نظم أهالي في منطقة كوباني” (130 كم شمال شرق مدينة حلب) شمال سوريا الخميس، اعتصاما قرب قاعدة للتحالف الدولي في قرية خراب عاشق جنوب شرق مدينة كوباني، لمطالبة التحالف باتخاذ موقف واضح من التهديدات التركية ووضع حد لجموح تركيا والتنديد بقرار الانسحاب الأمريكي من سوريا.
المئات من أهالي مدن وقرى “كوباني” تجمعوا، للتنديد بالقرار الأمريكي، ورفعوا لافتات تطالب الولايات المتحدة والتحالف الدولي “باحترام تضحيات الأشخاص الذين قتلوا في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية”.
وقال البيت الأبيض الأربعاء، إنّ الجيش الأمريكي بدأ بإعادة قواته من سوريا إلى الولايات المتحدة، ويأتي ذلك تزامنا مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنّ بلاده ستبدأ عملياتها العسكرية شرق نهر الفرات خلال أيام، الأمر الذي اعتبرته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) غير مقبول.
وعقد وفد يُمثل الأهالي اجتماعاً مع مسؤولين في التحالف الدولي داخل قاعدة خراب عاشق.
“إلى الرأي العام العالمي ووسائل الإعلام
الدولة التركية التي تدعم داعش لطالما تكن العداء تجاه شعوب شمال سوريا من عرب، كرد، آشور، سريان، جركس، أرمن وتركمان، والآن تريد احتلال شمال سوريا.
احتلت الدولة التركية برفقة مرتزقتها في بداية العام الجاري وبموافقة روسية مدينة عفرين بعد أن استخدمت أقذر الأسلحة، والآن أعلنت بأنّها مع مرتزقتها ستحتل المناطق الآمنة في شمال سوريا، بعد أن أجرت لقاءات لا نعرف مضمونها مستفيدة من الموقف الضعيف أو الصامت لدول التحالف.
لقد بنى الشعب الكردي والعربي والآشوري-السرياني وجميع الشعوب القاطنة في شمال سوريا مستندين على مبادئ الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب نظاماً اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً يستند إلى الحياة الحرة ويتخذ مبدأ السلام مع الدول الجارة.
وكما هاجم مرتزقة داعش والنصرة وجماعات الجيش الحر الشعب السوري والشرق الأوسطي والإنسانية جمعاء، فقد هاجموا القوى الديمقراطية في شمال سوريا أيضاً.
العرب والكرد والآشور- السريان وجميع شعوب شمال سوريا أفشلوا هذه الهجمات بعد أن خاضوا نضالاً صعباً قدموا فيه أكثر من 10 آلاف شهيد وعدداً من الجرحى يفوق عدد الشهداء وأدخلوا مرتزقة داعش وغيرهم في دائرة الفناء.
بهذا الشكل، لم تحمي قوات حماية الشعوب ق س د شعب شمال سوريا فقط، بل في الحقيقة هي حمت الإنسانية جمعاء، وقدمت في سبيل حمايتها ثمناً كبيراً، وفي هذه المعركة تواجدت القوات التي شكلت التحالف الدولي لمحاربة داعش وكانت تخطو خطواتها برفقة قسد.
شعوب العالم تعلم أنّ الكرد وشعوب شمال سوريا عندما كانوا يحاربون داعش، كانت الدولة التركية تواصل التعامل مع داعش بشكل علني في حين كانت تنتظر أن يقضي داعش على الحياة الآمنة والحرة التي يعيشها الشعب في شمال سوريا.
السادة العاملون في وسائل الإعلام الحرة
شعب الشمال السوري يحارب داعش إلى جانب التحالف، لذا فإنّ صمت قوات التحالف وعدم اتخاذها لأي موقف أمام التهديدات التركية غير مقبول بأي شكل من الأشكال.
ولأنّ الدولة التركية هي عضو في حلف الناتو، فإنّ ذلك يزيد من المسؤولية السياسية والأخلاقية لقوات التحالف، لأنّ هجمات تركيا تتم باستخدام الأسلحة التي قدمتها قوات التحالف للدول الأعضاء في حلف الناتو.
لقد ردت قوات التحالف على القوات المسلحة السورية والروسية عندما هاجمت شمال سوريا، لكن صمت التحالف تجاه هجمات تركيا له معانٍ، فلا يستطيع أي وعي سياسي أن يرى صمت التحالف الدولي تجاه هجمات تركيا آمناً.
وكما كان الدور الذي لعبته روسيا في احتلال تركيا لعفرين أمراً غير مقبول، فإنّ صمت قوات التحالف الدولي أيضاً غير مقبول، وكمان كانت روسيا شريكة في جريمة احتلال عفرين، فإنّ صمت التحالف تجاه محاولات تركيا الاحتلالية وفي مقدمتها أمريكا يجعلهم شريكاً في هذه الجريمة.
وكذلك روسيا وسوريا لم يكشفوا حتى الآن عن موقف واضح حيال تهديدات الدولة التركية لاحتلال شمال سوريا، وهذا يشير إلى أنّهم يأملون الحصول على مكاسب سياسية من خلال هجمات مماثلة.
روسيا تردد على الدوام مقولة “إنشاء دولة في شرق الفرات، يراد به تقسيم سوريا”، وبذلك تحرض روسيا تركيا بينما تبقى قوات التحالف، التي تنتشر وحداتها العسكرية على الأرض في شمال سوريا، صامتة.
