واشنطن تلمح لنسخ «نموذج كردستان العراق» شرق سوريا

لمح المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري إلى احتمال تطبيق واشنطن «نموذج شمال العراق» في شمال شرقي سوريا.

وقال جيفري بعد اجتماع لدول «المجموعة الصغيرة»، مساء أول من أمس، إن أميركا لن تبقى في سوريا بشكل دائم «بل حتى تحقيق شروطها، وهي إلحاق الهزيمة بـ(داعش)، وانسحاب القوات الإيرانية من سوريا، وتنفيذ عملية سياسية لا رجعة عنها».

وتابع المبعوث الأميركي: «لدى الرئيس دونالد ترمب خيارات مختلفة بشأن انخراط قواتنا. تذكروا كيف كنا موجودين ليس في شمال العراق، بل فوقه خلال 13 عاماً ضمن إطار عملية المراقبة الشمالية»، في إشارة إلى الحظر الجوي الذي فرضته أميركا شمال العراق في منتصف التسعينات.

في المقابل، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «نرى تحركات من شأنها أن تؤدي إلى إنشاء كيانات موازية على أراضي سوريا». ومن دون أن يسمي الولايات المتحدة مباشرة، قال بيسكوف إن «تلك التصرفات لا تهدد سوريا، أو يمكن أن تؤدي إلى انتهاك وحدة أراضيها فحسب، بل تؤدي إلى زعزعة شاملة لاستقرار المنطقة كلها». على صعيد آخر، جرى اقتتال بين «هيئة تحرير الشام» التي تضم «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» في ريف إدلب التي تشهد هدنة بموجب اتفاق روسي – تركي.

وطالب المبعوث الأميركي لسوريا جيمس جيفري، روسيا بالقيام بجهود لعقد اللجنة الدستورية السورية في الرابع عشر من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وشدد على أهمية مساندة الدول في عملية الضغط على حكومة دمشق، ودعا إلى إنهاء عمليتي آستانة وسوتشي للتسوية السورية ما لم تستجب كل الأطراف لتشكيل اللجنة.

وأوضح جيفري في مؤتمر صحافي بمقر الخارجية الأميركية، مساء الاثنين، أن الولايات المتحدة تنتظر إفادة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أمام مجلس الأمن الدولي في الرابع عشر من ديسمبر؛ للتأكد ما إذا كانت العملية السياسية في سوريا تحت رعاية الأمم المتحدة تتقدم أم لا.
وبعد اجتماع ضم مجموعة من ممثلي ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، والسعودية، والأردن، ومصر في مقر الخارجية الأميركية، الاثنين، أوضح جيفري، أن الاجتماع استعرض تنفيذ عملية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة بما يحقق تسوية سلمية تتوافق مع قرار الأمم المتحدة 2254، وتدعم جهود دي ميستورا، والحفاظ على خفض التصعيد في إدلب، والوفاء بالموعد النهائي المقرر في 31 ديسمبر الحالي لتشكيل اللجنة الدستورية. وحذر جيفري، أنه ما لم يتم الضغط على دمشق فإن المبعوث الأممي الجديد لسوريا بين بيدرسن والمجتمع الدولي سيواجهون مأزقاً آخر، وسيضطر الجميع إلى إعادة النظر بشأن الوضع الخطير للغاية في سوريا.

وأضاف جيفري: إن الاجتماعات الأوروبية حول سوريا ناقشت موضوعين رئيسيين، الأول هو التهدئة ووقف إطلاق النار في إدلب، والآخر هو تشكيل اللجنة الدستورية. وقال: «كنا نأمل أن يتمكن الروس والأتراك من وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل أعضاء هذه اللجنة الدستورية؛ وهو هدف اجتماع آستانة الأخير، وقد أصدروا بياناً يؤكد على خفض التصعيد في إدلب، وأهمية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في إدلب، لكنهم لم يتخذوا أي إجراء مهم في تشكيل اللجنة الدستورية، وكل ما فعلوه هو إعادة التأكيد على الجهود لتشكيل اللجنة الدستورية دون أن يقولوا بحلول نهاية العام، وإنما قالوا في أقرب وقت ممكن».
وأشار جيفري إلى إحباط دي ميستورا من عدم إحراز تقدم في آستانة حول تشكيل اللجنة الدستورية. وقال في رده على أسئلة الصحافيين، إنه متأكد أنه إذا حصل دي ميستورا على ضوء أخضر من النظام السوري أو رعاة آستانة حول قائمة يمكن قبولها والتحقق من صحتها فإنه يمكن إعلان ذلك في 14 ديسمبر.
وحول إمكانية حدوث اختراق في العملية السياسية، قال جيفري: «لقد كنا نواجه طريقاً مسدودة منذ بدأت عمليتا سوتشي وآستانة في ديسمبر 2017، وبعد ست سنوات من الجمود ما رأيناه في الأشهر القليلة الماضية هي اجتماعات وزارية على مستوى المجموعة الصغيرة، ثم قمة إسطنبول حيث قالت روسيا لأول مرة إنها ستحاول إنجاز هذا الأمر بحلول نهاية العالم، وحتى هذه اللحظة يقولون إنه لا يوجد موعد نهائي، ولدي أمل أن يتحركوا بحلول الرابع عشر من ديسمبر مع ستيفان دي ميستورا».

وحول خطط واشنطن ما لم يتحقق ذلك، قال المبعوث الأميركي «سنعود إلى الأمم المتحدة».

ويذكر أنه تم التوصل إلى الاتفاق بشأن تشكيل اللجنة الدستورية السورية خلال مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي في يناير (كانون الثاني) الماضي، ومن المفترض أن يضم ممثلين من الحكومة السورية والمعارضة والمجتمع المدني، ويتم تشكيل اللجنة قبل نهاية العام الحالي.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك