حذرت منظمة يزدا لحقوق الإنسان ومقرها الولايات المتحدة من أنّ الجماعات الايزيدية والتي تعتبر أقلية في سوريا قد تصبح هدفا للميليشيات السورية المدعومة من تركيا مثل عناصر من الجيش السوري الحر.
وقال أحد مؤسسي يزدا ومترجم الجيش الأمريكي السابق هادي بير يوم الجمعة إنّه من المرجح أن يستغل المتطرفون الإسلاميون الانسحاب الوشيك للقوات الأمريكية من سوريا ويهاجمون الأقليات المضطهدة مثل الايزيديين.
وقال بير أنّ الأتراك يدعمون الجيش السوري الحر وإنّهم ” يضطهدون الايزيديين ويستولون على معابدهم ومنازلهم لتحويلها إلى المساجد ويفرضون على الايزيديين إقامة شعائر الإسلامية كما جرى في عفرين ويجبروهم على تحويل دينهم إلى الإسلام”، وهو تسبب في نزوح وهجرة الآلاف منهم من مناطقهم.
ولطالما كان الايزيديون بسبب إيمانهم ضحية للعنف وحيث شنت حملات عديدة لإبادتهم كانت آخرها الهجوم الذي شنه تنظيم داعش سنة 2014 في العراق على مدينة شنكال وهو ما تسبب في مقتل واصابة وخطف الآلاف منهم وتهجيرهم.
وتذكر كتب التاريخ أنّ الايزيديين تعرضوا إلى 74 حملة إبادة جماعية عبر التاريخ، بما في ذلك هجوم داعش في سنجار في العراق، والذي قتل وشرد عشرات الآلاف منهم.
هناك أقل من مليون ايزيدي في جميع أنحاء العالم، بينما يكاد يكون من المستحيل العثور على أرقام دقيقة، ويقدر عدد الذين يعيشون في سوريا ب 10.000 نسمة حيث لديهم تجمعات كبيرة في منطقة عفرين، لكنهم نزحوا عنها بعد الغزو التركي للمنطقة وتعرضهعم للاضطهاد من قبل ميليشيات الجيش الحر.
يقول بير إنّ وجود القوات الأمريكية في مناطق الأقليات قد أبقتها في مأمن، لكن قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية يمكن أن يغير ذلك، لا سيما وأنّ عشرات آلاف من المتطرفين السنة تجمعوا وبدؤا يهددون باجتياح المنطقة ورفعوا الأسلحة البيضاء ويتوعدون بذبح الأقليات حيث تدعمهم أنقرة بالأسلحة الثقيلة والذخيرة.
على الرغم من أنّ بير يقول بأنّ داعش لا يزال يشكل تهديداً، فإنّ القوات المدعومة من تركيا سرعان ما أصبحت مصدر قلق رئيسي كذلك.
وتدعم تركيا العشرات من الألوية والفصائل المسلحة في سوريا. وأكبرهم الجيش الوطني السوري والجبهة الوطنية للتحرير، وكلاهما جزء من الجيش السوري الحر، وهو ائتلاف من ميليشيات المعارضة التي كانت سابقا تقاتل ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لكن تركيا نجحت في تغيير اجندتهم وايديلوجيتهم ليقاتلوا تحت إمرتها. وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية هي مجموعات سورية تمكنت من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية بدعم من التحالف الدولي واستطاعت حماية الأقليات طيلة سنوات الأزمة السورية الثمان.
في بعض البلدات الشمالية التي غزتها تركيا في منطقة عفرين فقد قامت الفصائل التي تدعمها باعتقال وقتل الايزيديين وإجبارهم على الدخول إلى الإسلام وفرض الصلاة والزكاة كجزية عليهم إضافة لتغيير أسماء قراهم والاستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم من عقارات أراضي زراعية وأشجار الزيتون، وصُنِّف السكان على أنّهم كفار حسب عقيدة الفصائل.
ووقع الرئيس ترامب في كانون الأول / ديسمبر تشريعاً لضمان وصول الإغاثة الإنسانية إلى الأقليات الدينية والإثنية في العراق وسوريا، في محاولة للتحقيق في عنف تنظيم الدولة الإسلامية تجاه هذه المجتمعات. لكن من غير المرجح أنّ مشروع قانون متفق عليه في البيت الأبيض سوف يوفر نوع من الأمان مثل الذي يوفره وجود القوات الأمريكية للايزيديين.
http://vdc-nsy.com/en/2018/12/31/syrias-yazidis-will-suffer-the-consequences-of-us-withdrawal/