لتنفيذ اتفاق إدلب، حرب إلغاء بين خصوم الأسد بإشراف المُخابرات التركية

لا شك أنّ حرب الفصائل التي اندلعت أخيرا جاءت كنتيجة لاجتماعات عقدها مسؤولون أتراك في مسكو مع الروس. أنقرة تاخرت في تنفيذ اتفاق إدلب وكان الضغط الروسي واضحا أو سيكون البديل بالعودة لعمل عسكري روسي قد تشارك فيه وحدات حماية الشعب وهو ماسيعني لتركيا خسارة آخر ملفاتها في سوريا لا سيما وأنّ مسألة بقاء قواتها في سوريا أصبح على طاولة النقاش.

ميدانيا ارتفعت حصيلة الاقتتال بين هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير في ريف حلب الغربي وإدلب وريف حماة الشمالي الغربي، إلى 107 قتيل. المعركة الآن بحسب حدة وضراوة الاشتباكات أصبحت حرب إلغاء بين فصائل المُعارضة، فالمخابرات التركية أعطت أوامرها لإنهاء طرف على حساب الآخر لتفي بوعودها للروس بما يخص الاتفاق الروسي- التركي في إدلب من فتح للطرقات الرئيسة بعد طرد المجموعات الجهادية منها عبر فصائل الجبهة الوطنية للتحرير.
الاشتباكات تركزت على طريقي حلب- اللاذقية و حلب- دمشق، اللذين كانا من المفترض أن يعودا إلى العمل الشهر الماضي وفقاً لاتفاق بوتين- أردوغان.
“الجبهة الوطنية للتحرير”، استعادت الخميس مواقع سيطرت عليها “هيئة تحرير الشام” -“النصرة” سابقا- في ريفي إدلب وحماة إثر معارك دامية سقط فيها عشرات القتلى من الطرفين حيث نشر مسلحوه في غزال وشهرناز والديرونة وشير مغار ومزرعة الجاسم وجب سليمان وشولين وارينبة وكرسعا والفقيع في القطاع الجنوبي من ريف إدلب وجبل شحشبو، وسوق الغنم قرب الشيخ مصطفى وترملا وتلمنس والغدفة وسفوهن والفطيرة وحيش ومواقع أخرى شرقي معرة النعمان.
كما واندلعت اشتباكات عنيفة بين “الجبهة الوطنية” و”هيئة التحرير” في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، وريف حماة الشمالي الغربي.
كما أنّ المعارك في غرب حلب ما زالت متواصلة بين الطرفين في جمعية الرحال وأطراف خان العسل ودارة عزة، لافتا إلى عدم تغيّر الوضع هناك.
وطالما عصف الاقتتال بالمعارضة المسلحة في سوريا منذ بدء الانتفاضة على الأسد في عام 2011. وساعدت المعارك بين الفصائل المتناحرة الرئيس السوري، مع حلفائه الإيرانيين والروس، على استعادة الكثير من الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.
وذكر دبلوماسي غربي كبير يتابع الشأن السوري عن كثب وطلب عدم نشر اسمه أنّ هدف المتشددين الإسلاميين هو خلق ممر من في المناطق التي يسيطرون عليها شمالي إدلب قرب الحدود التركية إلى معاقل في ريف حلب.
وفي تصاعد للاقتتال، قال سكان ومقاتلون من المعارضة إن قوات الجبهة الوطنية للتحرير هاجمت معاقل ونقاط تفتيش لهيئة تحرير الشام في محافظة إدلب.
وقالت الجبهة الوطنية للتحرير في بيان “نحمل هيئة تحرير الشام مسؤولية كافة التبعات الخطيرة والكارثية التي سوف تترتب على تصعيدها الأخير في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد وندعو عقلاءهم إلى إيقاف القتال والحفاظ على ما تبقى من الثورة”.
وأفاد سكان بأنّ الجبهة الوطنية للتحرير لم تحقق تقدما يذكر في طرد الإسلاميين من سراقب وهي إحدى المدن الرئيسية الخاضعة لسيطرتهم في محافظة إدلب.
لكن المخاوف زادت من أنّ القتال، الذي كان بعيدا عن المناطق المدنية بشكل كبير حتى الآن، قد يمتد إلى مناطق مكتظة بالسكان. وقال مقاتلوا معارضة إنّ عشرات سقطوا قتلى و جرحى حتى الآن.
ورغم أنّ الإسلاميين أقل عددا من الجبهة الوطنية للتحرير فإنّهم أكبر جماعة في إدلب ويسيطرون فعليا على معظم المحافظة وهي آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك