في جريمة جديدة تستهدف الهوية الثقافية والموروث الفكري لمنطقة منبج، أقدمت ميليشيا تابعة لما يعرف بـ”الجيش الوطني السوري” على إحراق مكتبة (محمد منلا غُزيّلْ ) المركزية في منبج، التي كانت تضم أكثر من 20 ألف كتاب نادر وقيم.
تُعتبر مكتبة محمد منلا غزيل واحدة من أهم المكتبات الخاصة في المنطقة وسوريا، حيث احتوت على آلاف الكتب التي تنوعت بين الأدب، التاريخ، الفلسفة، والعلوم المختلفة، إلى جانب المخطوطات والوثائق التي تؤرخ لحياة وثقافة شعوب المنطقة. كانت المكتبة ملاذًا للباحثين والمثقفين، ومصدر إلهام للأجيال القادمة، بما تحمله من ثراء معرفي يعكس هوية المنطقة وتاريخها.
وفقًا لشهادات محلية، قامت عناصر من “الجيش الوطني” بمداهمة المكتبة وإحراق محتوياتها بالكامل. ولم تقتصر الأضرار على المكتبة فحسب، بل امتدت إلى المبنى الذي احترق جزء كبير منه، تاركًا وراءه رمادًا يغطي ما كان يومًا كنزًا ثقافيًا.
يقول أحد سكان المنطقة: “لقد شاهدنا النيران تلتهم المكتبة بأكملها. كان هذا المكان رمزًا للمعرفة والثقافة، وتحطيمه بهذه الطريقة يُظهر مدى استهدافهم لكل ما يعبر عن هويتنا.” أضاف “إحراق مكتبة محمد منلا غزيل ليس مجرد تدمير لمجموعة كتب، بل هو هجوم على المعرفة والحضارة، ومحاولة لإلغاء ذاكرة شعب بأكمله.”