كشف القائد العسكري في جيش الثوار أحمد السلطان المكنى بأبو عراج عن أحداث مهمة تجري خلف الكواليس في محافظة إدلب السورية، مشيراً إلى أن نقاط المراقبة التركية تأتي لحماية النظام في الشمال الغربي، ليكون الأخير منشغلاً بالجنوب الغربي.
جاء ذلك خلال حوار أجرته وكالتنا ANHA مع نائب القائد العام لقوات جيش الثوار أحمد السلطان(أبو عراج)، حيث أكد بأن تركيا تحاول حماية النظام عبر نقاط المراقبة التي وضعتها في إدلب.
وفيما يلي نص الحوار:
1-في البداية حبذا لو تفدنا عن عدد الفصائل المتواجدة في إدلب، ومن هي أكبر الفصائل في إدلب، وما هي الفصائل التي تعول عليها تركيا؟.
بعد التهجير من ريف حماة وحمص ودمشق، تم إرسال جميع المسلحين من فصائل إسلامية وأخرى معتدلة وأهمها جيش الإسلام وفيلق الرحمن إلى الشمال السوري وأغلبها إلى إدلب وريفها.
الفصائل في سوريا كلها اجتمعت بإدلب وأغلب الفصائل التي لها نفوذ في إدلب وريفها هي:
1-(الجبهة الوطنية للتحرير) التي تضم كلا من الفصائل التالية: فيلق الشام، أحرار الشام، صقور الشام، حركة نورالدين الزنكي، جيش العزة، جيش إدلب الحر، الفرقة الوسطى، الفرقة الساحلية، جيش الأحرار، جيش النصر.
كما إن هناك مجموعات تابعة للقاعدة وهي: جبهة النصرة، حراس الدين، أنصار التوحيد(جند الأقصى). كما يتواجد الحزب التركستاني الإسلامي التابع بشكل مباشر للدولة التركية. بالإضافة إلى ذلك هناك تواجد لجيش الإسلام في إدلب بعد خروجهم من دمشق.
طبعا تركيا هي من شكلت فصيل (الجبهة الوطنية للتحرير) بقيادة أبو يامن أحد قادات فيلق الشام، وتركيا تعول على فيلق الشام كثيراً وخاصةً بأبو يامن، الذي يعتبر ذو شعبية في إدلب وريف حلب الغربي.
2- إدلب الآن تشهد تقلبات، هناك تدخل تركي علني فيها، حيث تدخل أراضيها وتخرج، في ظل تواجد جبهة النصرة الإرهابية عالمياً، إذاً لماذا تركيا لا تقضي على جبهة النصرة، كيف تقيمون ذلك ؟.
تركيا ومنذ بداية الثورة لها باع طويل في الثورة السورية، كان دورها سلبيا، كان لتحريف وأسلمة الثورة وليس لتثبيتها. سهلت عبور المهاجرين إلى إدلب عن طريق باب الهوى أو من معبر أطمة الحدودي ومنه توزع المهاجرون أصحاب الفكر المتطرف.
ولكن هؤلاء المهاجرين لم يلقوا ترحيباً في إدلب، وخاصة في جبل الزاوية قامت بعض الفصائل بمحاربة كل المهاجرين وهذا لا يصب في مصلحة تركيا ولا حتى مصالح بعض الدول العربية وأولها قطر.
قامت الحكومة التركية والحكومة القطرية خلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني من عام 2014 بدعم النصرة بالسلاح والعتاد والدعم اللوجستي وكل ما يتطلب للقضاء على كل فصائل الجيش الحر، وبالفعل شنت حملة قوية استخدموا فيها النصرة لمحاربة أكبر أربعة فصائل في إدلب وريفها “جبهة ثوار سوريا، جبهة حق المقاتلة، ألوية الأنصار وحركة حزم”.
وهذه الفصائل الأربعة كانت تمول من (الموم) بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية (وهي غرفة عسكرية خارجية تديرها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا والاردن وبعض دول الخليج، وتضم فصائل عدة من الجيش الحر في درعا والقنيطرة وريف دمشق وريف حلب الشمالي)، وبالفعل تم القضاء عليهم جميعاً واستفردت النصرة بالنفوذ وأصبحت هي من تقول وهي المجموعة المدللة لدى الدولة التركية سراً، ولكن مهما كان سراً إلا أن يعلم أن تركيا تدعم النصرة.
