لا تعرف الأمم المتحدة ولا المنظّمات الإنسانية عن مخيم شمرين في ريف حلب شيئاً، ولا عما يعج به من قصص الجوع والخوف.
ثلاثة آلاف نازح يعيشون في هذا المخيّم، بينهم 700 طفل كبروا ونشأوا فيه منذ أربعة أعوام ولم يعرفوا من الحياة إلا الطين والوحل شتاءاً والحر والعطش صيفاً، لا يدركون أنّ هناك عالماً آخر بلا مخيمات.
لا يتجاوز عمر أسماء أربع سنوات، تقول والحزن بادٍ عليها: «لا نملك جاكيت أو ملابس شتوية، نخاف أن نموت من البرد كما يحدث في كل عام»، وتتساءل في طفولة بريئة: «هل ستأتون لنا بخيمة جديدة أو ملابس جديدة، أبي كل عام يعدنا بخيمة جديدة ولا يستطيع، لا نريد أكثر من خيمة وملابس تحمينا من برد الشتاء».
تجاهل وشكوى
يعتبر مخيم شمرين من أسوأ مخيمات الشمال السوري أوضاعاً، منذ البداية لم يدخل المخيّم المنكوب خارطة المساعدات الإنسانية، ولا حسابات الجمعيات الخيرية، يشكوا سكانه عوز كل شيء، من الخيم ومن الحماية وتأمين أدنى مقومات الحياة، لقد كانت بعض الفصائل العسكرية المجاورة للمخيم، تتقاسم المواد الغذائية مع سكانه في السابق، أمّا وقد غادرت أماكنها فلم يعد من أحد يقدّم شيئاً للمنكوبين.
تنتشر بعض الأسواق الخاصة في المخيّم، يتوفر فيها كل شئ، لكن لمن يملك المال فقط، يقوم شباب المخيم بالعمل خارجه في مدينة الباب أو اعزاز، ومن ثم يعودون إلى أهلهم في المخيم مساء من أجل أن يقدموا لهم القوت اليومي.
مأساة نازحين
يشكو أبو أنس أحد العاملين في المخيم، من قلة المساعدات بل وانعدامها، يروي كيف كان الهلال الأحمر التركي يقدم بعض المساعدات على قلتها في السابق، لكنها توقفت منذ عامين، ولم يعد السكان قادرين على الحياة. ويضيف أنّ الكارثة الكبرى في المخيم مع مجئ فصل الشتاء، ففي معظم الأحيان تجرف الأمطار هذه المخيمات ويلجأ النازحون إلى الشوارع وإلى المنازل في القرى المجاورة التي لا تتمكن من استقبال الجميع.
لقد توفي طفلان العام الماضي حين هطلت الأمطار على المخيم وأغرقته واقتلعت الخيام، ومع ذلك لم يجد سكانه من يقدّم لهم شيئاً، كما يقول أبو أنس. يعيش أطفال المخيّم أوضاعاً مأساوية ولسان حالهم يقول: «أنقذونا نريد أن نعيش كما يعيش الأطفال الآخرون، نريد شتاء بلا عذاب ونريد خيمة قوية وملابس تحمينا».. هذه هي كل أحلام الأطفال في مخيم شمرين.