في تصعيد خطير شنت القوات المسلحة التركية والروسية بشكل متزامن هجمات جوية عنيفة وممنهجة على شمال شرق وغرب سوريا، يوم الخميس 5 تشرين الأول، استهدفت المراكز الحيوية والبنية التحتية والأحياء السكنية والمشافي، الهجمات ادت لمقتل 26 شخصا واصابة العشرات.
لقد تصاعدت الهجمات العسكرية التركية والروسية بشكل ملحوظ منذ بداية العام الجاري، واستهداف الأبرياء والمرافق الحيوية في عدة مناطق في ريف حلب والرقة والحسكة، وإدلب بهدف فرض حالة من عدم الاستقرار، في وقت ما يزال فيه السكان يكافحون لمواجهة آثار الدمار والتهجير نتيجة الهجمات التركية السابقة واحتلال مدينتي تل ابيض وراس العين ومدينة عفرين، إضاقة لتبعات الحرب ضد التنظيمات الإرهابية بما فيها تنظيم داعش بعد 12 عاماً من الحرب، وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
إن هذه الهجمات الإرهابية، هي انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر صراحة استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، وإن الاستهداف المتعمد للأحياء السكنية والمدارس والمشافي والمرافق العامة هو عمل يدل على تجاهل كامل لحياة الإنسان وتعمد لقتل المدنيين وكافة مسببات استقرارهم وسبل عيشهم.
وإذ يطالب مركز التوثيق المجتمع الدولي بضمان حماية المدنيين في سوريا والتمسك بمبادئ حقوق الإنسان والنزعة الإنسانية، بإيجاد صيغة تضمن توقف تركيا عن الاستهداف الممنهج للسكان، ودعم التنظيمات الإرهابية، فإنه في الوقت نفسه تؤكد ضرورة محاسبته على هذه الهجمات الشنيعة والانتهاكات الجسيمة واتخاذ إجراءات حاسمة لوضع حد لهذه الهجمات المتواصلة على أرواح الأبرياء وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.