أتت اتفاقات استانا، علماً بأن النصرة في سوريا لم تكن معنية بكل اتفاقات أستانا وكانت تركيا مطمئنة للدخول في سوريا ولكي تضع نقاط مراقبة برفقة وحماية النصرة.
ولكن هذه النقاط بالأساس ليست مراقبة أو لخفض التصعيد، ولكن مهمتها فقط لحماية النظام من الهجوم الذي قد تشنه فصائل المعارضة في إدلب على نقاط تمركز النظام. لكي يتفرغ النظام للقتال في جنوب غرب سوريا وعدم الانشغال في الشمال الغربي.
قامت الحكومة التركية بإنشاء حكومة اسمتها “حكومة الإنقاذ” وأغلب وزرائها إما تتبع للنصرة أو لتركيا مباشرة، وكانت حكومة شبه إسلامية وليست حكومة إنقاذ كما يدعون، واثبتت فشلها بجدارة وقامت الحكومة بالاستقالة جماعياً قبل أيام، وفك الحكومة التي كانت تحت مظلة جبهة النصرة أو باسمها الجديد هيئة تحرير الشام. كانت هذه “الحكومة” تتدخل حتى بلباس النساء وبلون العباءة.
فإذا كيف للحكومة أن تقاتل من كان ومخلصاً لها وينفذ كل تعاليمها، فمتى صاحب المزرعة يقتل الكلب الذي يحمي مزرعته؟.
3- النظام السوري والروس يحاولان البدء بحملة عسكرية في تلك المحافظة، فيما أشارت مصادر بأن تركيا أفرغت نقاطها في إدلب قبل الآن وعادت لتدخلها مرة أخرى، كما إن الطائرات الروسية قصفت يوم أمس موقع قريب من نقطة المراقبة التركية، ما هو تعليقكم على هذا الأمر؟.
القصة وما فيها، قامت مجموعة حراس الدين التقرب من نقطة تركية بريف حماة الشمالي على تل بزام، قدمت المجموعة إلى تلك المناطق وأصبحت قريبة من نقطة المراقبة التركية في تل بزام ولم يكن عند الجيش التركي بتلك النقطة أي أوامر للتصدي لتلك المجموعة.
فقامت النقطة بإبلاغ الحكومة التركية مما يجري وأعطتهم الاحداثيات بدقة، قامت الحكومة التركية بإبلاغ قاعدة حميميم وأعطتهم الاحداثيات، وقام سلاح الجو الروسي والنظام السوري بضرب تلك المجموعة، ما كبدهم خسائر وأبعدوها عن نقاط الحماية التركية وليست نقاط المراقبة.
أما عن الحملة العسكرية السورية الروسية في محافظة إدلب وبتواجد نقاط المراقبة التركية، الحقيقة الكل يترقب ما هو مصير إدلب بعد درعا، إدلب هي ما تبقى من المناطق التي تحتضن المجموعات الإسلامية والتابعة للمعارضة.
ما مصير إدلب يتساءل الشعب؟.
بنظري نقاط الحماية التركية في إدلب هي مرحلة مؤقتة ومن الممكن أن يكون هذا متفق عليه من قبل تركيا وروسيا وإيران لمدة زمنية. ستنسحب هذه النقاط تكتيكياً ومن الممكن أن يجدوا مبررات لانسحابهم.
ويبقي الشعب يصارع المجهول، فإن دخل النظام درعا من الطبيعي أن يتفرغ ويعيد نشاطه وقوته إلى جانب انسحاب نقاط المراقبة التركية من كامل الجغرافية الإدلبية.
ومن الممكن أن تتفق كل الدول على الحرب في إدلب بحجة وجود فصائل إسلامية تسبب خطراً على استقرار سوريا وعلى دول الجوار وعلى الدول الإقليمية، مثل النصرة، حراس الدين، أنصار التوحيد، وحتى أحرار الشام، وطبعا في مقدمتهم داعش.
فتصبح المنطقة شبيهة ببركان وإعصار وزلزال أمام العالم بأكمله، ومن الممكن أن يستعمل الكيماوي كما حصل بالغوطة الشرقية وخان شيخون واللطامنة وسراقب وكل الأدلة تثبت ذلك، ومع ذلك لم يتخذوا أي قرار بحق من ارتكب هكذا جرائم.
