أوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الإثنين أنّ تركيا لن تسمح بأن تصبح ”منطقة آمنة“ تفكر واشنطن في إقامتها شمال سوريا قاعدة لمن وصفهم ب “الانفصاليين الأكراد”.
وأضاف إنّ تركيا ستعمل مع كل من يرغب في تزويدها بدعم لوجيستي للمنطقة الآمنة المزمعة ولكنه أضاف أنّها ستتخذ إجراءات فيما يتعلق بسوريا إذا لم يكن هناك وفاء بالتعهدات التي تلقتها أنقرة.
وتابع قائلا ”لن نسمح أبدا بمنطقة آمنة تتحول إلى مستنقع جديد ضد تركيا مثل ذلك الموجود في شمال العراق، حيث ما زلنا نواجه مشاكل.
”لا نتحدث عن منطقة آمنة (كحماية) من تركيا وإنّما منطقة لإبعاد الإرهابيين“.
وتهاجم طائرات تركية من حين لآخر قواعد في شمال العراق لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل منذ ثلاثة عقود من أجل حقوق الأكراد بجنوب شرق تركيا كما وأنّها اعلنت اجراءات ضد اقليم كردستان واجتاحت مدن حدودية على خلفية القرار الذي اتخذه القادة الأكراد هناك باجراء استفتاء على الاستقلال حيث توعد أردوغان بحصار اقتصادي.
ويوم الأحد، أبلغ أردوغان ترامب بأنّ تركيا مستعدة لتولي الأمن في مدينة منبج السورية، والتي شهدت الأسبوع الماضي مقتل أربعة أمريكيين، هم جنديان وموظفان مدنيان، في تفجير أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه.
ورحبت تركيا بقرار ترامب سحب القوات الأمريكية بينما تجري استعدادات لتنفيذ هجوم في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب التي تخوض قتالا ضاريا ضد تتظيم الدولة بجيب أخير في ريف ديرالزور.
وتساعد قوات أمريكية قوات سوريا الديمقراطية لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من مناطق في شمال سوريا، وأثار قرار ترامب، الذي أربك فريقه الخاص للأمن القومي، اتهامات في بلاده بأنّه يتخلى عن حليف.
والعلاقات الأمريكية التركية متدهورة منذ شهور بسبب دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب وقضايا أخرى حيث توعد ترامب تركيا بتدمير اقتصادها إن شنت هجمات ضد الأكراد.
وقال أردوغان ”إذا تم الوفاء بالعهود المقطوعة لنا واستمرت العملية، فهذا أفضل. إذا لم يحدث هذا فقد أنهينا بالفعل جزءا كبيرا من استعداداتنا، لذا سنبدأ اتخاذ خطوات تتوافق مع استراتيجيتنا“.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية، المتحالفة مع وحدات حماية الشعب، الأسبوع الماضي إنّها مستعدة لتقديم المساعدة في إقامة المنطقة الآمنة المزمعة.
وياتي التصعيد التركي الجديد متزامنا مع تصاعد العمليات الانتحارية من قبل تنظيم الدولة منذ اعلان الرئيس الأمريكي انسحاب قواته من سوريا.
حيث اقتحم صباح اليوم انتحاري بسيارته نقطة تفتيش أمنية في شمال شرق سوريا ببلدة الشدادي بمحافظة الحسكة يوم الإثنين فأصاب عددا من المقاتلين كانوا في قافلة مشتركة مع حلفاء أمريكيين. والهجوم تبناه تنظيم الدولة.
وأفاد التحالف في تغريدة على تويتر بأنّ رتلا مشتركا مع قوات سوريا الديمقراطية شارك في هجوم، لكن لم يسقط أي ضحايا من الأمريكيين.
وقالت وكالة أعماق التابعة للدولة الإسلامية إنّ انتحاريا استهدف قافلة مشتركة للولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية دون أن تأتي على ذكر سقوط ضحايا.
كما وتمكنت قوات الأمن الداخلي في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة الحدودية مع تركيا من تفكيك سيارة مفخخة كانت معدة للتفجير.
وفي 16 يناير فجر انتحاري من تنظيم الدولة مطعما في منبج أدى لمقتل 15 شخاص بينهم أربعة أمريكيين.
وفي 17 يناير قال الناطق باسم “قوات مجلس منبج العسكري” أنّ قواته تمكنت من إحباط عملية إرهابية وقتل منفذها.
وفي نفس اليوم تمكنت القوى الأمنية في منبج من اعتقال خلية مؤلفة من 7 اشخاص كانت تخطط لتنفيذ عمليات داخل مدينة منبج.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنّ لجوء تنظيم الدولة بشن هجمات انتحارية بالمفخخات لن يعرقل حملة القضاء عليه في ريف ديرالزور.
وتعهدت بمواصلة القتال، بما يضمن تحرير كامل المناطق من سيطرته، والقضاء على خلاياه النائمة، وبما يضمن منع ظهور التنظيم الإرهابي أو إعادة إنتاج نفسه بمسميات مختلقة.
وذكرت قوات سوريا الديمقراطية أنّ الهجوم أسفر عن خسائر مادية فحسب لكنها أقرت بأنّ مقاتلي التنظيم المتشدد يوسعون هجماتهم التي وصفتها بأنّها أساليب مرحلة ما بعد الهزيمة في أعقاب طردهم من معظم الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها ذات يوم في سوريا.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان ”إنّ هذه الهجمات الإرهابية، وفي الوقت الذي تعبر عن انتقال تنظيم داعش إلى استراتيجية ما بعد السقوط، وتكثيف الهجمات الإرهابية وتحريك الخلايا النائمة، فإنّها لن تثنينا عن استكمال المهمة حتى النهاية، بما يضمن تحرير كامل مناطقنا من سيطرته، والقضاء على خلاياه النائمة، وبما يضمن منع ظهور التنظيم الإرهابي أو إعادة إنتاج نفسه بمسميات مختلقة“.