عفرين وفضيحة الخريطة

ليس سرا أن مدينة عفرين الكردية السورية باتت في مهب التتريك الممنهج وآخر حلقاته شروع سلطات الاحتلال في تتريك أسماء القرى والبلدات في عفرين وهي بالمئات لكن المؤسف في المقلب الآخر هو تبلور ملامح إقصاء وشطب كاملين لها من قبل ما تسمى إدارة شمال شرق سورية التي نشرت في فضيحة أخلاقية ووطنية مدوية خارطة لما يفترض أنها مناطق الشمال الشرقي السورية لا تتضمن عفرين .
ومع الاستهجان والاستنكار الشعبيين الكرديين الواسعين لهذه الخارطة العار  أضطرت تلك الادارة الى نشر بيان توضيحي ركيك معنى ومبنى يعج بالأخطاء الإملائية والنحوية ويسرد رواية تبريرية هي أقبح من الذنب عبر الاعتذار عن الخطأ بحسب البيان الذي هو في واقع الحال خطيئة ترقى لسوية الخيانة فان تصدر خريطة تسلخ عفرين وتبترها عن روج آفا (  كردستان سورية ) هو عزف موضوعي مباشر على وتر الاحتلال التركي للمدينة وصب للماء في طاحونة مشاريعه وخططه الاستيطانية الرامية الى تغيير الواقع القومي الديمغرافي للمدينة على ما نشاهد يوميا وبوتيرة متصاعدة .
لكن الابتذال لا يقف عند هذا الدرك والطامة الكبرى تكمن في التبرير المخجل لهذه السقطة الشنيعة عبر. القول أن الخريطة أخذت من شبكة معلومات الإنترنت عبر محرك البحث غوغل فيا له من تبرير متهافت أن تعتمد إدارة تصور نفسها كحكومة على خرائط انترنيتية منشورة كيفما اتفق ودونما أية معايير وضوابط ومراجعات وتدقيقات علمية وقانونية ما يكشف عمق هزال وتدني مستوى المؤسسات الإدارية القائمة في روج آفا ولا نقول شمال شرق سورية فهي سابقة في تاريخ أنظمة الحكم والإدارة أن تعتمد حكومة ما في صوغ واعتماد أدبياتها وخرائطها على الشبكة العنكبوتية ما يكشف عجزها عن مجرد تصميم خريطة وعموما فهذه الادارة أساسا ليست نتاج عملية انتخاب شعبي ديمقراطي ما يفسر  تعاظم سقطاتها المتراكمة وايغالها في التسلط والاعتباط والأحادية لغياب آليات مراقبة ومحاسبة وهياكل منتخبة تصدر قوانين وتشريعات ونظم نابعة عن الإرادة الشعبية ومعبرة عن التعدد المجتمعي .
هذا اذا صدقنا صحة رواية أن الخريطة نشرت وفق عملية قص ولصق على الإنترنت وان لم يكن وراء الأكمة ما ورائها لجهة تغييب قضية عفرين وإدخالها طي النسيان التدريجي وهذه الخريطة ربما كانت مع الأسف خطوة تمهيدية في هذا الطريق الانحطاطي .

شيرزاد اليزيدي

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك