لا يمر يوم إلّا ويتم توثيق المزيد من حالات تعذيب المواطنين المعتقلين في سجون ميليشيا الجيش الوطني بالأراضي السورية الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية. تلك الجرائم تجري تحت أعين ومشاركة الضباط الأتراك في غالب الأحيان.
عدد المعتقلين الذين قتلوا تحت التعذيب في سجون الجيش الوطني تجاوز 124 شخصاً من الذين تمكّنا من توثيقها لكن العدد الفعلي أكبر من ذلك بكثير حيث تكشف شهادات لأناس التقيناهم بينهم من المنشقين عن الجيش الوطني أو ضحايا تمكنوا من النجاة من تلك السجون أكد عدد منهم وجود مقابر جماعية في محيط غالب تلك السجون المنتشرة في عفرين ومارع والباب وفي أماكن أخرى.
في مدينة عفرين في ريف حلب حدث منذ أيام، حيث قامت الشرطة العسكرية بتحويل أحد السجناء من مدينة حماة يدعى “عبد الغني العرواني” إلى مشفى إعزاز وعند الكشف عليه تبين وجود آثار صعقات كهربائية على جسمه مما أدى لخلل في شبكة القلب وقاموا بعدها بتحويل السجين إلى المشفى السوري.
وأكد أحد الأطباء الذين كشفو على السجين ونتحفظ حاليا عن ذكر اسمه لأسباب أمنية أنّ المريض تعرض لعدة مرات لصعقات كهربائية شديدة ومتتالية الأمر الذي تسبب بضعف وتوقف عمل بعض الشرايين وإنّ احتمالية نجاته ضئيلة للغاية حيث تم نقله للمشفى وهو في حالة حرجى نتيجة التعذيب الذي تعرض له.
وتلقى المشفى تهديد من رئيس فرع الشرطة العسكرية “أحمد جمال كبصو” بعدم الكشف عن هذه الحادثة أو سيتم هدم المشفى فوق رؤوس الأطباء والمرضى.
وفي حادثة ثانية في مقر الشرطة العسكرية في عفرين تم تعذيب شاب اعتقل على حاجز فدينة أعزاز -بحسب شهادة من ذويه- وتنوعت وسائل تعذيبه ( طريقة الشبح، الصعق بالكهرباء، ضرب بالبوري الأخضر…) وكشف أحد الأطباء المعالجين عن اصابته بكسور في القصف الصدري، وفقرات في العمود الفقري.