة الذراع التنفيذي للاتئلاف جاهزة، ولديها الخبرة المطلوبة، ولدينا ممثلين سياسيين في بنية الائتلاف، من المجالس المحلية، ومن الفصائل الفاعلة بالمنطقة، ونحن على تشاور دائم معهم”.
وكشف رئيس الائتلاف السوري أنّ “هناك لجان جرى تشكيلها بخصوص منطقة الجزيرة وشرق الفرات، وستكون لنا مبادرات ستنطلق في الفترة المقبلة”.