هدأت الأوضاع في مدينة الحسكة بعد اشتباكات اندلعت منذ 12 أيلول الجاري بين القوات الأمنية التابعة للنظام السوري من جهة ومسلحي الدفاع الوطني التابعين لها، بقيادة عبد القادر حمو، من جهة أخرى.
وكانت قوات الأمن السورية مدعومة بفرق من الجيش السوري قد استقدمت أسلحة ثقيلة لمحاصرة منزل “حمو” الذي كان يتحصن فيه مع عائلته منذ 17 أيلول. حيث شهدت قواته خسائر وتراجع لتندلع في “المربع الأمني”، “حرب شوارع” وانتهت بمحاصرة منزل “حمو” وقتله مع عدد من أفراد عائلته.
الاشتباكات أدت إلى “إغلاق المحال التجارية والمدارس وتأجيل الامتحانات الجامعية، ونزوح للاهالي”.
وظهر حمو في وقت سابق في فيديو وهو يطالب عناصره باستهداف “المعتدين” كما وصفهم حتى استعادة المقار التي سيطروا عليها، قائلاً “اعتبروا الدولة عدواً لكم”.
واتهم في تسجيل مصور نشرته ثاني، مدير “مكتب الأمن القومي السوري”، علي مملوك، بطلب ثلاثة ملايين دولار من أجل تسوية وضعه وإعادة الأمر إلى وضعه السابق.
وتعود المشكلة إلى الشهر الماضي عندما اعتدى حمو بالـضرب على الشيخ عبد العزيز محمد المسلط، أحد شيوخ قبيلة الجبور وابن شقيقه.
وأدى ذلك إلى استنفار قبيلة الجبور، والتي دعت إلى حل “الدفاع الوطني” في الحسكة وتسليم حمو لمحاسبته.
وهذا واحد من الأسباب التي دفعت “النظام السوري” للانقلاب على “حمو” خاصة وأن الأخير زاد نفوذه خلال السنوات الماضية وجمع ثروة طائلة من الأتاوات التي يفرضها وعمليات التهريب وبات قوة لا يستهان بها وهو ما دفع الأجهزة الأمنية لمحاولة الحد من نفوذه.
قائد مركز الحسكة في الدفاع الوطني أصدر قراراً بتكليف “يوسف خليفة حماد” كقائد لقطاع الحسكة بدلاً من “عبد القادر حمو”، الذي تم استدعائه إلى دمشق للتحقيق”. إلا أن حمو رفض إخلاء مقاره وتسليم صلاحياته وأعلن العصيان.
من هو عبد القادر حمو؟
عبد القادر حمو من مواليد 1979، بدأ ضمن “اللجان الشعبية” التي شكلها نظام الأسد لقمع المتظاهرين في الحسكة. وبسبب علاقته مع الضابط في المخابرات العسكرية النقيب بسام العرسان، تمكن من فرض نفسه في الحسكة، بعد تشكيل ميليشيا بالقرب من فرع “حزب البعث”.
وتسلم حمو قيادة “الدفاع الوطني” منذ سنوات، وفرض أتاوات على تجار ومحلات وبسطات سوق الهال، كما يملك موارد مالية كثيرة بعمله في التهريب والسمسرة وغير ذلك.
ويعمل أيضاً في الشراكة مع الكثيرين في مجالات متنوعة تصل إلى الشأن الصحي.
وتكشفت المتابعات أن حمو قتل في 2013 زوجته الأولى عبر رميها من الطابق الثالث، فيما اعتقل النظام السوري زوجته الثانية أمس.