تتصدر ميليشيات “سليمان شاه/العمشات” و”الحمزات” مشهد الانتهاكات المتكررة وفرض الإتاوات بالقوة في منطقة عفرين شمال سوريا، حيث تسير باقي الفصائل المسلحة، التي تتبع لما يعرف بـ”الجيش الوطني”، على نهج هذه الميليشيات، مما يزيد من معاناة المواطنين الكرد في المنطقة.
تختلق ميليشيات “الحمزات” و”العمشات” ذرائع شهرية لفرض الإتاوات على الأهالي، حيث يتم تبليغهم بأسلوب ترويعي، يتضمن تهديدات صريحة باتخاذ إجراءات عقابية تشمل الاختطاف والتعذيب في حال الامتناع أو التأخير عن دفع الإتاوات المفروضة.
“الحمزات” واستيلاء على الممتلكات
منذ نهاية العام الماضي، بدأ “الحمزات” بقيادة “سيف أبو بكر” الذي يخضع لعقوبات أمريكية، بحصر ممتلكات الأهالي الزراعية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، بهدف الاستيلاء على المزيد منها أو فرض إتاوات إضافية. حيث تقوم الميليشيا بإلغاء الوكالات الممنوحة لإدارة الممتلكات من قبل الغائبين، بما في ذلك ممتلكات الورثة، وتبيع مواسم الحقول أو تؤجر الأراضي الزراعية لمن تشاء.
في 1 سبتمبر 2024، أرسلت ميليشيا “الحمزات” عبر تطبيق واتس آب تسجيلات صوتية تهدد فيها عددًا من المواطنين، من بينهم “خليل أبو عماد” و”فاطمة أم علي”، بضرورة تقديم إثبات ملكية أصلي للممتلكات الزراعية، وسط رفضهم قبول أي وثائق صادرة من المجالس المحلية. وقد أدى ذلك إلى استيلاء “الحمزات” على ممتلكات بعض المواطنين لحين إبراز الوثائق المطلوبة.
إتاوات جديدة على أشجار الزيتون
في 9 سبتمبر 2024، فرضت “الحمزات” إتاوات جديدة على أهالي بلدة “باسوطة” وقرية “برج عبدالو” بواقع 10 دولارات على كل شجرة زيتون مثمرة و5 دولارات على الأشجار غير المثمرة، مع استمرار الاستيلاء على ممتلكات الغائبين. كما تم إبلاغ أهالي قرى “بربنه” و”كوليا فوقاني وتحتاني” بناحية راجو بفرض 7 دولارات على كل شجرة زيتون، بغض النظر عن حالتها.
وفي القرى الواقعة غرب مدينة عفرين مثل “كفرشيله” و”معراته” و”كوندي مزن”، فرضت الميليشيا إتاوة بقيمة 2 دولار أمريكي على كل شجرة زيتون، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على الأهالي الذين يعيشون في ظل هذه الظروف الصعبة.
“فيلق المجد” ينضم للانتهاكات
في نهاية أغسطس الماضي، أبلغ “فيلق المجد” بقيادة “الرائد ياسر عبد الرحيم” أهالي قرية “كيلا” بفرض إتاوة بقيمة 3 دولارات على كل شجرة زيتون، مع تهديدات باتخاذ إجراءات عقابية في حال التخلف عن الدفع. كما تم تهديد أهالي قرية “زركا” بنفس الشروط.
عمليات جرد جديدة
وفي 27 أغسطس 2024، تم إبلاغ أهالي قرية “حلوبي كبير” التابعة لناحية شران بضرورة تقديم ثبوتيات ملكية أراضيهم، بناءً على أوامر من أحد زعماء “فرقة السلطان مراد”. يأتي هذا الإجراء كجزء من مساعي الميليشيات للسيطرة على المزيد من الممتلكات وفرض الإتاوات على الأهالي.
تستمر الانتهاكات في عفرين بفرض المزيد من الإتاوات والاستيلاء على الممتلكات، في ظل تواطؤ وعدم مساءلة لهذه الفصائل المسلحة، مما يزيد من معاناة السكان المحليين ويزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
مظاهرة احتجاجية ضد فرض الضرائب تنتهي بأعمال عنف واعتداءات على النساء
شهدت قرية كاخرة في ريف معبطلي، التابعة لعفرين، مظاهرات حاشدة احتجاجًا على فرض الضرائب الجائرة التي فرضتها ميليشيا “سليمان شاه” (العمشات) على أشجار الزيتون وأملاك السكان المحليين رافقتها اعمال عنف وقمع وخطف من قبل مسلحي العمشات استهدفت المتظاهرين.
تأتي هذه الاحتجاجات في أعقاب قرار قائد الميليشيا، أبو عمشة، بفرض أتاوات جديدة، حيث بلغت 8 دولارات عن كل شجرة زيتون لأبناء القرية المقيمين، و30 دولارًا عن كل شجرة للمغتربين من أبناء القرية، بالإضافة إلى 100 دولار عن كل عقار.
الاعتقالات تثير غضب السكان
اندلعت المظاهرات بعد اعتقال عدد من شباب القرية الذين رفضوا دفع هذه الأتاوات. وخرجت نساء القرية في احتجاجات سلمية للمطالبة بالإفراج عن أبنائهن والتنديد بالقرارات التي فرضتها الميليشيا، إلا أن الاحتجاجات قوبلت بعنف شديد من قبل عناصر “سليمان شاه”، حيث تم إطلاق الرصاص والاعتداء على النساء باستخدام العصي والهراوات.
ضحايا الاعتداءات
أسفرت الاعتداءات عن إصابة عدد من النساء والشبان. وتم توثيق اصابة كل من “نازلية عارف تولة” و”نجاح جابو” و”جيهان عيسو”، “زمزم مصطفى” و “حنيفة عبو” و”عائشة عبو” و”صديقة حنان” و “حسن رشيد عيسو” جراء الضرب المبرح الذي تعرضن له من قبل مسلحي الميليشيا خلال التظاهرة. كما تم خطفف عدد من الشبان عرف منهم : ادريس حج علي عبو ، رشيد حنان
وتم نقل المصابين إلى المشفى العسكري في مدينة عفرين وفرض طوق أمني لمنع المواطنين من الاقتراب منه.
الحصار والانقطاع عن العالم الخارجي
تشهد القرية حتى الآن حالة من الحصار المشدد، حيث تواصل ميليشيا “سليمان شاه” فرض قبضتها على المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تم قطع خدمة الإنترنت عن القرية، مما يعزلها عن العالم الخارجي ويزيد من صعوبة التواصل مع منظمات حقوق الإنسان أو الإعلام لنقل حقيقة ما يجري.