تصاعد حوادث القتل والخطف في مناطق الساحل وحمص خلال 48 ساعة
تشهد مناطق الساحل السوري ومدينة حمص منذ أيام تصاعدًا مقلقًا في حوادث القتل والخطف التي طالت مدنيين من مختلف الفئات، وسط حالة من الفوضى الأمنية وغياب واضح لأي إجراءات من قبل سلطات النظام للحد من هذه الجرائم أو محاسبة مرتكبيها.
خلال أقل من 24 ساعة، سُجّلت عدة جرائم قتل وخطف متفرقة، كان ضحاياها مدنيين، من بينهم نساء وأطفال، ما يعكس تدهورًا متسارعًا في الوضع الأمني داخل مناطق يفترض أنها تحت سيطرة النظام السوري.
الضحايا المدنيون في حمص
أكدت مصادر محلية في مدينة حمص استشهاد كل من المعلمة ليال دمر غريب، وهي متزوجة وأم لأربعة أطفال، إضافة إلى علي بسام زيود وسومر حديد، وذلك في ظروف وصفتها المصادر بالطائفية، حيث تشير الدلائل إلى أن الضحايا تم استهدافهم على خلفيات مذهبية.
وأثارت هذه الجرائم حالة من الصدمة والغضب بين الأهالي، خاصة أن الضحايا من العاملين في القطاعات المدنية والتعليمية، ولا علاقة لهم بأي نشاط سياسي أو عسكري.
اختطاف طفل في اللاذقية
وفي حادثة أخرى أثارت الرأي العام المحلي، اختطفت مجموعة مسلحة تنتمي لما يعرف بميليشيات الأمن العام صباح يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر الطفل محمد قيس حيدر، وهو طالب في الصف الثامن، من أمام مدرسته جمال داوود في حي المشروع العاشر بمدينة اللاذقية.
وأكد شهود عيان أن الخاطفين كانوا يستقلون سيارة من نوع سانتافيه فضية اللون، وأن الحادثة جرت في وضح النهار أمام المارة.
الطفل هو نجل الدكتور الجامعي قيس حيدر، وتشير المعلومات إلى أن عمليات الخطف بحق المدنيين، ولا سيما من الطائفة العلوية، تزايدت مؤخرًا في اللاذقية ومحيطها، دون أي رد فعل رسمي أو متابعة قضائية.
اختطاف في حماة وانتهاء المأساة بجريمة قتل
في مدينة حماة، اختُطف المواطن نضال أحمد سلوم صباح يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، قبل أن يُعثر على جثمانه بعد يومين من اختطافه.
وينحدر الضحية من ريف مصياف في محافظة حماة. وأشارت تقارير محلية إلى أن جريمة قتله جاءت بعد فشل المفاوضات مع الخاطفين الذين كانوا قد طلبوا فدية مالية.
هذه الحادثة تأتي ضمن سلسلة من عمليات الخطف التي تستهدف المدنيين في وضح النهار، ما يعكس تغول المجموعات المسلحة وغياب أي ردع قانوني.
اختطاف مواطن في حمص
وفي حي العباسية بمدينة حمص، داهمت مجموعة مسلحة يُعتقد أنها تابعة لميليشيات الأمن العام منزل المواطن علي محمد مدح مساء يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر، وقامت باختطافه بعد الاعتداء على أفراد عائلته وسرقة الأموال والمقتنيات الموجودة في المنزل.
المصادر الأهلية أفادت بأن الخاطفين طالبوا بفدية مالية بلغت 600 مليون ليرة سورية مقابل الإفراج عنه.
اختطاف شاب في ريف اللاذقية
كما شهدت منطقة رأس البسيط في ريف اللاذقية مساء اليوم نفسه حادثة اختطاف جديدة، حيث فُقد الشاب نبيل علي محمود (32 عامًا) بعد مغادرته مقر اتحاد العمال في المنطقة، وانقطعت أخباره منذ ذلك الحين.
تشير هذه الأحداث المتلاحقة إلى تدهور خطير في الوضع الأمني داخل مناطق تخضع نظريًا لسيطرة النظام السوري، حيث تنتشر مجموعات مسلحة تعمل خارج أي إطار قانوني، مستغلة ضعف المؤسسات الأمنية والقضائية.
ويؤكد ناشطون ومراقبون أن هذه الجرائم تحمل أبعادًا خطيرة تهدد السلم الأهلي، خاصة مع تزايد مؤشرات الاستهداف على أساس طائفي ومناطقي، في ظل صمت رسمي مطبق وتخوف شعبي واسع من تفاقم الفوضى والانفلات الأمني في المحافظات الغربية من البلاد.