تصاعد حوادث الخطف في سوريا: مسيحيون وعلويون بين ضحايا الانفلات الأمني

تصاعد حوادث الخطف في سوريا: مسيحيون وعلويون بين ضحايا الانفلات الأمني

تشهد عدة مناطق سورية، من ريف حمص إلى اللاذقية ودمشق، تصاعداً ملحوظاً في حوادث الخطف التي تستهدف المدنيين من مختلف الطوائف، في ظل تفاقم حالة الفوضى الأمنية وغياب دور الأجهزة المختصة في ملاحقة العصابات المنظمة.

ريف حمص – اختطف السيد منيب سمير الأصيل، وهو رجل مسيحي من قرية قطينة جنوب غربي مدينة حمص، صباح الجمعة 18 تشرين الأول/أكتوبر، أثناء تواجده أمام محلاته التجارية. وذكرت مصادر محلية أن الخاطفين سرقوا منه مبلغاً مالياً كبيراً يُقدر بـ56 مليون ليرة سورية، ثم تواصلوا مع عائلته وطالبوا بفدية مالية مرتفعة جداً مقابل الإفراج عنه.

نجل المخطوف، سمير الأصيل، نشر مقطع فيديو على صفحته الشخصية دعا فيه السلطات إلى التحرك العاجل للقبض على الجناة، معبّراً عن استيائه من «عدم جدية الجهات الأمنية في التعامل مع القضية»، وأكد أن العائلة عاجزة عن دفع الفدية المطلوبة. وفي لحظة انفعال، هدّد بقطع الطريق الواصل بين قرية قطينة والقرى المجاورة إذا لم يتم إطلاق سراح والده.

في مدينة اللاذقية، أظهرت تسجيلات من كاميرات المراقبة قيام مجموعة مسلحة، ترتدي زيّ ميليشيا «الأمن العام» التابعة للنظام، باختطاف المواطن صلاح أصلان (70 عاماً) من أمام منزله في حي الأوقاف. وينحدر أصلان من مدينة القرداحة وينتمي للطائفة العلوية. حتى الآن، لم تُعرف الجهة التي تقف وراء عملية الخطف أو مكان احتجازه.

أما في دمشق، فقد فُقد المواطن علاء محمود مفلح مساء الثلاثاء 21 تشرين الأول/أكتوبر، أثناء عمله في توصيل الطلبات (دليفري) على دراجته النارية في منطقة عين ترما شرق العاصمة. وكان آخر اتصال أجراه مع زوجته من تلك المنطقة قبل انقطاع الاتصال به. مفلح من قرية اللقبة بريف مصياف وينتمي للطائفة العلوية، وما زال مصيره مجهولاً.

وفي حادثة أخرى بريف حمص الغربي، نجا طبيبان من محاولة اختطاف في بلدة الحواش بمنطقة وادي النصارى (المعروفة أيضاً بوادي المسيحيين). فقد أطلق الخاطفون النار على كل من الدكتور وائل العابد والدكتور طلال الشمالي بعد فشلهم في اختطافهما، فيما أفادت المصادر الطبية بأن حالتهما مستقرة.

تأتي هذه الحوادث المتزامنة لتؤكد استمرار حالة الانفلات الأمني في مناطق سيطرة النظام، حيث تتكرر عمليات الخطف والابتزاز المالي بحق المدنيين، وسط غياب شبه تام للمساءلة أو الإجراءات الرادعة ضد العصابات المسلحة التي تمارس نشاطها تحت غطاء أو بتواطؤ من جهات نافذة.