شهدت مدينة عفرين وريفها مساء الخميس، 20 مارس، سلسلة من التجاوزات والممارسات القمعية ضد المحتفلين الكرد خلال احتفالاتهم بإيقاد شعلة النوروز، العيد القومي الذي يرمز إلى رأس السنة الكردية حيث برزت مشاهد من التضييق والاعتداءات التي استهدفت المحتفلين في عدة مواقع.
في شارع معراته/موراته بمدينة عفرين، أقدمت مجموعة تابعة للمدعو “أبو يوسف الشرقية”، أحد قادة ميليشيا “أحرار الشرقية”، على إرسال عدد من الشبان والمراهقين من المستوطنين لاستهداف المحتفلين، حيث قاموا برشق الحجارة على السيارات التي ترفع علم كردستان، بالإضافة إلى تمزيق الأعلام الكردية. ولم تتوقف الاعتداءات عند هذا الحد، بل شملت الشتائم والعبارات العنصرية، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين.
على حاجز قرية كوكانه في ناحية معبطلي، أقدم عناصر الحاجز المشترك المكوّن من الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية والأمن السياسي على اعتقال ثلاثة شبان كرد أثناء مرورهم عبر الحاجز، بذريعة رفعهم العلم الكردي احتفالًا بعيد النوروز.
وفي قرية عبلا التابعة لناحية بلبل، حاول أهالي القرية إيقاد شعلة النوروز في ساحة القرية، إلا أن متزعمًا في فصيل “فرقة السلطان مراد”، المسؤول عن القرية، منع الأهالي من إشعال النار، في خطوة استفزازية. تصاعد التوتر عندما تدخل الفنان الشعبي “إسماعيل ولو”، أحد أبناء القرية، وتهجم على المسؤول بعد محاولاته المتكررة لمنع الاحتفال، مما أدى إلى وقوع اشتباك بين الطرفين.
تأتي هذه الممارسات وسط حالة من الغضب والرفض الشعبي، حيث يصر أبناء المنطقة على إحياء عيدهم القومي رغم كل المضايقات. وتُعد هذه التجاوزات استمرارًا لسياسات التضييق على المظاهر الثقافية الكردية في عفرين منذ سيطرة الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا على المنطقة.