كل ما حصل من نقاط مراقبة ما هي إلا مسرحية من تأليف وسيناريو وإخراج تركي – روسي – إيراني، ولكن من يدفع الثمن هو من يشاهد المسرحية ويصدق أن ما يحصل هو حقيقة.
4- هناك حالات اغتيال تحصل في المحافظة، كما إن ظهور داعش تحت مسمى “ولاية إدلب” ليس بالأمر الطبيعي، كيف ظهرت داعش هناك حسب رأيكم، وما هو تقيمكم للأمر؟
نعم لا تغيب شمس أو تشرق إلا يتم فيها اغتيال، خطف، مفخخات، عبوات ناسفة، سرقة وتشليح.
بعد غياب الشمس تصبح إدلب وريفها مدينة أشباح. لا أحد يستطيع الخروج حتى في الأحياء والقرى لأنه يعتبر “مفقوداً للفدية” أو “مقتولاً لغايات” أو مصنفاً على لائحة القتل والتخلص منه، خاصةً أصحاب الفكر والمناهضين للتطرف عسكرياً أو مدنياً.
نعم كنت أتوقع أن تعلن مدينة سرمين بولاية إدلب “للدولة الإسلامية”، ولكن شكلت قوة من الجبهة الوطنية للتحرير والعديد من الفصائل الأخرى، وقاموا بحملة مداهمات واعتقالات طالت عناصر داعش النائمة وعناصر أنصار التوحيد (جند الأقصى سابقاً). القتلى كانوا بالعشرات من الطرفين والقوة التي داهمت سرمين أكبر بؤرة لتنظيم داعش في إدلب ولكن القوة فشلت بمهمتها.
بالنسبة للاستقرار، بالدرجة الأولى تركيا لا تريد الاستقرار حتى تنفذ باقي مشاريعها بتسليم كل شبر تسيطر عليه القوات التركية بالشمال السوري إلى النظام والشرطة الروسية، كما إن النظام لا يريد الاستقرار، والقاعدة لا تريد الاستقرار، وداعش لا تريد الاستقرار، حتى تُحرق وتدمر إدلب. هذه حقائق ومتفق عليها لأن تجمع كل الفصائل الإسلامية في إدلب لم يأتي عن عبث بل باتفاق دولي واممي.
5- ما هو الوضع الحالي في بلدتي كفريا والفوعا الشيعيتين، حبذا لو تشرح لنا الوضع في تلك المناطق؟
الفوعة وكفريا تقعان تحت سيطرة النظام، وفي محيطها تتواجد جبهة النصرة، جبهة النصرة هي التي تحمي النظام في البلدتين بتمويل قطري وإيراني وتركي.
وفي المناطق المحيطة يمنع لأي فصيل توجيه فوهة بندقيته لمواقع النظام، إلا أنهم يرفعون السلاح بوجه بعضهم، ليفنوا بعضهم بعضاً. يهدف ذلك لحماية النظام في الشمال ليكون منشغلاً بالجنوب. تركيا تعول وتدلل فيلق الشام الذي أعطى الولاء للحكومة التركية.
كلمتكم الأخيرة
أنا كوني مواطن سوري، وبعيداً عن صفتي العسكرية أو السياسية، أناشد العالم أن ينقذوا ما تبقى من سوريا كاملةً من محرقة محتملة وإيقاف الأعمال العسكرية والتحول إلى الحوار والحلول السياسية، لكي نبني سوريا حديثة بأيدي أبناءها ومن دون إقصاء أي أحد. يكفي سوريا دماء بريئة وحروباً إقليمية لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
كما أناشد كل أبناء سوريا من عسكريين ومدنيين وأبدأ من نفسي، تعالوا لنطوي ما مضى ونزيل الحقد والكره من قلوبنا ونستبدلها بالمحبة والإخلاص، لنعيد الاستقرار للبلد ليطمئن أهلها ويعودوا إلى بلدهم ومسقط رأسهم ونزيل كل الحواجز بيننا.
أوقفوا الحرب، أوقفوا التغيير الديمغرافي، أوقفوا شلالات الدم، لنبني أجيالاً نعلمها التسامح والمحبة وحب الوطن.
يشار إلى أن أحمد السلطان المكنى بأبو عراج، هو من أهالي بلدة التح في خان شيخون بمحافظة إدلب، وهو أول من ثار ضد النظام في إدلب.