كشفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، أنّ وزارة الدفاع البنتاغون أرسلت 400 عنصر من قوات المارينز لدعم قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا.
وتعد هذه هي المهمة الأولى من نوعها للمارينز في سوريا منذ بدء الأزمة السورية، وستساعد هذه القوات قسد في تشغيل المدفعية في معاركها بحسب الصحيفة.
وتوقفت الإدارة الأميركية بحسب الصحيفة عن الكشف عن معلومات مهمة حول حجم وطبيعة الالتزام الأميركي في سوريا والعراق بما في ذلك عدد القوات المنتشرة في كلا البلدين على الرغم من توسع مهام الجيش الأميركي هناك.
وقال المتحدث باسم “البنتاغون” إريك باهون، إنّ التحالف لن يعلن التحالف بشكل روتيني أو يؤكد أيّ معلومات متعلقة بالقدرات أو عدد القوات أو المواقع أو حركة القوات داخل أو خارج العراق وسوريا”، بهدف الحفاظ على عنصر المفاجأة التكتيكي، ولضمان الأمن التشغيلي وحماية القوات.
هذا وقال رياض درار، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية وهو المظلة السياسية ل قسد أنّ “ما تقوم به واشنطن في الشمال السوري، يأتي ضمن استراتيجية طويلة الأمد”.
وقال درار في اتصال هاتفي مع العربية.نت إنّ “الأماكن المقترحة لتشييد أبراج المراقبة الأميركية، هي المناطق القريبة من الحدود مع تركيا، وتشمل عامودا والدرباسية ورأس العين، ومناطق أخرى على طول الحدود الشمالية لسوريا”.
وأضاف “لا توجد شروط مسبقة لواشنطن حول تشييد هذه الأبراج، نتيجة وجود اتفاقيات مسبقة بينها وبين قوات سوريا الديمقراطية، وبالتالي، محاربة تنظيم داعش هو هدفنا الأول، وعلى أميركا أن تحمي هذه المنطقة”.
وتابع “هناك تطور في الرؤية الأميركية، يمكن أن يصل حدّ حماية مناطق تواجدنا بالكامل، بالإضافة إلى الدفع الدبلوماسي لمجلس سوريا الديمقراطية، ليشارك في المحادثات الجارية في الحلّ السوري أينما كانت”.
كما أشار درار إلى أنّ “تركيا لن ترضى بما يحصل، لكن واشنطن لن تقبل بتدخلها في مناطق تواجدها في تلك الأماكن”.
وأكدت القيادية الكردية البارزة، إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية “تشييد أبراج المراقبة، يأتي لخلق حالة من الهدوء ومنع أي تصادم بين قواتنا والجيش التركي أو الفصائل المدعومة منها”.
وكان وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس اعلن الأربعاء أنّ الجيش الأميركي سيقيم نقاط مراقبة على امتداد الحدود الشمالية لسوريا لتجنب التوتر بين تركيا وأكراد سوريا حلفاء التحالف الدولي المُناهض للجهاديين.
وأوضح لصحفيين في البنتاغون أنّ تلك المواقع لن تتطلب إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى هناك. وتقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنّ لديها نحو 2000 جندي في سوريا.
وقال ماتيس “نحن نشيّد أبراج مراقبة في مناطق عدّة على طول الحدود السورية، الحدود الشمالية لسوريا”.
وأكد أنّ الهدف هو التأكد من أنّ قوات سوريا الديموقراطية — تحالف فصائل كردية وعربية يدعمه التحالف — “لن تنسحب من المعركة” ضد تنظيم الدولة الإسلامية و”لنتمكن من سحق ما تبقى من جغرافية (أرض) الخلافة”، في إشارة إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف ماتيس أنّ مراكز المراقبة هذه “ستكون مواقع ظاهرة بوضوح ليلا ونهارا ليعرف الأتراك أين هي بالضبط”، لافتا إلى أنّ هذا القرار اتخذ “بالتعاون الوثيق مع تركيا”.
وكانت قوات سوريا الديموقراطية أعلنت في نوفمبر استئناف عملياتها العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شرق البلاد بعد عشرة أيام على تعليقها رداً على القصف التركي لمناطق سيطرة الأكراد شمالاً.
وأربك العنف الولايات المتحدة الشريكة الأساسية لقوات سوريا الديموقراطية.
ومنذ نهاية أكتوبر، طغى التوتر على الأجواء في شمال سوريا مع بدء القوات التركية استهداف مناطق سيطرة شمال سوريا وتهديد أنقرة بشن هجوم واسع ضدها.
وسعى التحالف الدولي طوال تلك الفترة إلى خفض التوتر عبر التواصل مع كل من قوات سوريا الديموقراطية وأنقرة.
وتهدف مواقع المراقبة إلى ضمان تركيز تركيا وقوات سوريا الديمقراطية على القضاء على آخر معاقل الدولة الإسلامية.
وقال ماتيس “ننشئ مواقع المراقبة في عدد من النقاط على امتداد حدود سوريا الشمالية، لأننا نريد أن نكون الطرف الذي ينبه الأتراك ويحذرهم إذا رأينا شيئا قادما من خارج إحدى مناطق عملياتنا”.
وما زال تنظيم الدولة الإسلامية يحافظ على وجوده في شرق سوريا داخل جيب شرقي نهر الفرات قرب الحدود مع العراق.
وتأمل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إنهاء الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية في شرق سوريا في غضون شهور، لكن دبلوماسيا أميركيا كبيرا قال إنّ القوات الأميركية ستبقى هناك لضمان عدم ظهور هذا التنظيم مرة أخرى.