أكد مجلس سورية الديموقراطي (مسد) أنّ الولايات المتحدة والتحالف الدولي يشددون على أن لا حل سياسياً في سورية من دون إشراك مناطق شرق الفرات، وكشفت الرئيسة المشتركة للمجلس أمينة عمر في مقابلة مع «الحياة» أنّ جهوداً تتواصل من أجل إشراك هذه المناطق في اللجنة الدستورية وعملية التفاوض. ولم تستبعد أن يعمل الروس من أجل تقريب وجهات بين تركيا والنظام لعودة سيطرته على مناطقنا.
وأضافت أمينة عمر: «لكن حتى الآن لا يوجد اتفاق حقيقي على شكل اللجنة الدستورية، وماهية هذه اللجنة، كما أنّ شكل عملية التفاوض قد تتغير مع استقالة الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا وتعيين غير بيدرسون». وأكدت أنّ «الولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي تقوده، يشددون على أنّه لا عملية سياسية حقيقية ولا حل تفاوضياً من دون إشراك مناطقنا في شمال سورية وشرقها، لأنّنا قوة حقيقة موجودة على الأرض تسيطر على قرابة 35 في المئة من الجغرافية السورية بعد الدفاع عنها وتحريرها من الإرهاب بتقديم آلاف الشهداء».
وتعليقاً على الاشتباكات الأخيرة على الحدود في منطقة ما بين الرافدين (نهري الفرات ودجلة) ومنبج، قالت عمر إنّ «تركيا تعادي المشروع الديموقراطي الذي يتطور في مناطقنا يوماً بعد يوم بعد تحريرها من تنظيم داعش، وهي تهدف إلى ضرب مكتسبات شعوب المنطقة وتعايشها في ظل حكم ديموقراطي يضمن حقوق جميع المكونات»، متهمة أنقرة بالسعي إلى «زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة».
وأوضحت أنّ «مسد فضل استئناف المعركة ضد داعش عبر ذراعنا العسكري (قسد)، لأنه وقف المعارك من شأنه تمدد داعش، ونحن مصرون على القضاء على التنظيم في كل شرق الفرات»، مشيرة إلى أنّ «المخاوف مازالت قائمة من العملية العسكرية ما دام الجيش التركي منتشراً على الحدود على رغم تسيير الدوريات المشتركة بين قسد والتحالف بقيادة واشنطن من كوباني وتل أبيض إلى الدرباسية في محاولة منا لمنع التصادم». وقالت عمر إنّ «تركيا لا تريد محاربة داعش بل المحافظة عليها لأنّها تغطي مشاريعها العدوانية». وأكدت أنّ «التحالف والولايات المتحدة ومسد يريدون حل هذه المسألة مع تركيا عبر الحوار»، مستدركة «ولكننا نطالب بموقف أكثر صرامة حتى لا تتذرع تركيا بحجج لشن هجمات على مناطقنا». وزادت: «نريد مساعدة التحالف في تحويل المنطقة الحدودية إلى منطقة آمنة لتجنب الهجمات المستقبلية من طرف تركيا».
ورأت عمر أنّ «أطرافاً كثيرة تستفيد من هجمات تركيا على القرى الحدودية شمال سورية وشرقها ومنها الروس والنظام وإيران، فالروس أعلنوا أنّ مناطق شرق الفرات تشكل تهديداً وخطراً على وحدة الأراضي السورية، والنظام من جانبه قال أكثر من مرة إنّ وجهته المقبلة شرق الفرات، وإنّه يجب أن تعود هذه المناطق إلى حاضنته، وإيران تتمركز في مناطق محاذية لنا في دير الزور والبوكمال». وخلصت عمر إلى أنّ «الهجمات التركية تشكل ضغطاً علينا لنصبح في موقف ضعيف يخدم هذه الأطراف الثلاثة». ولم تستبعد أن «تسعى موسكو إلى تقريب وجهات نظر النظام والأتراك من أجل تسهيل سيطرة النظام على مناطق شرق الفرات، لأنّها تعمل بشتى الطرق من أجل عودة النظام للسيطرة على مناطقنا».
وحذرت عمر من أنّ النظام والأتراك يمكن أن يسعيا إلى إثارة الفتن والبلبلة في شرق الفرات عبر تنسيق مواقفها وحملاتهما الإعلامية، وأشارت إلى أنّ اغتيال الشيخ بشير الهويدي في مدينة الرقة (شمال شرقي سورية) خسارة كبير، وجاء بالتزامن مع استهداف تركيا مناطقنا. وقالت إنّ «الأتراك والنظام سعيا إلى استغلال هذه الحادثة من أجل ضرب المكونات، لكن وعي عائلة الفيد والعشائر في المنطقة أفشلت المخططات». وشددت على أنّ «الإدارة المدنية تواصل التحريات والتحقيقات حول ملابسات اغتيال الشيخ الهويدي، وهي مصممة على كشف من يقف وراء هذه العمليةعلى رغم أنّ داعش أعلن مسؤوليته عن الاغتيال».