أطلقت الاستخبارات التركية وميليشيا “السلطان مراد” في مدينة عفرين، يوم الإثنين 18 سبتمبر 2024، سراح المواطن “خبات حسين” من أهالي بلدة معبطلي بعد احتجازه تعسفياً لمدة شهر. خبات كان قد طالب بمنزله في حي الزيدية بمدينة عفرين، الذي استولى عليه أحد عناصر ميليشيا “السلطان مراد”. وأفرج عنه بعد دفع فدية مالية قدرها 4000 دولار أمريكي، وإجباره على توقيع عقد إيجار لمدة ستة أشهر.
وفي حادثة أخرى، اعتقل عناصر الاستخبارات التركية وميليشيا الشرطة العسكرية في مركز ناحية معبطلي، يوم الثلاثاء 10 سبتمبر 2024، الشاب “عصام عبدو جميل شيخو” (30 عاماً) من قرية سيمالكه بتهمة الحراسة خلال حكم الإدارة الذاتية السابقة. تم الإفراج عنه بعد دفع فدية مالية قدرها 400 دولار أمريكي يوم الخميس 12 سبتمبر.
كما أطلقت السلطات التركية في مدينة عفرين، يوم الخميس 19 سبتمبر 2024، سراح المواطن “فيصل خليل” (45 عاماً) ونجله من قرية جقلا – ناحية شيه، بعد دفع فدية مالية بلغت 5000 دولار أمريكي. وكان فيصل قد اختطف سابقاً في 9 فبراير 2024 بتهمة الخدمة في الكومين تحت حكم الإدارة الذاتية، واحتجز تعسفياً دون محاكمة.
وفي نفس السياق، أفرجت سلطات الاحتلال التركي يوم الأربعاء 18 سبتمبر 2024، عن المواطن “حنان إبراهيم شيخ كيلو” (33 عاماً) من قرية سيمالكه – ناحية معبطلي، بعد دفع فدية قدرها 1200 دولار أمريكي. وكان حنان قد اختطف منذ عام بتهمة الخدمة في صفوف قوات الحماية الشعبية “الأسايش”.
وفي بداية شهر سبتمبر، قامت الاستخبارات التركية وميليشيا الشرطة العسكرية بخطف عدة مواطنين من بلدتي بعدينا وميدانكي في ريف عفرين، بتهم تتعلق بالتعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، وتم الإفراج عن بعضهم بعد دفع فدية مالية تراوحت بين 400 و1000 دولار أمريكي.
وفي 30 سبتمبر 2024، أطلق فصيل “الجبهة الشامية” سراح المواطن “جمال شيخ محمد” من مدينة جنديرس بعد اعتقال دام عشرة أيام، مقابل فدية مالية قدرها 3000 دولار أمريكي. كما أفرج فصيل “حرس الحدود” عن ثلاثة مواطنين من درعا وحلب بعد اعتقالهم أثناء محاولتهم الهجرة إلى تركيا، مقابل فدية قدرها 300 دولار لكل منهم.
وأُفرج عن المواطنين “قهرمان مصطفى حسن” (50 عاماً) و”محمد حيدر إبراهيم” (70 عاماً) من بلدة بعدينا بعد دفع ذويهم فدية قدرها 800 دولار أمريكي لكل منهما، وذلك بعد اعتقالهما لمدة يومين.
تواصل الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا تنفيذ المزيد من عمليات اقتحام المنازل وخطف المدنيين، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والاعتقال والخطف في منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.
القوات التركية والجماعات السورية المسلحة المدعومة منها (الجيش الوطني ، هيئة تحرير الشام) تواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات، ولا يكترثون لدعوات وقف عمليات المداهمة اليومية، واختطاف المواطنين بدافع الحصول على الفدية ومنع ذويهم من معرفة مكان احتجازهم أو أسبابه ورفض عرضهم على المحاكمة ومنعهم من توكيل محامي.
وشهدت منطقة عفرين ومناطق أخرى منذ بداية تشرين الأول 2024 خطف ( 12 مواطنا)، فيما ارتفع عدد الذين تم اختطافهم منذ بداية العام الحالي 2024 لأكثر من ( 461 ) حالة خطف، فيما بلغ عدد المختطفين خلال عام 2023 أكثر من ( 461 ) وخلال عام 2022 أكثر من ( 720 ) حالة اعتقال وهم الذين تمكنا من توثيق أسمائهم، فيما العدد الفعلي أكثر من ذلك لا سيما أنّ هنالك أسماء تحفظت عائلاتهم على ذكرها، إضافة لحالات اعتقال لم نتمكن من الوصول إليها، كما وتم متابعة وتوثيق مقتل مدنيين تحت التعذيب، وحالات انتهاك متعددة.
وبات السائد في هذه المنطقة عمليات نهب منظّمة يومية، وعمليات الاستيلاء على منازل وممتلكات الناس ومواسم الزيتون، وقطع الأشجار وغيرها إضافة للاعتقالات التعسفية اليومية، وخطف الناس كرهائن مقابل فدية مالية، والتضييق على السكان.
إطلاق فوضى العسكر وعشرات المجموعات الإرهابية، هي سياسة تركية متعمّدة؛ لكنّها تتم بأيدي “الجماعات السورية المسلحة” تحت اسم “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السورية المؤقتة/ الائتلاف، فكل ذلك يجري تحت أعين القوات التركية ومشاركتها.
ويؤكد فريق مركز التوثيق أنّه على تواصل مع عوائل ومقربين من المعتقلين، وأنّ جميع الاعتقالات التي تنفذ في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام شمال غرب أو شرق سوريا لا تستند إلى مذكرات قضائية من المدعي العام، ومعظم عمليات الاعتقال تتم بطريقة غير قانونية، وبشكل تعسفي. وأنّ هذه الاعتقالات تحتوي على سلسلة من الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، وغالب المعتقلين لا يمكن التواصل معهم بعد احتجازهم أو معرفة مصيرهم.
منذ التوغل التركي في سوريا، تم رصد مقتل وإصابة 10430 شخصاً / القتلى 2119 شخصاً / فيما وصل عدد المعتقلين إلى 9471 شخصاً منذ بداية التوغل التركي في شمال سوريا، أفرج عن قرابة 8130 منهم، فيما لا يزال مصير البقية مجهولا. ووصل عدد الذين قتلوا تحت التعذيب في السجون إلى 184 شخصاً.
ارتفع عدد السوريين الذين قتلوا برصاص الجندرما التركية إلى 568 سورياً، بينهم (107 طفلاً دون سن 18 عاماً، و 69 امرأة)، وذلك 1 تشرين الأول 2024 وأصيب برصاص الجندرما 3111 شخصاً وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرما بالرصاص الحي. منذ بداية العام الجاري (2024) قتلت الجندرما التركية 15 مهاجرا، ووثقت وإصابة 37 آخرين.
وخلال عام 2023 قتلت الجندرما 41 شخصاً فيما تجاوز عدد الذين أصيبوا خلال محاولة اجتياز الحدود إلى 133 شخصاً، بينهم إصابات بإعاقة دائمة نتيجة الضرب الوحشي بالعصي والبواريد والركل وإلقائهم خلف الساتر الحدودي وهم ينزفون.