نفذت فصائل تتبع لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا حملة اعتقالات واسعة في ريف عفرين، استهدفت عدة قرى في منطقة شيراوا. وشملت الحملة القرى التالية: قرية باشمرة (Başemrê)، قرية زوق الكبير (Gundêmezin)، كالوتة (Kilotê)، مياسة (Meyasê)، زنعريتة (Zeneeritê)، عقيبة (Aqîbê)، الزيارة (Zaretê).
أفادت المصادر بأن الفرقة التاسعة التابعة للفيلق الأول في “الجيش الوطني السوري” لعبت دوراً رئيسياً في تنفيذ هذه الاعتقالات، حيث تم احتجاز أكثر من 50 شاباً من هذه القرى، وتم تحويلهم إلى الشرطة العسكرية. بعض المعتقلين أُرسلوا إلى سجن الراعي، في حين تم نقل آخرين إلى سجن معراتة العسكري.
كشفت المصادر عن إطلاق سراح عدد من المعتقلين مقابل دفع مبالغ مالية تراوحت بين 200 و1300 دولار أمريكي، مما أثار اتهامات بوجود عمليات ابتزاز ممنهجة. وشملت الحملة أيضاً اعتقال 7 نساء وطفل يبلغ من العمر 5 سنوات، تم الإفراج عنهم بعد احتجاز دام 15 يوماً.
لا يزال العديد من المعتقلين في السجون، حيث تُمنع عائلاتهم من زيارتهم أو معرفة تفاصيل عن أوضاعهم، مما أدى إلى تصاعد حالة القلق بين السكان المحليين.
تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الانتهاكات التي يعاني منها سكان منطقة عفرين، وسط مطالبات حقوقية وشعبية بمحاسبة المسؤولين عن هذه التجاوزات، والإفراج عن كافة المعتقلين دون قيد أو شرط.
وبات السائد في هذه المنطقة عمليات نهب منظّمة يومية، وعمليات الاستيلاء على منازل وممتلكات الناس ومواسم الزيتون، وقطع الأشجار وغيرها إضافة للاعتقالات التعسفية اليومية، وخطف الناس كرهائن مقابل فدية مالية، والتضييق على السكان.
إطلاق فوضى العسكر وعشرات المجموعات الإرهابية، هي سياسة تركية متعمّدة؛ لكنّها تتم بأيدي “الجماعات السورية المسلحة” تحت اسم “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السورية المؤقتة/ الائتلاف، فكل ذلك يجري تحت أعين القوات التركية ومشاركتها.
ويؤكد فريق مركز التوثيق أنّه على تواصل مع عوائل ومقربين من المعتقلين، وأنّ جميع الاعتقالات التي تنفذ في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام شمال غرب أو شرق سوريا لا تستند إلى مذكرات قضائية من المدعي العام، ومعظم عمليات الاعتقال تتم بطريقة غير قانونية، وبشكل تعسفي. وأنّ هذه الاعتقالات تحتوي على سلسلة من الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، وغالب المعتقلين لا يمكن التواصل معهم بعد احتجازهم أو معرفة مصيرهم.
ومنذ الاحتلال التركي والتوغل التركي في سوريا، تم رصد مقتل وإصابة 10460 شخصاً / القتلى 2139 شخصاً / فيما وصل عدد المعتقلين إلى 9600 شخصاً منذ بداية التوغل التركي في شمال سوريا، أفرج عن قرابة 8200 منهم، فيما لا يزال مصير البقية مجهولا. ووصل عدد الذين قتلوا تحت التعذيب في السجون إلى 184 شخصاً.
تسلط هذه التطورات الضوء على التحديات المستمرة التي تواجه سكان عفرين، في ظل غياب الضمانات الأساسية لحقوق الإنسان.