وإن لم تكشف روسيا وسوريا عن موقف واضح وصريح فإنّ هذا يوضح أن شعوب شمال سوريا تواجه مؤامرة وخطة قذرة.
على الشعب الكردي وجميع شعوب شمال سوريا رؤية هذه الحقيقة بوضوح والاعتماد على قواهم الذاتية وفق مبدأ “القوات الأساسية هي وحداتهم” مواصلة النضال ضد الاحتلال بقوة.
وعلى شعوب العالم أن يظهروا موقفاً حازماً تجاه التهديدات التي تطال الكرد والعرب والآشور-السريان وجميع شعوب شمال سوريا الذين حاربوا نيابة عن الإنسانية جمعاء مرتزقة داعش، وكذلك صمت قوات التحالف والولايات المتحدة الأمريكية.
هذا الموقف وصمت الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف الدولي، ليس له مكان في الوجدان والأخلاق السياسية، ويعني التصعيد.
وفي هذا الإطار، على جميع القوى الديمقراطية في العالم أن يتخذوا موقفاً واضحاً تجاه ردود الفعل اللأخلاقية واللا وجدانية التي تتخذ تجاه شعوب شمال سوريا التي حاربت داعش نيابة عن الإنسانية جمعاء وقدمت في سبيل ذلك أكثر من 10 آلاف شهيد.
وعلى الدول والقوى السياسية الذين كانوا يمدحون قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة عندما كانت تحارب داعش، عليهم اليوم الالتزام بمسؤولياتهم تجاه شعوب شمال سوريا الذين قدموا أبناءهم شهداءً بالعشرات.
الدولة التركية اليوم لا تهاجم شعوب شمال سوريا فقط، وإنّما تهاجم الشعب الإيزيدي الذي تعرض للمجازر على يد مرتزقة داعش أيضاً.
فماذا يعني هذا الصمت؟ ومن هم الذين يتيحون المجال لتنفيذ هكذا هجمات؟ الآن تركيا تستفيد من التناقضات التي تشوب علاقة روسيا وأمريكا والتوازن فيما بينهم، واستناداً على ذلك تحاول كسر إرادة الكرد وشعوب شمال سوريا، تركيا تضع التناقضات فيما بين السياسة الروسية والأمريكية في خدمة الحرب لإبادة الكرد والشعب السوري.
شعبنا العظيم وجميع شعوب العالم؛
الدولة التركية من خلال هجماتها على مناطق شمال سوريا التي تعيش بحرية وديمقراطية وتمتلك مقومات لتصبح عامل دمقرطة الشرق الأوسط وسوريا، لا تهاجم الكرد والعرب وباقي الشعوب السورية فقط، بل تعادي الإنسانية جمعاء.
اليوم داعش قد هزم، كنا نأمل أن تتم محاكمة من أفسحوا المجال أمام ظهور داعش وارتكبوا جرائم حرب، لكننا نرى اليوم أنه يتم دعم الدولة التركية الفاشية التي أفسحت المجال أمام داعش ودعمتها، تركيا حتى الآن ما تزال تهدد كوباني وكري سبي ومنبج والرقة ودير الزور وشنكال ومخمور وعفرين، تهاجم الشعوب وتهدد باحتلال أرضهم.
ولا شك في أن التهديدات والهجمات الأخيرة تعتبر بمثابة دعم لداعش وجميع أعداء الديمقراطية في الشرق الأوسط.
لقد وصل مستوى عداء الدولة التركية لشمال سوريا إلى مستوى معاداة جميع الشعوب والقوى الديمقراطية، ولا شك في أن هدف هذه التهديدات والهجمات ليس شمال سوريا فقط، فمن الواضح أن تركيا تريد تجديد الإمبراطورية العثمانية، واحتلال الشرق الأوسط بكامله، لذا على شعوب الشرق الأوسط أن يروا هذا الخطر الكبير.
السادة الإعلاميون الأحرار ووسائل الإعلام الحرة
الدولة التركية وكما يظهر في إدلب، ما تزال تدعم المرتزقة أعداء الإنسانية وتمثلهم في الاجتماعات الدولية، لذا فإنّ النضال ضد الاحتلال التركي في جميع أرجاء الشرق الأوسط يعني النضال ضد الفاشيين أعداء الإنسانية، لذلك فإنّ المقاومة ضد هذا الاحتلال ستكون مقاومة دمقرطة الشرق الأوسط
وعلى هذا الأساس، نناشد شعوب شمال سوريا، سوريا والعراق وجميع شعوب الشرق الأوسط والإنسانية جمعاء الانتفاض في وجه تهديدات وهجمات الدولة التركية عدوة الشعوب.
ونناشد الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف التخلي عن مواقفها الحالية وعدم مشاركة الدولة التركية التي تعادي الشعوب والديمقراطية وذلك لكي لا ترتكب المزيد من الجرائم بحق الإنسانية.
كما نناشد الأمم المتحدة الالتزام بمسؤولياتها تجاه التهديدات التركية وإغلاق أجواء شمال سوريا أمام الطائرات الحربية التركية ونشر جنود حفظ السلام في المنطقة للحد من ارتكاب المجازر وإيقاف هجمات الاحتلال التركي على أرضنا.
مبادرة الشعب في شمال وشرق سوريا”.