يشهد شمال سوريا تصاعدًا في الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا، حيث يتم استهداف اللاجئين السوريين الفارين من الأوضاع المتدهورة في لبنان. هؤلاء اللاجئون، الذين فروا من العنف والظروف المعيشية الصعبة في لبنان بحثًا عن الأمان في سوريا، يجدون أنفسهم الآن ضحايا لعمليات خطف وتعذيب وابتزاز على يد الميليشيات المسلحة.
وفقًا لشهادات من الناجين وأقارب الضحايا، تقوم عناصر الميليشيا بخطف اللاجئين بعد عبورهم الحدود إلى المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري، ثم زجهم في السجون السرية أو المواقع غير الرسمية التي تشرف عليها هذه الفصائل. وفي كثير من الحالات، يتم إرسال تهديدات لذوي الضحايا تطالبهم بدفع فدية مالية ضخمة مقابل الإفراج عنهم. تُظهر تقارير متعددة أن الميليشيات تلجأ إلى التعذيب النفسي والجسدي لإجبار الأهالي على دفع الفدية، ما يفاقم معاناة اللاجئين وأسرهم.
وتعد هذه الانتهاكات جزءًا من سلسلة متواصلة من الجرائم التي ترتكبها الميليشيات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في ظل غياب أي محاسبة أو رقابة دولية فعالة. وتتزايد الدعوات من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني الدولي لضرورة التحرك العاجل للضغط على الحكومة التركية، باعتبارها الداعم الرئيسي لهذه الفصائل، لوقف هذه الانتهاكات وضمان حماية المدنيين السوريين.
يشدد المراقبون على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات فورية لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، وتوفير آليات لحماية اللاجئين.