يروي أحد أهالي عفرين الناجين من أحد أسوأ السجون التي تديرها القوات التركية في ريف حلب الشمالي على الحدود داخل سوريا. السجن يشرف عليه مسلحون سوريون مختارون بعناية من قبل المخابرات التركية. تفاصيل عما يجري داخل هذا السجن رواه /خ، م/ حيث تحدث عن أساليب التعذيب الوحشية التي تجري داخل السجن حيث غالب معتقلين من الرجال والنساء الذي جرى اعتقالهم في عفرين بدءا من فرض تركيا سيطرتها على المدينة، بتهم تعاونهم وانضمامهم إلى وحدات حماية الشعب ويقع في بلدة الراعي التابعة لمنطقة إعزاز.
وسرد المواطن (خ م) من أهالي مقاطعة عفرين تفاصيل ما تعرض له من تعذيب وانتهاكات خلال 65 يوماً من اعتقاله من قبل مسلحي الفصائل حيث يجري تجميعهم وثم ارسالهم إلى السجن المذكور، وتشرف عليه المخابرات التركية.
في البداية تحدث المواطن (خ م ) عن كيفية اعتقاله مع مجموعة مدنيين” عند محاولتنا الخروج من عفرين نتيجة الانتهاكات المتكررة من قبل الفصائل، سلكنا طرقاً فرعية ووعرة في محاولة النجاة وعدم المرور حتى اعتقالنا على أحد الحواجز، وكنا 27 شخصاً، رغم أننا كنا غير مسلحين، لكن جرى اطلاق النار علينا وربطوا أيدينا واعيننا وضعوا رؤسنا في أكياس ثم تم نقلنا في سيارة”.
وأشار (خ م) أنه وأثناء نقلهم بالسيارة كاد العديد من المختطفين يختنقون من الأكياس الموضوعة على رؤوسهم وكل من كان يصرخ طالباً رفع الكيس عن رأسه لأنه يشعر بالاختناق كانوا يقدمون على ضربه بأخمص السلاح، وتعرض الجميع تقريباً للضرب والإهانة حتى وصلوا إلى السجن”.
وأضاف بالقول:” عند الوصول إلى السجن أنزلونا من السيارة بشكل همجي مع الضرب وأدخلونا جميعاً في غرفة واحدة بمساحة بطول 3 أمتار وعرض مترين فقط، بعد أن رفعوا الأكياس عن رؤوسنا دون أن يفكوا وثاقنا ، وكان بداخلها بطانية واحدة فقط وأحضروا لنا بعض الطعام بعد منتصف الليل، وطلبنا فك أيدينا لنستطيع الأكل، فقالوا لنا (عليكم أن تأكلوا مثل الكلاب)”.
وأردف (خ م):” بعد مضي يومين نقلونا إلى مهجع ثانٍ وفكوا قيودنا، وبعدها بدأت رحلة العذاب والذل” بحسب وصفه.
وأضاف”لدى الرغبة في التحقيق مع أحد يختارون شخصاً لا على التعيين ويأخذونه ويعذبونه بشكل وحشي وهم يحققون معه ثم يعيدونه بعد أن ينهكوه من الضرب” وقال (خ م) في اليوم الذي وقع اختيارهم علي ليحققوا معي ناداني أحد مشرفي السجن وعندما اقتربت منه أغمض عيني أوقعني على الأرض وبدأ بركلي وتجمع عدد منهم حولي وبدأوا بضربي بالكابلات الرباعية والخراطيم والعصي بشكل وحشي وأنا أتقلب في ساحة المهجع وأصرخ من الوجع الذي لم أعد أحتمله حتى انهارت قواي”.
ونوه أنه من شدة الضرب والتعذيب الذي تعرض له في المهجع وأثناء التحقيق معه أنهك جسده وأصبح لا يقوى على الوقوف مدة 12 يوماً.
وحول ما شاهده من ممارسات المسلحين بحق المختطفين أشار المواطن (خ م) أنه كان شاهداً على إقدام أحدهم على قطع أذن أحد المختطفين داخل السجن بواسطة “قطاعة” ووصف المشهد “بالوحشي ولا يتقبله ضمير ووجدان إنسان”.
وعن أساليب التعذيب أيضاً بحق المختطفين ذكر (خ م) أنهم كانوا يغمضون أعين المختطفين ويطلبون منهم الركض في المهجع ويلحقون بهم ويضربونهم بالخراطيم والكابلات، وكل من يتوقف ينهالون عليه بالضرب بشكل وحشي ومنهم من يحاول الهرب من ضرباتهم من شدة الألم ولدى ركضه في المهجع وهو مغمض العينين يصطدم بقوة بالحائط أو الأشياء الموجودة داخل الغرفة ما يسبب له آلاماً كبيرة.
ومن جهة أخرى أكد المواطن (خ م) أنه وأثناء تواجدهم في السجن كانوا يسمعون صرخات النساء داخل السجن وهن يتعرضن للضرب والتعذيب، وكانوا ينظرون خلسة من ثقب قفل الباب وشاهدوا كيف يقدمون على ضرب بعض النساء بوحشية في ممرات السجن. كما وأنهم يوجد المئات من العرب المعتقلين بتهمة رفض الانضمام إلى الفصائل أو أن لهم علاقات مع القوات التركية.
وأفاد المواطن (خ م) أنه قضى 65 يوماً داخل السجن وتعرض لكافة أشكال الضرب والإهانة دون أي جرم ارتكبه، ونوه أنه وقبل إطلاق سراحه بيوم واحد حقق ضابط تركي معه، وفي اليوم الثاني أخذه المسلحون لمكان بعيد عن السجن وأوهموه أنهم سيقتلونه لبث الرعب في قلبه، وأطلقوا عدة طلقات بجانب أذنه لترويعه، ثم فكوا وثاقه وأطلقوا سراحه، ثم استطاع الوصول إلى مقاطعة الشهباء بمساعدة بعض المواطنين بمنطقة اعزاز، أما باقي رفاقه فما زالوا في السجن.
وسجن الراعي هو واحد من عدة سجون سيئة الصيت اصافة الى سجون سرية في مقرات الفصائل ومنها سجن المحطة السيئ الصيت الواقع بالقرب من قرية ميدان اكبس.