قتل حرس الحدود التركي ( الجندرما ) لاجئا سوريا على الحدود بعد استهدافه بشكل مباشر واطلاق النار عليه.
مصطفى طه حاج خليل من أبناء بلدة رتيان في ريف حلب الشمالي لقي حتفه على يد الجندرما أثناء محاولته دخول الأراضي التركية من جهة ريف إدلب الشمالي للالتحاق بعائلته المقيمة في تركيا منذ سنوات.
يشار إلى أن الضحية جرى ترحيله بشكل قسري من قبل السلطات التركية، وحاول الدخول إلى تركيا مرات عدة انتهت بمقتله.
كما أصيب ثلاثة أشخاص على الأقل بينهم امرأة بجروح، إثر استهدافهم بالرصاص المباشر، من قبل حرس الحدود التركية ” الجندرما” بعد دخولهم الأراضي التركية، عبر الجدار الإسمنتي الفاصل بين الحدود السورية – التركية غرب مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة.
المصابين الثلاثة، كانوا قد دخلوا الأراضي التركية بمساعدة عناصر من فصيل “أحرار الشرقية” من منطقة مبروكة غرب رأس العين مقابل مبلغ 2 ألف دولار لكل شخص.
كما اعتقل حرس الحدود التركية ” الجندرما” 10 مواطنين، واعتدت عليهم ثم سلمتهم إلى الشرطة العسكرية في مدينة رأس العين، وسط مصير مجهول يلاحقهم، ودون ورود معلومات لذويهم عن وضعهم حتى اللحظة.
أمس اعتدى عناصر حرس الحدود التركية “الجندرما” بالضرب الوحشي على شابين اثنين، أثناء محاولتهما العبور نحو الأراضي التركية قرب مدينة الدرباسية بريف الحسكة، ثم ألقت بهما إلى الجانب السوري خلف الجدار الحدودي، وأصيب الشابان بكسور ورضوض في مختلف أنحاء الجسم، ثم تم نقلهم بشكل عاجل إلى مشافي القامشلي لتلقي العلاج.
وقبل يومين أصيب مواطنان بجراح متفاوتة، في استهداف جديد من قبل “الجندرما التركية” للمهاجرين السوريين، حيث جرى استهدافهما بالرصاص أثناء اجتيازهم الحدود السورية- التركية، من جهة قرية الجوز في ريف إدلب الشمالي.
وفي 9 أيلول 2023 قتل شاب وأصيب اثنان آخران بجراح، جراء استهدافهما من قبل “الجندرما” التركية”، أثناء محاولتهم عبور نهر العاصي للدخول الأراضي التركية، حيث تعرضوا للضرب بالحجارة ومن ثم تم استهدافهم بالرصاص.
والشبان الثلاثة ينحدرون من جبل الزاوية في ريف إدلب.
و فارق محامي حياته متأثراً بجراح أصيب بها في وقت سابق، جراء استهدافه بالرصاص من قبل عناصر حرس الحدود التركية “الجندرما”، أثناء محاولته اجتيازه الحدود السورية التركية، في ريف إدلب.
وارتفع عدد السوريين الذين قتلوا برصاص الجندرما التركية إلى 571 سورياً، بينهم (104 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة)، وذلك حتى 19 أيلول 2023 وأصيب برصاص الجندرما 3069 شخصاً وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرما بالرصاص الحي.
ومنذ بداية العام الجاري (2023)، قتلت الجندرما التركية 28 شخصاً فيما تجاوز عدد الذين أصيبوا خلال محاولة اجتياز الحدود إلى 117 شخصاً، بينهم إصابات بإعاقة دائمة نتيجة الضرب الوحشي بالعصي والبواريد والركل والقاءهم خلف الساتر الحدودي وهم ينزفون.
وخلال عام 2022 قتلت قوات حرس الحدود التركية 47 مهاجراً سورياً بينهم 5 أطفال وامرأتين ضمن مناطق سورية متفرقة واقعة قرب وعلى الحدود مع تركيا، كما أصابت 907 مدنياً بينهم 36 طفلاً و 40 امرأة عبر استهدافهم بطلقات مميتة من قناصين مدربين يستهدفون المهاجرين، أو سكان القرى القريبة من الحدود بشكل متكرر.
وتتكرر حالات استهداف “الجندرما” للسوريين سكان القرى الحدودية، كما قامت تركيا ببناء جدار عازل على طول حدودها الذي يبلغ طوله 911 كم لمنع دخول اللاجئين، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين بشكل مستمر.
وبات السوريون على اليقين بأنّ تركيا خذلتهم، على كافة المستويات. ليس فقط العسكري، أو السياسي، وإنّما أيضاً على المستوى الإنساني…. فتركيا من كانت طرفا في الحرب الدائرة في بلدهم سوريا، وهي من فتحت الحدود لعبور السلاح، والمسلحين، ودعمت ولاتزال تدعم العشرات من الجماعات المسلحة التي تتقاتل فيما بينها، في مناطق من المفترض أنّها باتت آمنة. كما أنّها التي تتلق باسمهم المساعدات الدولية والأموال المقدمة من دول الاتحاد الأوربي ومن الولايات المتحدة. لكن لا يصلهم شيء كما يؤكد النازحون.
كما يجد الآلاف من النازحين الذين اضطر غالبهم لمغادرة منازلهم والنزوح من مدنهم، بناء على صفقات واتفاقيات عقدتها تركيا مع كل من روسيا وإيران، بلا مأوى ومستقبل، وأنّ حياتهم وحياة أطفالهم انتهت، وأنّ الأمل يتبدد يوما عن آخر، في ظروف قاهرة، لا عمل، ولا أمن أو أمان، فهم أمام خيار أن يتحولوا لمرتزقة، ترسلهم تركيا إلى ليبيا أو أذربيجان أو أن يموتوا قهراً وجوعاً.
على تركيا أن تلغي فورا سياسية استخدام القوة القاتلة ضد المهاجرين وطالبي اللجوء، بما في ذلك استهدافهم بالأسلحة المتفجرة وإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة والاعتداء عليهم وضربهم بوحشية. ينبغي للحكومة التحقيق مع أفراد الأمن والجندرما المسؤولين عن أعمال القتل والإصابات غير القانونية والتعذيب على الحدود السورية.
ينبغي للحكومات المعنية لا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي وجامعة الدول العربية دعوة تركيا علنا إلى انهاء أيّة سياسة من هذا القبيل والضغط من أجل المساءلة. في غضون ذلك، ينبغي للحكومات المعنية فرض عقوبات على المسؤولين الأتراك الضالعين بشكل موثوق في الانتهاكات الجارية على الحدود.
ينبغي فتح تحقيق مدعوم من “الأمم المتحدة” لتقييم الانتهاكات ضد المهاجرين وما إذا كانت أعمال القتل ترقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية. لا سيما وأنّ حراس الحدود التركي (الجندرما) واثقين ويعرفون أنّهم يستهدفون المدنيين العزل برصاصات قاتلة.