مقتل قيادي بارز بـ”هيئة تحرير الشام” في سوريا

مقتل أبو ماريا القحطاني يأتي بعد أقل من شهر من إفراج الجولاني عنه

قتل القيادي العراقي البارز في صفوف “هيئة تحرير الشام”، ميسر علي عبدالله الجبوري و الملقب ب أبو ماريا القحطاني في تفجير استهدف مضافة في سرمدا شمال إدلب، كما أصيب ثلاث أشخاص بجروح خطيرة ( عمر الديري ، يوسف الهجر ، أبو أمير كوسنيا ،خطاب الجبوري ).

وكانت هيئة تحرير الشام كان قد أفرجت عن القحطاني، أحد قياديي الصف الأول فيها، في 7 مارس، بعد اعتقاله 7 أشهر، بتهمة العمالة.

والقحطاني خاضع لعقوبات أميركية منذ العام 2012، وتـتهمه وزارة الخزانة بأنّه انتقل إلى سوريا في العام 2011 لنشر عقيدة القاعدة هناك قبل توليه مناصب قيادية في جبهة النصرة التي غيرت اسمها الى تحرير الشام.

واتهم قياديون منشقين عن هيئة “تحرير الشام” ونشطاء كثر قائد الهيئة، “أبو محمد الجولاني”ـ بالوقوف وراء عملية اغتيال “القحطاني”، من بينهم القيادي السابق في “الهيئة” والمنشق عنها صالح الحموي وأبو يحيى الشامي.

تفاصيل الهجوم؟
وقع التفجير الساعة ١٠:٣٠ بالتوقيت المحلي لسوريا، وتم بعبوة ناسفة فُجرت عن بعد، وترجح أن العبوة كانت داخل علبة فيها سيف أهدي إلى أبي ماريا من قبل وفد مؤلف من ثلاث أشخاص بلباس العشائر.

أبو ماريا القحطاني كان أرفع مسؤول يُسمّى في قضية العملاء التي هزت هيئة تحرير الشام منذ مارس العام الماضي. الهيئة اعتقلت الآلاف منهم كبار مسؤوليها العسكريين والإداريين بتهمة التخابر مع جهات خارجية. في أغسطس الماضي، اعتُقل أبو ماريا وجُرّد من مهامه. وفي نهاية العام، وردت أنباء أنه تعرض لتعذيب شديد أفقده وعيه حتى ظن البعض أنه مات.

ومع التحول في ملف العملاء مطلع العام، أطلقت الهيئة سراح معظم من اعتقلتهم وقدمت لهم تعويضات. رجّح التحول أن الجناح العسكري في الهيئة هدد بالتمرد إن لم يُحسم الملف بعد اعتقال قياديين عسكريين كبار.

في الأسبوع الأول من مارس الجاري، أطلق سراح القحطاني ضمن من أطلق سراحهم. ومنذ إطلاق سراحه وهو يستقبل المهنئين من عسكريين وعشائر بشكل شبه يومي. لكن لم يصدر أنه كان يفكر في اتخاذ خطوات ضد الهيئة.

لم يصدر أيضاً أنه سعى إلى الخروج من إدلب واللحاق برفيقه أبي أحمد زكور الذي كان الذراع الأخرى لزعيم “الهيئة” ابو محمد الجولاني قبل أن ينقلب عليه الرجل في ديسمبر الماضي عندما لوحق زكور وعائلته. زكور أعلن استقالته من الهيئة؛ والهيئة أعلنت عزله.

التحول في قضية العملاء رافقه خلافات حادة في جسم هيئة تحرير الشام وخاصة بين الجولاني والأمني الأول أبي أحمد حدود الذي قيل إنه انشق عن الجولاني احتجاجاً على إطلاق سراح المعتقلين وتنصل الجولاني من المسؤولية عن الاعتقالات والتعذيب الواقع في سجون الهيئة.

خلال الأشهر الماضية، اشتدت التظاهرات ضد هيئة تحرير الشام وزعيمها مطالبة بمجلس قيادة جديد في إدلب ومحيطها. فيما كثف الجولاني وكبار مساعديه – مثل الشرعي الأول عبدالرحيم عطون ومظهر الويس – لقاءاته مع المعتقلين السابقين ومع فعاليات شعبية خلصت إلى تغيير مسمى الجهاز الأمني في الهيئة الذي كان مسؤولاً عن الاعتقالات ليصبح ”إدارة الأمن العام“ تابعاً لوزارة الداخلية، والبدء بوضح مجلس شورى بدلاً من مجلس قيادة.

من هو أبو ماريا القحطاني
يعد “أبو ماريا” الرجل الثاني في “تحرير الشام”، وهو ميسر بن علي الجبوري القحطاني، الملقب بـ”الهراري” نسبة إلى قرية هرارة العراقية، التي انتقل إليها من قرية الرصيف بعد ولادته فيها عام 1976.

شارك في تأسيس “جبهة النصرة” (“تحرير الشام” حاليًا) في تشرين الأول 2011، بعد ثماني سنوات من عمله داخل تنظيم “القاعدة” في العراق، وصار نائبًا لزعيمها “الجولاني”.

كان يقود ملف محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وغالبًا ما كان يتم تقديمه من قبل أتباع “تحرير الشام” على أنه عالم دين أو شيخ، لكنه قائد ومنفّذ ورجل أعمال أكثر من كونه عالمًا.

ولعب “القحطاني” في الفترة ما بين 2014 و2015 دورًا رائدًا كمنظر أيديولوجي يهاجم “متطرفي” تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وخلال الفترة الأخيرة بدا الصراع واضحا بين القحطاني والجولاني وذلك لازدياد نفوذ “أبو ماريا”، إذ أصبحت له الكلمة الفصل في مناطق ريف حلب الشمالي، بالإضافة إلى ازدياد تدخل “أبو ماريا” في القطاع الأمني، انطلاقًا من مسؤوليته عن ملف تنظيم “الدولة الإسلامية” و”القاعدة” والمجموعات القريبة منهما.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك