تشهد منطقة عفرين استمراراً في جرائم قطع الأشجار، حيث تواصل ميليشيا “الجيش الوطني”، وخصوصاً مجموعة “سليمان شاه العمشات والحمزات”، اقتلاع أشجار الزيتون والأشجار المثمرة في مختلف القرى. آخر التقارير الواردة من قرية كُرزيل تُظهر قيام مسلحي العمشات بقطع أكثر من مئتي شجرة زيتون تعود ملكيتها لثلاثة فلاحين كرد، في تصرف لا يهدد فقط مصدر رزق هؤلاء المزارعين، بل البيئة ككل.
الأشجار تُقطع من جذورها
فيديو متداول من أحد الحقول في قرية كُرزيل يوثق حجم الجريمة، حيث تم قطع الأشجار من أسفل جذوعها، ما يعني تدميرها بالكامل واستحالة استعادتها في المستقبل القريب. هذه الأشجار، التي تحتاج لسنوات طويلة لتنمو وتصبح منتجة، كانت تمثل مصدر دخل أساسياً للفلاحين وأسرهم.
جريمة بحق الطبيعة والإنسان
قطع الأشجار بهذه الطريقة العشوائية يعد جريمة بيئية لها تبعات كارثية، حيث يؤثر على التوازن البيئي ويزيد من مخاطر التصحر، إلى جانب فقدان الغطاء النباتي الضروري لمكافحة تغير المناخ. علاوة على ذلك، فإن تدمير أشجار الزيتون، التي تعتبر رمزاً للسلام وركيزة أساسية للاقتصاد المحلي، يُعد تعدياً صارخاً على حقوق السكان الذين يعتمدون عليها كمورد رزق رئيسي.
الفلاحون المتضررون من هذه الانتهاكات، الذين فقدوا محاصيلهم ومصدر دخلهم الوحيد، يعيشون اليوم في حالة من العجز أمام هذا الإجرام المتواصل. مطالباتهم بوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها لم تلقَ أي استجابة من الجهات المعنية.
كارثة تستدعي تدخلاً عاجلا
استمرار عمليات قطع الأشجار في عفرين يشكل تهديداً كبيراً للأمن البيئي والاقتصادي في المنطقة، ما يستوجب تدخلاً فورياً من قبل المجتمع الدولي والجهات المعنية لحماية حقوق السكان والحفاظ على البيئة التي أصبحت ضحية لهذه السياسات الإجرامية.