سرقة الزيتون في ريف عفرين: استمرار الانتهاكات ضد السكان الكرد بدعم الفصائل المسلحة

منظمة مراقبة الانتهاكات في عفرين

عفرين – 20 تشرين الأول/أكتوبر 2025

تمكّن أهالي قرية قورنة (Qurnê) التابعة لناحية بلبل بريف عفرين، مساء الاثنين، من إلقاء القبض على لصّين أثناء محاولتهما سرقة محصول الزيتون العائد لأهالي القرية، في حادثة تعكس استمرار ظاهرة السرقات والانتهاكات التي يعاني منها السكان الكرد في المنطقة منذ سنوات.

ووفقاً لمصادر محلية، فإن أحد اللصّين هو نجل قيادي في فصيل “السلطان مراد – لواء العزّة” التابع لما يُعرف بـ“الجيش الوطني السوري”، والذي اندمج مؤخراً ضمن تشكيل “الجيش السوري الجديد”، ويُعرف القيادي باسم “أبو معتز”.

وأشار الأهالي إلى أنهم تمكنوا من ضبط اللصّين بالجرم المشهود أثناء قيامهما بتحميل أكياس الزيتون من إحدى الحقول، قبل أن يتم تسليمهما إلى إدارة الأمن العام في ناحية بلبل. وطالب سكان القرية الجهات المعنية باتخاذ إجراءات صارمة وحازمة لوضع حدّ لهذه الممارسات التي تتكرر مع بداية كل موسم لجني الزيتون، والتي تحولت إلى مصدر دائم للتوتر والخوف لدى الأهالي.

وتشير شهادات متقاطعة من عدة قرى في نواحي بلبل، شيراوا وراجو إلى أن ظاهرة سرقة الزيتون وابتزاز المزارعين تتواصل بشكل ممنهج من قبل مجموعات تنتمي إلى فصائل مسلحة موالية لأنقرة، في ظل غياب المساءلة أو اتخاذ أي تدابير حقيقية لحماية الأهالي. كما تحدثت مصادر حقوقية عن فرض “إتاوات” على المزارعين مقابل السماح لهم بجني محاصيلهم أو نقلها إلى المعاصر.

ويصف ناشطون محليون هذه الممارسات بأنها جزء من سياسة أوسع تهدف إلى الضغط الاقتصادي والديمغرافي على السكان الكرد، عبر مصادرة ممتلكاتهم، والاستيلاء على أراضيهم، واستقدام مستوطنين من مناطق أخرى لإسكانهم فيها، بدعم مباشر من الفصائل الموالية لتركيا.

وتأتي حادثة قرية قورنة في سياق سلسلة من الانتهاكات المتواصلة منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على منطقة عفرين في آذار/مارس 2018، حيث وثّقت مئات حالات السرقة، النهب، الاعتقال التعسفي، والاستيلاء على الممتلكات.

ويرى مراقبون أن استمرار هذه الانتهاكات دون محاسبة يشكل دليلاً إضافياً على هشاشة الوضع الأمني في المنطقة، ويفاقم من معاناة الأهالي الذين يطالبون منذ سنوات بإعادة حقوقهم وممتلكاتهم وضمان عودتهم إلى حياة طبيعية آمنة.