اتهم نائب سويسري الحكومة التركية بسرقة زيت الزيتون من سوريا، ثم بيعه على أنه تركي المنشأ في دول الاتحاد الأوروبي، من بينها إسبانيا، بحسب ما نشرت صحيفة “ذا تلغراف” البريطانية.
وحذر بيرنهارد غوهل، المنتمي للحزب الديمقراطي المحافظ في سويسرا، الحكومة من استغلال زيت الزيتون، الذي “تنهبه” تركيا من سوريا لتبيعه في السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، مدعية أنه منتج تركي. وأضاف أن “أموال تلك المبيعات تستخدم في تمويل الميليشيات المسلحة التابعة لأنقرة”.
وقال غوهل: “يتم نهب بساتين الزيتون من قبل القوات التركية والميليشيات الموالية لها في عفرين التي تحتلها تركيا”.
وأضاف غوهل: “إن الزيتون الذي يسرقونه يتم بيعه إلى إسبانيا، ومن المتوقع أن تتواصل عمليات النهب والبيع لدول الاتحاد الأوروبي”.
وجاءت تحذيرات غوهل في سياق اقتراح مقدم إلى البرلمان الوطني في سويسرا، يسأل عن الإجراءات التي يجري اتخاذها للتحقيق في التجارة والإيرادات التي يمكن جنيها نتيجة لتلك الجرائم.
إلى ذلك، قال البرلماني السويسري: “ربما لا يهم إذا كانت الوجهة النهائية هي إسبانيا أو ألمانيا، ولكن من المهم للغاية أن تفتح الدولة أو الدول المعنية تحقيقاً جنائياً في الموضوع لتحديد ما إذا كانت الشركات تتاجر في زيتون أو زيت زيتون مسروق”.
ووفقًا لموقع صحيفة Público الإسبانية، تستخدم الحكومة التركية عددًا من الشركات الوسيطة لتصدير زيت الزيتون الذي تم الاستيلاء عليه من المناطق التي كانت تسيطر عليها الأكراد سابقًا إلى إسبانيا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في المنطقة أيضاً قولها، إن زيت الزيتون السوري المنشأ يتم خلطه مع منتج تركي قبل تصديره وتوضع عليه ملصقات مزيفة.
كما تضمن ملف “النهب التركي” لزيتون عفرين، بحسب صحيفة “بوبليكو”، بيانات تفيد أن كميات من محصول العام الماضي، تبلغ قيمتها حوالي 70 مليون يورو بيعت في سوق الجملة الإسبانية، وتم تخصيص نحو 17 مليون يورو لتسليح ميليشيات سورية موالية لتركيا.
يذكر أن فصائل مسلحة مدعومة من تركيا سيطرت على مدينة عفرين في شمال سوريا، الواقعة إلى الجنوب من الحدود التركية، بعد انتزاعها من وحدات كردية في مارس 2018.
في المقابل، نقلت وسائل إعلام تركية تصريحا لوزير الزراعة التركي بكير باكدميرلي، أكد فيه أن حكومته تخطط للحصول على زيت الزيتون الذي يتم إنتاجه في عفرين، لمنع وقوعه في أيدي القوات الكردية التي تعتبرها أنقرة حركة إرهابية انفصالية.
يشار إلى أن تركيا تشغل مركز ثالث أكبر مصدر خارجي لزيت الزيتون المستورد إلى الاتحاد الأوروبي بعد تونس والمغرب.
وقد سعت صحيفة “ذا تليغراف” للحصول على تعقيب من قبل وزارة الزراعة الإسبانية حول تلك الأنباء، لكنها لم تحصل على جواب بعد، فيما توالت تعليقات قراء الصحيفة، مؤكدين أن تلك الفضيحة ليست السابقة الأولى، و”أن أنقرة تاجرت في النفط الذي نهبه داعش من قبل، وما خفي كان أعظم”.