دفعت الظروف المعيشية بالشعب السوري في المناطق التي تسيطر عليها تركيا بشمال سوريا إلى ابتكار طرقاً لتجاوز المعاناة المحيطة به، إذ كان ابتكاره سبيلاً آخر للتدفئة غير الوقود أحد أفضل الانجازات التي قام بها.
وفي مدينة جرابلس شرقي محافظة حلب، يستفيد الأهالي من بقايا ومخلفات الفستق الحلبي وذلك عبر تصنيعها بقوالب خاصة وتجفيفها لتصبح جاهزة للتدفئة.
ويقول ’’خلف المحلي‘‘، الذي يصنع بقايا مخلفات الفستق الحلبي للتدفئة ويبيعها بتكلفة قليلة، إن ’’بقايا الفستق الحلبي يتم جلبها من القشارات المخصصة لها دون تكلفة، حيث تكون جاهزة وتوضع في القوالب وبعد ضغطها يتم تجفيفها لتصبح جاهزة للتدفئة أو للطبخ‘‘.
وعن طريقة تصنيعها أوضح المحلي بأنه يمكن لأي إنسان فعل ذلك إلا عبر القالب المخصص لها، وتكلفتها تكمن في عمل العمال والنقل ليصل سعرها لما يقارب 25 ليرة سوري للكيلو غرام الواحد، مضيفاً أن القالب يتم صنعه يدوياً باستخدام علبة من الحديد تصنع بشكل معين وبهذا يمكن وضع المخلفات فيها وضغطها لتصبح جاهزة بعد التجفيف، حسب وصفه.
بدوره، قال ’’عبدالله السعود‘‘ إنه يشتري هذه المادة ممن امتهنوا هذه المهنة بسعر منخفض قد يصل لـ20 ليرة سوري وبفارق كبير عن سعر مادة المازوت، لافتاً إلى أن الأمر يحتاج لما يقارب طن ونصف للتدفئة في الشتاء أي ما يقارب 30 ألف ليرة سوري، فيما قد يحتاج لما يقارب 500 لتر من المازوت للتدفئة الشتوية بتكلفة تصل لـ90 ألف ليرة سوري بالمقابل.
وأشار السعود إلى أن المادة أثبتت فاعلية ليس فقط في التدفئة إنما في استخدامات الطبخ أيضاً، مقارناً هذه المادة بمادة البيرين ’’مخلفات الزيتون‘‘ التي انتشرت في سوريا بشكل كبير والتي تصنع بنفس الطريقة.
من جهته، ذكر النازح ’’معاذ أبو نضال‘‘، أنه يقطن في أحد مخيمات جرابلس وحينما سمع بفاعلية مخلفات الفستق الحلبي في التدفئة قام وبجهد شخصي بجلب مخلفات الفستق دون مقابل من القشارات وتصنيعها في منزله ويجففها للاستعمال الشتوي وللطبخ أيضاً.
ولفت أبو نضال إلى أن هذا العمل قد ساعدهم كثيراً لتوفير مبالغ إضافية في الشتاء وذلك لقلة فرص العمل ونظراً للبرد القارس الذي يضرب المخيمات، فيما لابد من تأمين مستلزمات التدفئة في الخيمة التي لا تقي برد الشتاء، حسب تعبيره.
يشار إلى أن نسبة الأراضي المزروعة بالفستق الحلبي في ريف حلب الشرقي كبيرة جداً وتصل إلى 75 %، وهذا ما يؤدي لتوفر هذه المادة بشكل جيد.