تتعرّض القرى المحيطة بعفرين في ريف حلب لسلسلة من الانتهاكات المتكررة والمتعددة من قِبَل عناصر ميليشيات الجيش الوطني، حيث تشمل هذه الانتهاكات حوادث الخطف، الاعتداءات، واستيلاء الممتلكات، وأفعالًا أخرى. يثير هذا السلوك القلق والاستياء بالنظر إلى تحدثه تحت مراقبة وبمشاركة القوات التركية.
في قرية كفرزيت التابعة لمدينة عفرين، تزداد حدة الأوضاع بفعل انتشار “ميليشيا الحمزات” بقيادة عمر الفارس، الذي استولى على أراضي القرية. يشكو السكان من عجزهم عن حماية ممتلكاتهم وعن إيصال شكواهم بسبب التعرض للظلم دون حماية.
وفي محاولة للرد ووقف هذه التجاوزات، ناشد أهالي القرية أعضاء المجلس المحلي ومكتب المهندسين لتقديم الحماية المطلوبة. كما طالبوا بتدخل العقلاء والوجهاء من أبناء العشائر السورية للمساهمة في استعادة ممتلكاتهم من سيطرة عمر الفارس دون أن يلقوا تجاوبًا يُذكر.
وتم احتجاز حقول زيتون في بلدة ميدانكي على يد عناصر من “ميليشيا السلطان مراد”، حيث تم منع أصحاب الحقول من جني المحصول، مستندين إلى قرارات الحكومة التركية ومنع المزارعين من الوصول إلى حقولهم.
وليس فقط الممتلكات الزراعية تتعرض للسرقة، بل تم استيلاء على تنكات الزيت ومحتوياتها من أهالي قرية حياته في معبطلي، بحجة مزاعم حول تجاوز كميات الإنتاج المسموح بها.
في سياق متشابه، قام مسلحو فصيل “السلطان سليمان شاه”، المعروف باسم “العمشات”، بعملية استيلاء عنيفة على محصول زيتون يعود ملكيته لمسن كردي معاق يُدعى “حنان كولين محمد”. الواقعة وقعت في قرية حياته التابعة لناحية معبطلي، حسب المصادر المحلية.
وفقًا للروايات، قام المسن الكردي ذو الاحتياجات الخاصة بجني محصول زيتونه وقبل ذلك أكدت لجنة زراعة الفصيل إمكانية إنتاج حوالي 70 شال زيتون. لكن عندما بدأ المسن بالجني، كانت الكمية التي حصدها 40 شال زيتون فقط.
قام المسن بنقل محصوله إلى معصرة بقرية شيخ كيله، حسب أوامر الفصيل، إلا أن المسلحين علموا أنه جلب فقط 40 شال زيتون. فاستنكروا هذا الأمر وهددوه بأنه يخفي الكمية الباقية. ردًا على ذلك، قاموا بحجز صفائح الزيت التي تم استخراجها من المعصرة، وذلك بدلاً من الكمية الفعلية التي زعموا أنها لم تُعرَض لهم. كما استولوا على 17 صفيحة زيت تعود ملكيتها لعمه المواطن أحمد، الذي أودعها في منزله كأمانة.
وكان المسن حنان، الذي يعاني من إعاقة جسدية إثر انفجار لغم أرضي في الأيام الأولى للاحتلال التركي لعفرين، تحتاج إلى الرعاية والدعم.
هذه الأحداث تُظهر مأساة الحال في تلك المناطق، حيث تستمر التجاوزات والانتهاكات بحق الأبرياء وممتلكاتهم دون رادع أو عقاب.