أبلغ عدد من المواطنين “مركز توثيق الانتهاكات” عن وقوعهم ضحية إحدى شبكات النصب والاحتيال. وأبلغ الضحايا أنّ أكثر من ألفي شخص مثلهم خسروا أموالهم التي قاموا بإيداعها في “منصة عطاء الاستثمارية” التي كانت تنشط في ريف حلب ضمن مناطق سيطرة ميليشيا الجيش الوطني (الحكمة السورية المؤقتة) طيلة 9 أشهر.
ويدير المنصة المدعو “خليل العبود” وهو من أهالي بلدة قباسين في ريف حلب، وكان يروج أنّها منصة للاستثمار العقاري وكسب الأموال مقابل ايداع مبلغ مالي. وبحسب الضحايا فإنّ المدعو “خليل” -اسمه الكامل: خليل محمد عبدالرزاق العبود- قد نجح في خداع أكثر من ألفي شخص قاموا بإيداع ما يفوق 6 مليون دولار، وظل ينشط وينتقل في المدن والبلدات في ريف حلب الخاضعة لسيطرة ميليشيا الجيش الوطني وينظم نشاطات ترويجية للمشروع الاحتيالي ويفتتح مكاتب وفروع طيلة 9 أشهر بدون رقابة ولا محاسبة من الأجهزة الأمنية والقضائية، بل وكان ينتقل بسيارات ومرافقة من ميليشيا “فرقة الحمزة” وكانت له علاقات طيبة مع قيادات هذا التنظيم حيث تدور شكوك حول تورطهم معه في عمليات الاحتيال مقابل مكاسب مالية.
وضحايا هذه الشبكة ليسوا من السوريين فحسب وانما من دول أخرى، حيث كان يتم التسجيل وإيداع الأموال في المنصة، وبحسابات بنكية تركية.
واتهم عدد من الضحايا قائد ميليشيا فرقة الحمزة في مدينة قباسين “محمد الشبلي” و”يوسف الشبلي” و”عبد الشبلي” بالتورط في حماية والتغطية على هذه الشبكة، وقيامهم بـ (تقديم الحماية الأمنية، تهريب المدعو خليل العبود الى تركيا، حماية عائلته بعد افتضاح حقيقة الشبكة و خاصة محمد عبدالرزاق العبود وأفراد أسرته، إضافة لحماية الممتلكات والعقارات والأراضي الزراعية والمحلات التجارية التي تم سلبها من أموال الناس تحت اسم شركة عطاء للاستثمار” وأنّ هذه العصابة قبضت من عبود نسبة 5 % من الارباح لقاء تنفيذ هذه المهمة.
وبدأت هذه المنصة نشاطاتها منذ بداية العام الجاري (2023) في مدينة قباسين وتوسعت لتشمل مناطق ومدن أخرى، حيث يتم التسجيل في الموقع الالكتروني العائدة للشبكة (منصة عطاء الاستثمارية) مقابل ايداع مبلغ مالي وتضاف الارباح يوميا لهذا الحساب وهي منفصلة عن رأس المال الحقيقي. وبعد أن لاقت المنصة ترويجا وزاد عدد الأعضاء إلى 2000 لا سيما مع الدعاية التي صاحب الانطلاقة على أنّها شركة مرخصة في تركيا وسوريا (مناطق الجيش الوطني وادلب) وتتاجر بالعقارات. وبالفعل دفعت الشركة أرباح (من 50 الى 250 دولار) لبعض الاعضاء كوسيلة اغراء لكسب المزيد من الاعضاء ومع تجاوز المبالغ التي تم ايداعها 6 مليون اختف المنصة وأغلقت كل الحسابات وفر مديرها وهو مقيم حالياً في تركيا.