شهدت منطقة الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا تبعات كارثية نتيجة إغلاق تركيا للمعابر الثلاثة التي تربطها بتركيا وهي معبر كوباني (مرشدبينار)، معبر الدرباسية(شنيورت)، ومعبر قامشلو (نصيبين). هذا الإغلاق المستمر للعام الثامن على التوالي قد فاقم من مآسي ومعاناة السوريين في المنطقة، مؤدياً إلى حصار خانق على حوالي 5 مليون سوري يقطنون في هذه المنطقة.
التبعات الإنسانية
1. قطع أواصر الأسر: أدى إغلاق المعابر إلى عزل العديد من الأسر التي لا تستطيع زيارة أقربائها في تركيا أو في سوريا، مما أدى إلى تفكك الأسر وزيادة المعاناة النفسية والاجتماعية للسكان.
2. الحصار الاقتصادي: يُعد إغلاق المعابر بمثابة حصار اقتصادي خانق، حيث يعوق تدفق البضائع والمواد الأساسية والمساعدات الغذائية الدولية بما في ذلك المواد الغذائية والأدوية والوقود. هذا الأمر أدى إلى ارتفاع حاد في الأسعار وزيادة معدلات البطالة والفقر.
3. الوضع الصحي: تأثرت الخدمات الصحية بشكل كبير، حيث أصبح من الصعب استيراد المعدات الطبية والأدوية الأساسية. كما زادت صعوبة نقل المرضى إلى مناطق تتوفر فيها خدمات طبية متقدمة، مما أدى إلى تفاقم الوضع الصحي للسكان.
الانتهاكات القانونية
تستهدف القوات التركية السوريين قرب الحدود بالرصاص والقناصات وتقطع عنهم مياه الأنهار، مما يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. هذه الانتهاكات تشمل:
1. الهجمات المباشرة على المدنيين: الهجمات التي تستهدف المدنيين العزل قرب الحدود تُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني.
2. قطع المياه: استخدام المياه كسلاح عن طريق قطع إمدادات المياه من الأنهار يعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية، حيث يؤثر على توفير المياه النظيفة للشرب والزراعة.
3. الحصار والقيود على الحركة: يعتبر فرض الحصار وفرض قيود على حركة المدنيين والبضائع انتهاكاً لاتفاقيات جنيف التي تضمن حرية الحركة وتوفر الحماية للمدنيين في زمن النزاعات.
الدعوات للتحرك الدولي
نظرًا لهذه الانتهاكات الخطيرة، يجب على المجتمع الدولي ممارسة الضغط على تركيا لفتح المعابر الإنسانية بسرعة عاجلة. يجب أن يتضمن التحرك الدولي:
1. دعوات إلى الحوار والتفاوض: تشجيع تركيا والإدارة الذاتية على الدخول في حوار مباشر للوصول إلى حلول دائمة تضمن فتح المعابر وتخفيف الحصار.
2. الضغط الدبلوماسي: ممارسة الضغوط الدبلوماسية عبر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى لإلزام تركيا بفتح المعابر الإنسانية.
3. المساعدات الإنسانية: تعزيز جهود المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات الطارئة للسكان المتضررين وتخفيف معاناتهم.
يُعد استمرار إغلاق المعابر بين تركيا ومنطقة الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا مشكلة إنسانية وقانونية خطيرة تستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي. إن الضغط على تركيا وفتح المعابر وتخفيف الحصار سيساهم بشكل كبير في تحسين الظروف المعيشية للسكان ويعيد الأمل للأسر المتضررة. يجب أن يتم التركيز على الجهود الدبلوماسية والإنسانية لضمان حل دائم لهذه الأزمة.