'الحجر لم ينج أيضا'.. معابد ومزارات دمرتها تركيا في عفرين

معابد مهدمة وتراث مفقود.. جانب آخر من آثار الهجوم التركي على شمال سورية تتكشف أبعاده يوما بعد يوم.
وكانت تركيا قد شنت عملية عسكرية في كانون الثاني/يناير سيطرت خلالها على مدينة عفرين ذات الأغلبية الكردية، بمساندة فصائل سورية.
وعبر مواقع التواصل، سلط عدد من الناشطين الأكراد في عفرين الضوء على الأضرار التي تعرضت لها المواقع التاريخية والأثرية في تلك المنطقة.
وقال المختص بالشأن الكردي فخري عبدو لـ”موقع الحرة” إنه جمع معلومات عن المواقع الأثرية التي هدمت في شمال سورية.
وأضاف عبدو أنه يتعذر تصوير المواقع والآثار المهدمة، بسبب منع القوات التركية وحلفائها من الفصائل السورية المعارضة دخول أي آلات تصوير إلى المنطقة، إلا أن معلوماتهم مبنية على شهود عيان.
وتضمنت قائمة المواقع المهدمة التي أعلن عنها الناشطون: معبد عين دارا، موقع براد الأثري، آثار منطقة خرابي رهزا، كنيسة علبسكي، آثار موقع النبي هوري/سيروس، مزارات دينية على امتداد عفرين، قبور وأضرحة لبعض الرموز الكردية.
وانتشرت عبر الشبكات الاجتماعية فيديوهات لتدمير بعض المزارات الكردية على يد الجماعات السورية المسلحة، مثل مزار “نوري ديرسمي” في مسجد “زيارة حنان” قرب قرية كفرجنة بعفرين.
“بمشاركة الفصائل السورية”
تواصل “موقع الحرة” مع “مراقب التراث الثقافي ASOR” بجامعة بوسطن الأميركية، للتقصي من حال المواقع الأثرية في شمال سورية.
وقالت أمينة غابريال، مديرة الرصد بالمركز، إن هناك العديد من المواقع الأثرية التي دمرت ونهبت على يد الجماعات السورية المسلحة الموالية لتركيا.
وأشار المركز إلى تدمير وإلحاق أضرار بالعديد من المواقع الأثرية على يد الجيش التركي، خلال الشهور الخمسة الماضية، مثل موقع تكلا الأثري بمنطقة جبل سمعان شمالي سورية.
وتحدث المركز عن عسكرة دير سمعان الأثري الذي يعود إلى عام 490 وقد تضرر جراء الإنشاءات التي أجرتها القوات التركية بداخله.
ورصد مراقبون تابعون لـ ASOR تدمير الجماعات السورية المسلحة الموالية لتركيا ضريح “كارا جورنا” الأيزيدي، بالإضافة إلى انتشار صور ومقاطع مصورة لنهب ضريح “نبي هوري” بمنطقة عفرين.
وأشار تقرير ASOR إلى تدمير الجماعات السورية المسلحة، بمساعدة جنود أتراك، تماثيل رموز كردية مثل رفيق الوطني، وتمثال كاوا، بالإضافة إلى أنباء عن قصف تركي لضريح رجل الدين العلوي “يغمور دادا” قرب حلب.
وكانت منظمة اليونسكو قد أصدرت بياناً في 31 كانون الثاني/يناير أعربت فيه عن قلقها من تداعيات الأوضاع في شمال سورية على المدنيين وعلى التراث الثقافي في المنطقة، حسب BBC.
وأضاف البيان أن المنظمة تدرس حجم الدمار الذي ألحقته الغارات بموقع عين دارة الأثري الذي يعد من الآثار النادرة للحثيين.